الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

يذكر اسم خطيبته السابقة أمامي نسياناً ويدعي كرهها

السؤال

أنا الآن مخطوبة من قريب، ومشكلتي أن خطيبي كان خاطباً قبلي، وفي وسط الكلام يخطئ وينادي علي باسمها، علما أنه يخبرني أنه يحبني أنا، ويكرهها جداً؛ فماذا أفعل؟ أنا تعلقت به، وأحس أنه يحبني بجد، أم أنا مخطئة؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Mermaramoon حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن تركه لخطيبته الأولى أكبر دليل على كرهها واختيارك من دون البنات دليل على ميله إليك، فتعوذي بالله من الشيطان، وتأكدي من طاعته للرحمن ومن حبه للقرآن، واجعلي الدين هو الميزان ومرحباً بك في موقعك بين الآباء والإخوان، ونسأل الله أن يقدر لك الخير وأن يسكنك الجنات.

ونحن في الحقيقة ندعو كل خاطب ومخطوبة بضرورة طي صفحة الماضي، وعدم فتح الملفات القديمة وحتى إذا سأل الخاطب مخطوبته عن ملفاتها القديمة فإننا ننصحها بعدم إخباره وندعو كل فتاة بعدم سؤال خطيبها عن أخباره القديمة لأن هذه المسألة تفتح أبواب الشكوك والغيرة، وتسهل مهمة الشيطان في خراب البيوت.

فمن طبيعة الرجل أنه يحب أن يكون الأول والوحيد في حياة الفتاة، والفتاة تغار إذا علمت أن زوجها يعرف غيرها، ولذلك فإن شريعة الله تمنع المقارنات لأن فيها ظلما للشريك، فما ينبغي للمرأة أن تقارن زوجها مع الآخرين مهما كانوا، وما ينبغي للرجل أن يثني على أي أنثى بحضرة زوجته – ولا تباشر المرأة المرأة فتصفها لزوجها كأنه يراها كما تفعل بعض الغافلات، فتدفع الثمن غالياً لأن زوجها سوف يجتهد في الوصول إلى تلك الموصوفة بالحلال، إن كان صاحب دين وبأي سبيل إذا كان ضعيف الدين.

وأرجو أن لا تجعلي إبراره لاسمها سبباً للخصومة، وتعوذي بالله فإن العاقلة من وعظت بغيرها، كما أرجو أن لا تطول فترة الخطوبة لأنه لا مصلحة في ذلك، وقد تكون فيها أضرار.

والخطبة ما هي إلى وعد بالزواج لا تبيح للخاطب الخلوة بمخطوبته، ولا الخروج بها فإذا تأكد لأهلك صلاح الرجل فخير البر عاجلة.
وهذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، واعلمي أن قلب الخطيب وقلوب العباد بين أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء.
وتذكري أن الفتاة إذا أقبلت على الله جعل الله قلب زوجها يقبل إليها، وملأ عينه بالإعجاب بها.

ونسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً