الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

معاناة شاب يرغب في الزواج ولا يستطيع النفقة، ماذا يفعل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أنا شاب مسلم أقيم في دولة أوربية ريثما أنهي دراسة الدكتوراه في اختصاص الهندسة المدنية، حيث أحتاج سنتين تقريباً، وأنفق على نفسي من مبلغ كنت قد وفرته من قبل، وهو يكفيني لمدة سنتين بمفردي، ولي رغبة في الزواج من فتاة ألمانية مسلمة ترتدي الزي الإسلامي، حيث تعرفت عليها بحضور ولي أمرها، ولكن الذي يقلقني هو عدم قدرتي على الإنفاق عليها؛ إذ إن المبلغ الذي وفرته سيكفينا لمدة سنة واحدة فقط، وربما أقع في ورطة مالية ولا أستطيع إكمال الدراسة، علماً بأني ربما أستطيع كبح نفسي من فعل الكبيرة (الزنا)، ولكني لم أستطع كبحها عن فعل الصغيرة (العادة السرية) كشاب أعزب، فهل أقدم على الزواج أم لا؟

أرشدوني وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ إياد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يوفقك في دراستك وأن يأخذ بناصيتك، وأن يجعلك من كبار علماء المسلمين، وأن يجعلك من العلماء العاملين والأولياء الصالحين، ومن الدعاة إلى دينه والتزام سنة نبيه صلى الله عليه وسلم.

وبخصوص ما ورد برسالتك، فإن عليك أن تبدأ بعرض الموضوع على وليِّ أمرها، فإذا أبدى استعداده أن يتعاون معكما في المستقبل في السنة الباقية وأن يبحث لك عن فرصة عمل - حتى ولو بقدر بسيط تعيش منه - بجوار مساعدته لك، فأرى أن تستعين بالله عز وجل وأن تتوكل على الله، وأن تتزوج حتى تعان على غض بصرك وتحصين فرجك، وحتى لا تقع في الصغيرة أو في الكبيرة.

فاعرض الأمر على والدها وانظر ماذا سيقول لك، واعرض الأمر عليها أيضاً، واعلم أن النبي عليه الصلاة والسلام قال: (ثلاثة حقٌ على الله عونهم -ومن هؤلاء الثلاثة-: الناكح يريد العفاف) وقال تعالى: ((إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ))[النور:32]، فالأمر ليس متوقفاً على دراستك وإنما سيكرمك الله تبارك وتعالى من لدنه بأن يوسع رزقك ببركة هذا الزواج.

ونظراً لأنك لا تعمل وليس لديك عمل لكونك متفرغا للدراسة، فأرى أن تتريث حتى وإن تركت الزواج حتى تنتهي من دراستك؛ لأن الدراسة فيها نفع عام للمسلمين جميعاً، وأما الزواج فهو نفع لك شخصياً، والنفع العام يقدم على النفع الخاص، خاصة وأنك قد تتوقف عن إكمال الدراسة فيضيع هذا المشروع العظيم الذي قد تخدم به دينك خدمة طيبة، وهذا في حال كونهم اعتذروا لك.

وعند ذلك جاهد نفسك في الله تعالى، والحمد لله الذي أكرمك الله بعدم فعل الكبيرة، وهو وقادر أن يمنَّ عليك بعدم فعل الصغيرة إذا رأى منك عزيمة؛ لأن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم، فأنت رجل تستحي من الله تعالى وتخشاه فينبغي أن يكون ذلك في السر والعلانية.

فاجتهد في دفع هذه الرغبة، نسأل الله أن يشرح صدرك وأن ييسر أمرك، وأن يجعل لك من لدنه وليّاً ونصيراً، وأن يعينك على غض بصرك وتحصين فرجك، وأن يوفقك في دراستك، إنه جواد كريم.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً