الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

نصح الصديقات وتوجيههن

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا طالبة في الثانوية ولي صديقتان، لكني لا أحتملهما؛ لأن الأولى فيها شيء من التكبر والإعجاب بالنفس، ثم إنها تتباهى أمام الناس وتحاول جذبهم بملابسها أو هاتفها أو أشياء أخرى، وذلك في الثانوية وخارجها، علماً أنها تصلي، أما الثانية فلا تصلي إلا أوقات الشدائد، كما أنها لا تحسن الكلام مع الغير ولا تحترم مشاعرهم، وفي المقابل تطالب الآخرين باحترامها، كلاهما ترتديان الحجاب لكن بغير شروطه، لم أجد فيهن لا الرفيق الصالح ولا الناصح إلا كلاماً يصدر منهما لا يفيد، بل تفضلان الحديث عن الأمور الدنيوية التافهة، لا أعرف كيف أتخلص منهما، لأنهما معي أكثر من خمس سنوات، إضافة إلى أنهما يجداني رفيقة صالحة ويصعب عليهن الاستغناء عني، لأني أبادر بنصحهما ومساعدتهما.

فكرت مراراً أن أبقى معهما لأساعدهما في تعلم دينهما أكثر، لكن كلما وعظت واحدة تعود إلى ما كانت عليه، وصار هذا الأمر صعبا علي ولا أريد المواصلة فيه، لأنهما تحملان أفكارا تملكها كل من أسرهما –أي أن كلامي لا يفيد ما دام مصدر تربيتهما مبادئ خاطئة وبعد عن الله- وهكذا تعبت معهما، فأنا أريد الرفيقة التي تساعدني على ديني لا من تبعدني عنه، فبماذا تنصحوني؟ وإذا كان رأيكم أن أبتعد عنهن فكيف أفعل ذلك؟

والسلام عليكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ عبلة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

فإننا لا ننصحك بالبعد عنهن، بل ينبغي أن تجتهدي أكثر وأكثر في النصح لهن، وأجرك ثابت بمجرد النصح؛ لأن الهداية بيد الله، وإذا كان الأجر يثبت بمجرد القيام بواجب النصح فلست خاسرة في كل الأحوال، ومرحباً بك في موقعك.

ولا يخفى عليك أن المسلمة التي تخالط أخواتها وتصبر عليهن خير من التي لا تخالط ولا تصبر، ولذلك فنحن نقول لك كيف تتركيهن وهن لا يستطعن الاستغناء عنك، واعلمي أن العيوب والمشاكل سوف تزيد في حال الابتعاد، وإذا كانت كل من الفتاتين من المحجبات فهذه إيجابية نبني عليها، وحاولي التركيز مع الثانية؛ لأن ترك الصلاة أمر في غاية الخطورة، واحرصي على ترسيخ الإيمان في نفوسهن.

ولا شك أن للأسر تأثيراً، ولكن هذا لا يجعلنا نيأس؛ لأن الله سبحانه يخرج الحي من الميت، ونحن لا نعرف متى تأتي الكلمة التي ينفع الله بها.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله لك التوفيق والسداد، ونتمنى أن يكثر من أمثالك.


مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً