الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التعاون بين الزوجين في النفقة

السؤال

السلام عليكم.
أنا شاب متزوج حديثاً، وزوجتي هي التي تعيلنا؛ لأن لديها أوراقاً كاملة وما زلت بانتظار إكمال أوراقي، علماً بأنني أبحث عن عمل ليل نهار لكن بسبب نقصان أوراقي لا أعمل غالب الأيام.
والمشكلة أن زوجتي تعايرني بسبب عدم عملي، فماذا أفعل معها؟!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Mohammed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وبعد:

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات إسلام ويب، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله أن يفرج كربتك، وأن يقضي حاجتك، وأن يوسع رزقك وأن ييسر أمرك، وأن يبارك لك في زوجتك، وأن يجعلكما سعداء الدنيا والآخرة.

وبخصوص ما ورد برسالتك، فإن إنفاق الزوجة على البيت أمر لا حرج فيه شرعاً ما دامت هي موافقة على ذلك ومقدرة لظروفك، فإن المرأة يجوز لها أن تعمل لإعالة نفسها وزوجها إذا لم يكن لها عائل، ما دامت تعمل وفق ضوابط شرعية ولا تتخلى عن دينها ولا عن مبادئها.

فالنبي الكريم صلى الله عليه وسلم كان قبل الرسالة يعمل تاجراً في مال خديجة بنت خويلد رضي الله تعالى عنها، فلما منَّ الله عليه بالرسالة وشُغِل بها كان يُنفق من أموال خديجة - رضي الله تعالى عنها وأرضاها - حتى توفاها الله تعالى.

إذن يجوز للرجل أن يأخذ بعض أموال زوجته أو أن تُنفق عليه زوجته، ما دام ذلك برضاها وما دامت ظروفه لا تسمح بأكثر من ذلك، وأما إن منَّ الله عليه بالعمل وأصبحت لديه القدرة على العمل البدني، وهناك العمل المناسب بالنسبة له، ففي تلك الحال ينبغي أن يتولى هو الإنفاق على الأسرة حتى وإن كانت زوجته تعمل؛ لأن النفقة واجبة على الرجل، وأن الرجل واجب عليه أن ينفق على امرأته حتى وإن كانت هي غنية وهو فقير، فيجب عليه أن ينفق على قدر استطاعته، كما قال الله: ((لِيُنفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللَّهُ لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا مَا آتَاهَا))[الطلاق:7].

وما دامت زوجتك موافقة على ذلك وتقدر ظروفك وتعلم أنك لست مقصراً في ذلك، ولا تعيِّرك بهذا الأمر على اعتبار أنها تعرف ظروفك وأن وضعك خارج عن إرادتك فلا حرج في ذلك، وهي لها الأجر على ذلك بإذن الله، ولو أن تعتبر هذه الأموال على سبيل الدين أو القرض، حتى إذا ما منَّ الله تبارك وتعالى عليك بالعمل وأصبحت مستقراً، فتستطيع أن تعوضها إن رغبت في ذلك.

والمرأة المؤمنة الصادقة تقف مع زوجها في السراء والضراء، وتكون سنداً ودرعاً له أمام الظروف الصعبة التي يتعرض لها، والمرأة المؤمنة الواعية المدركة لرسالتها لا تتخلى عن زوجها بحال، وإنما تقف معه في كل موقف بما يتناسب معه، حتى إذا وجدته حزيناً وهي سعيدة فإنها لا تُظهر سعادتها حتى لا تخدش شعوره ولا تجرح مشاعره ولا تُشعره بأنه لا توافقه الرأي أو العواطف والمشاعر.

نسأل الله عز وجل أن يبارك في زوجتك، وأن يرزقها الصبر والحلم وسعة الصدر، ونسأل الله تعالى لكم السداد والتوفيق، وأن يوفقنا وإياك لكل خير، وأن يبارك لك في زوجتك، وأن ييسر لك العمل الصالح المناسب قريباً، إنه جواد كريم.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً