الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أراد خطبتي فأقرضته المال لكنه تركني وأخذ المال ويتعاطى المخدرات .. فماذا أفعل؟

السؤال

السلام عليكم
طلبني شاب للزواج، وهو من عائلة شريفة ومعروفة في المدينة التي أسكن بها، ولكنني ترددت وطلبت التعرف عليه أولاً، وبعد مرور فترة من الوقت وقعت في حبه ووثقت به ثقة عمياء، فأسلفته مبلغاً كبيراً كان يحتاجه لكي يكمل استثمار مشروعه ليكون جاهزاً للزواج بي في أقرب وقت.

وبعد ذلك ثبت أن هذا الشاب خطب فتاة أخرى، ويتعاطى المخدرات، وعندما طلبت منه إرجاع المال الذي أقرضته إياه رفض، وأشعر بندم كبير ويأس شديد، لأني لم أتوقع يوماً أن ذلك سيحدث، فما حكم هذا الشاب عند الله عز وجل؟ وكيف يمكنني الدعاء عليه كي آخد بثأري منه بعد أن غرر بي وكذب علي وسرقني؟!

وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نبيلة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن مصيبة المال أهون من مصيبة الدين والعرض، فاحمدي الله الذي نجاك منه، ونسأله تبارك وتعالى أن يعوضك خيراً، وأرجو أن تستفيدي من التجربة رغم مرارتها، واعلمي أن الذئب يأكل من الغنم القاصية، والأشقياء يعبثون بالفتاة التي تقبل عليهم وحدها بعيداً عن محارمها وأوليائها.

ونحن في الحقيقة سعداء لخروجك من ذلك المأزق، وأفرحني نجاتك من ذلك الشرير، والمؤمنة لا تلدغ من الجحر الواحد مرتين، ونحن ننصحك بأن لا تقبلي بأي شاب إلا إذا طرق الباب وقابل أهلك الأحباب، ولا تقبلي بأي علاقة لا تحكمها ضوابط الشرع الحنيف، وقدمي عقلك على العواطف.

واعلمي أن الحب الحقيقي الحلال عندنا يبدأ بالرباط الشرعي، ويزداد مع التعاون على البر والتقوى ثباتاً ورسوخاً، فلا تنخدعي بكلام من يزعم أنه يريد التعارف من أجل الزواج، ولا تصدقي كلام الشباب حتى يأتون للبيت من الباب، فإن هذا من أكبر الأدلة على صدق رغبتهم، وعندما يحضر إلى داركم من المهم أن يكون معه أهله حتى تتسع دائرة التعارف وحتى يتمكن أهلك من التعرف عليه، فالرجال أعرف بالرجال.

وإذا أردت أن تطالبي بحقك فكوني على حذر، وانظري إلى العواقب، وربما كان في سكوتك على كل ما حصل مصلحة لك، فإن الفتاة كالثوب الأبيض، والبياض قليل الحمل للدنس، كما أن من يتعاطى المخدرات لا يؤتمن، والعاقبة في البعد عنه وعن أمثاله من الأشرار.

ومن حق المظلوم أن يدعو على ظالمه، ولكن العفو أعظم أجراً، والله سبحانه يصف الأخيار بقوله: ((وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ))[آل عمران:134]، ولا يخفى على أمثالك أن المال عارية مستردة، وأن المال يذهب ويجيء، ولكن السلامة لا يعدلها شيء.

نسأل الله لك التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً