الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

رفض أبي زواجي حتى أجمع المال الكافي

السؤال

أنا شاب سأتخرج من الجامعة هذا العام إن شاء الله، وتعرفت على فتاة مؤمنة تقية أحببتها وهي أيضاً، وأعلمت أهلي بذلك، وهي أعلمت عماً لها أيضاً لكنها لم تستطع أن تخبر والديها، وأنا أرغب في التقدم لخطبتها ولكني الآن غير قادر مادياً على تدبير الأموال اللازمة لذلك، وفي نفس الوقت هناك شاب آخر من نفس بلدتها فاتح أبوه أباها للزواج بابنته وهو شاب جاهز.

أهلي يرفضون مساعدتي لطلب يدها إلا بعد أن أجمع مبلغاً من المال بنفسي لذلك، مع العلم بأني أعمل في إحدى الشركات الخاصة، ولي راتب جيد ولي شقة جاهزة، ولكن أبي يرفض منحي إياها قبل أن أجمع المبلغ من المال لزواجي، وأنا والله أصدقكم القول أحببت تلك الفتاة لدرجة أني لا أتخيل أبداً أن يكون لي زوجة غيرها مهما حدث، وعاهدتها بذلك حتى إذا لا قدر الله لم يكن لي نصيب في الزواج بها، وهي أيضاً عاهدتني بذلك، ولكن قد تكون الظروف أقوى منها ويجبرها أهلها على الزواج بغيري، فأنا شاب لا أزكي نفسي على الله، ولكني -والحمد لله- على خلق ومتدين، ولكن ينقصني القدرة المادية.

عزمت على التقدم لأهلها لطلب يدها مهما حدث، المهم ألا تضيع من يدي فأعيش بقية حياتي في ألم وحزن، فأنا أريدها زوجة لي وفقاً لشريعة الله عز وجل، وأنا على استعداد أن أفعل أي شيء لضمان سعادتها معي طالما في رضا الله عز وجل.

فبالله عليكم أفتوني في أمري.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ علي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإننا نقترح عليك إدخال فضلاء وعلماء لإقناع الوالد، كما أرجو أن يكون لوالدتك دور في ذلك، وعليك أن تقترب من والدك، وتزيد من البر له والإحسان، ونسأل الله أن يقدر لك الخير، وأن يحفظك من الشرور والعصيان.

وأرجو أن تستمع إلى عتابي لك ولها، ولكل من يبدأ مشواراً عاطفياً في وقت مبكر ودون علم الأهل، أقول لكم: إن الحب الحقيقي الحلال يبدأ بالرباط الشرعي ويزداد قوة بالتعاون.

كما أنه لا يخفى عليكم طبيعة آبائنا وأمهاتنا في مثل هذه الأمور، والعاقل يراعي اهتمامات أهله ومجتمعه، وأرجو أن تكون العلاقة بينكما محكومة بضوابط الشرع، حيث إنها لا تزال أجنبية عنك، ولا يجوز لك الخلوة بها ولا الخروج ولا الكلام إلا بحضور محرم من محارمها، مع ضرورة أن تكون بكامل حشمتها، وننصحك بأن لا تخطبها من نفسها، ولكن عليك أن تأتي إلى أهلها، وتطلب يدها رسمياً قبل كل شيء، كما أرجو أن يكون أهلك معك، وليس من المصلحة أن يعرفوا أن بينكما علاقة سابقة.

ومن هنا فنحن ننصحك بتكرار محاولات إقناع والدك، وإذا كانت الشقة جاهزة، فنتمنى أن يوافق على الأقل على طلب يدها رسمياً، ولا مانع بعد ذلك من الانتظار، مع ضرورة أن تكون الفترة قصيرة.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به.

وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً