الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما هو علاج فيروس الكبد (C)؟

السؤال

أعاني من فيروس (سي) الكبدي، وزوجتي تخاف العدوى رغم استعمال الواقي الذكري، وتمتنع عني وأريد العفة، فماذا أفعل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،، وبعد:

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات إسلام ويب، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله - العلي الأعلى - بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يصرف عنك كل سوء، وأن يعافيك من كل بلاء، وأن يشفيك من فضله ورحمته وقوته وعظمته سبحانه، وأن يمتعك بالصحة والعافية، وأن يثبتك على الحق، وأن يهديك صراطه المستقيم.

وبخصوص ما ورد برسالتك - أخي الكريم الفاضل – من أن زوجتك تخاف من انتقال عدوى الفيروس إليها رغم أنك تستعمل الواقي الذكري وتمتنع عنك وأنت تريد العفة.

فأنا أقول لك - بارك الله فيك – أولاً هذا المرض كما لا يخفى عليك مرض شائع الآن في مصر وليس خاصاً بك وحدك، ولقد ثبت أنه لا ينتقل عن طريق الجماع ما دمت تستعمل هذه الكيفية، ولك أن تدخل على الموقع لتعرف هل هذا فعلاً ينتقل بالجماع أم لا.

كذلك أتمنى أن تأتيها بشهادة طبية تثبت لها أن هذا المرض لا ينتقل بهذه الطريقة خاصة إذا كنت تعالج منه، فإذا ما جئتها بما يشهد لك أنه لا ينتقل إليها وأنه لا حرج - بإذن الله تعالى – في ممارسة الحياة الزوجية بوجوده، وأنه لن يترتب عليها أي ضرر.

يعني إذا كان الفيروس لا ينتقل عن طريق الجماع خاصة وأنك تستعمل هذا الواقي الذكري وهي تمتنع عن الجماع فأخبرها، أولاً بأن هذا الأمر صورته كذا وكذا، وتحضر لها شهادة طبية تُبين لها فعلاً أن هذا الادعاء ليس صحيحاً، وتنظر في أقوال الأطباء هل هو فعلاً ينتقل أو لا ينتقل، فإذا كان لا ينتقل فتخيرها بشرط أن تثبت لها ذلك عن طريق شهادة طبية حتى يطمئن قلبها، ولتعلم أنها لن تتأثر بهذا الجماع.

فإذا كان الأمر كذلك وإذا كان لا تنتقل العدوى إليها خاصة وأنك تستعمل هذا الواقي الذكري وأصرت على أن تمتنع فمن حقك أن تخبرها بأنك قد تتزوج، لأنك تريد أن تعفَّ نفسك ما دمت راغباً في ذلك.

فبيِّن لها قبل أن تفعل ذلك، واعرض عليها الأمر، وقل لها إذا لم تقبلي خاصة وأنه ثبت - ولله الحمد - أنه لا ينتقل فعلاً وأن العدوى لا تنتقل إليها وأنك تستعمل -بإذن الله تعالى- مانعاً يمنع حتى إذا كان هناك أي شيء، وخاصة بأن الفيروس الكبدي له علاج، يعني ليس من الأمراض المستعصية، وأنك - بإذن الله تعالى – تستطيع أن تعالج منه في خلال أشهر معدودات وتصبح سليماً تماماً مائة بالمائة.

فأنا أقول: إذا ثبت فعلاً أنه لا ينتقل بالجماع وأن هذا الواقي يمنع الانتقال وهي أصرت على ذلك فأخبرها بأنك سوف تتزوج، حتى تنظر في أمرها، فقد تتراجع عن موقفها وقد تقول لك تزوج، بعض الزوجات قد تقول تزوج وطلقني، وبعض الزوجات قد تقول تزوج ودعني مع أولادي أو دعني لحياتي وأنت لك أن تعيش حياتك الأخرى، بشرط أنه إذا تقدمت لأي امرأة أخرى أن تخبرها بحقيقة الأمر حتى لا تكون غاشاً أو خائناً.

أما إذا كان الأمر ينتقل فعلاً عن طريق العدوى، أنا لا أتكلم من الناحية الطبية، فالناحية الطبية سوف تتعرف عليها، ولكن أنا أذكر الحالتين معاً، أن ينتقل أو لا ينتقل، أنا أعلم أنه لا ينتقل، ولكن فرضاً أنه ينتقل فينبغي عليك أن تتوقف فعلاً عن ممارسة الجماع مع زوجتك، أو أن تبحث عن وسيلة مأمونة لإشباع رغباتك بعيداً عن إلحاق الضرر بغيرك، وقطعاً أنت مأجور على ذلك، فهذا ابتلاء من الله - تبارك وتعالى - لك، وأنت مأجور عليه كما تعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم أخبرنا بقوله: (إذا أراد الله بعبده الخير عجل له العقوبة في الدنيا)، وأنا أعتقد أن صاحب الفيروس الكبدي إن توفاه الله تعالى فهو شهيد؛ لأنه يعتبر مات بمرض في البطن، والنبي صلى الله عليه وسلم أخبر بأن المبطون شهيد.

فأقول - بارك الله فيك – تعالج وخذ بالأسباب، فإذا يسر الله لك وعوفيت فلك أن تتزوج امرأة أخرى، أما أن تحمل الفيروس وهذا الفيروس سينتقل بالجماع وأنه نشط فعلاً وأنه يلحق ضرراً بغيرك فينبغي عليك أن تبين ذلك للناس،

وعليك أن تصبر وتحتسب أجرك عند الله تعالى، وتبدأ في رحلة العلاج مع الدعاء حتى يشفيك الله - تبارك وتعالى - ويعافيك تماماً، وعندها سوف تتزوج، لأني أعرف أن هنا مستشفيات تعالج هذا المرض في ستة أشهر، وأعرف أن هناك من يعالجه في أقل من ذلك - بإذن الله تعالى – فهو ليس بالمرض المستعصي، ولكن يحتاج إلى وقت.

فكما ذكرت لك إذا كان فعلاً لا ينتقل بالجماع أو إذا كان الواقي الذكري يمنعه فلك أن تحضر شهادة طبية تقدمها لزوجتك حتى تكون على بيِّنة، ثم إذا لم تتراجع عن موقفها تبين لها أنك راغب في الزواج وأنك لابد أن نتفق معاً فما رأيك، إذا قبلت أن تحيا معك وأن تتزوج فحسن، وإذا لم تقبل فتزوج غيرها وهي تذهب إلى حال سبيلها مادامت لا تريد العيش معك، خاصة إذا كان لا ينتقل عن طريق الجماع، أو إذا كنت في مرحلة العلاج وسوف تتعالج منه نهائياً - بإذن الله تعالى -.

كما ذكرت إذا تقدمت لغيرها وذكرت بأن هذا الفيروس نشط ومن الممكن أن ينتقل بالجماع أو بالمعاشرة أو بالمعايشة فينبغي عليك أن تبين ذلك للأخت التي سوف تتزوجها حتى لا تكون خائناً وحتى لا تكون من الكاذبين أو الغشاشين.

أسأل الله أن يشفيك وأن يعافيك، وأتمنى - بارك الله فيك – أن تأخذ بالأسباب وأن تعالج نفسك، وأسأل الله أن يعينك على ذلك، وأن يُذهب عنك كل علة وأن يُذهب عنك كل داء، وأن يمتعك بالصحة والعافية، إنه جواد كريم.
هذا وبالله التوفيق.

وحول انتقال فيروس الكبد (سي) بين الزوجين من عدمه يرجى مراجعة هذه الاستشارات: (270913 - ^260987).

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • ألمانيا ميار

    يا اخي ما تخاف منه زوجته هو حقها وهي كأي انسان اخر ممكن انه جاهل بالمرض وحسب موقع منظمه الصحه العالميه نهذا المرض ممكن انتقاله جنسيا لكن في حالات قليله ولا ارى ان الحل في مشكلته هو زواج الاخ وهدم علاقه ربما كانت علاقه وديه والله أعلم اذا كان هناك أطفال

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً