الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

علاج نوبات القلق والاكتئاب المتمثلة في آلام الرأس

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم

منذ أربع سنوات كنت في المرحلة الثانوية، وكنت متفوقاً في دراستي، وفي المرحلة الثانية من الثانوية، بدأت أحس بتعب شديد وإرهاق وألم شديد في مؤخرة رأسي، وعدم القدرة على فتح الكتب للاستذكار، مما جعلني أقدم على تأجيل عام دراسي، وفي السنة التالية تمكنت من تعديل أموري والتحقت بكلية الطب.

ومنذ ذلك اليوم أحس بتعب أكثر ودائماً في حالة كسل عن الاستذكار، وأيضاً تعب وصداع في مؤخرة رأسي وعدم تركيز في المذاكرة.

وللعلم هذا ليس مرضاً عضوياً، فماذا أفعل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

فجزك الله خيراً وبارك الله فيك، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع موقع إسلام ويب وثقتك فيما تقدمه.

فإن هذه الأعراض التي تنتابك فأنت ذكرت أنه لا يوجد مرض عضوي، أسأل الله تعالى ألا تصاب بأي مرض – وحقيقة هذا يجعلني أفهم أنك قد قمت بالفحوصات المطلوبة، وهي صورة للرأس والتأكد من سلامة النظر والأذنين والجيوب الأنفية، فهذه هي الأسباب الشائعة جدّاً لمثل هذا الصداع.

يبقى بعد ذلك القلق النفسي والاكتئاب النفسي، والقلق النفسي يعرف أنه قد يؤدي أيضاً إلى الإصابة بآلام في الرأس؛ لأن التوتر النفسي يؤدي إلى توترات عضلية، ويعرف أن عضلة فروة الرأس هي عضلة كبيرة، والتوتر يؤدي إلى انقباضها، وهذا الانقباض يظهر في شكل صداع، ولكن هذا الصداع يكون عاماً على الرأس كله ولا يكون في المؤخرة فقط، لذا أنصحك للتأكد من أنك قمت بعمل صورة ويفضل أن تكون صورة مقطعية، وأنا واثق - بإذن الله تعالى – لا يوجد شيء، ولكن دائماً التأكد أفضل حتى يكون الإنسان في أمان واطمئنان.

يأتي بعد ذلك الإرشادات النفسية، وأول إرشاد نفسي هو أن تحس بأهمية الدراسة – هذا أمر ضروري جدّاً – فإذا استشعرت أهمية الدراسة وعزمت على رفع همتك فهذا يعطيك - إن شاء الله تعالى – الدافع، وأهمية الدراسة تعرف أن دراسة الطب ليست سهلة ولكنها ليست مستحيلة بالطبع، تتطلب تنظيم الوقت وتتطلب الجدية وتتطلب بجانب تنظيم الوقت إدارته بصورة صحيحة، ولابد أن تعطي نفسك راحة معقولة، ولابد أن تروح عن نفسك وترفه عن نفسك بما هو مشروع، ولابد أيضاً من أن تمارس أي نوع من التمارين الرياضية، هذا مهم وضروري جدّاً في حالتك، - إن شاء الله تعالى – تزيل الصداع وفي نفس الوقت تزيل هذا الكسل.

أنصحك بالطبع بأن تستعين أيَضاً بأصدقائك وزملائك وذلك في ممارسة الرياضة الجماعية وكذلك الاستذكار مع بعضكم البعض، فهذا يحسن من الدافعية لدى الإنسان.

يبقى بعد ذلك أنه إذا كنت ترى أنك مجهد دائماً وأن هنالك عسراً في مزاجك، فربما يكون من الحكمة أن نصف لك عقاراً يعرف علمياً باسم (فلوكستين Fluoxetine)، ويسمى تجارياً باسم (بروزاك Prozac)، وهو دواء جيد وممتاز ويؤدي إلى رفع الطاقات النفسية والجسدية ويساعد في إزالة الإجهاد وذلك من خلال تحسين المزاج.

لا مانع أن تتناول البروزاك بجرعة كبسولة واحدة (عشرين مليجراماً) في اليوم لمدة ثلاثة أشهر، ثم تتوقف عن تناوله.

إذن هذا الأمر أمر بسيط، وبعد أن تتأكد أنه لا توجد علة عضوية وأنا أعتقد في الأصل أنه لا توجد علة عضوية، ولكن من الضروري أن نتأكد بعد ذلك، أنت مطالب بأن ترفع من همتك، وأن تستشعر بأهمية الأمر، وأن تنظم وقتك وأن تمارس الرياضة، وأن تتخذ القدوة الحسنة التي تعينك على رفع طاقاتك النفسية والجسدية.

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، ونسأل الله لك الشفاء والتوفيق.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً