الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حالات القلق المصحوبة ببعض الحركات اللا إرادية وعلاقتها بالصرع

السؤال

أعاني من حركات لا إرادية أثناء النوم توقظني في حالة فزع وأحياناً أشعر بتيار كهربائي أثناء نومي، عملت رسما للمخ وظهرت النتيجة: سليم، وكذلك كهرباء مخ والنتيجة: سليم، وعملت تحليلا للغدة الدرقية سليمة أيضاً، وذهبت إلى دكتورة أمراض عصبية قالت: عندي قلق ووصفت لي أندرال لكن لم ينفعني إطلاقاً، استمررت عليه لمدة عشرة أيام دون أدنى تحسن، وأعاني من ضغط دم مرتفع ظهر مع بداية تلك الأعراض.

علماً بأن أختي قبل ظهور أعراضي أصيبت بالصرع وهي في 17 عاماً، وكانت صدمة لنا من ذلك اليوم، وأعاني من مخاوف أني سأصبح مثلها، علماً بأنها لا تعاني منه من صغرها إطلاقاً، وهي الآن تتحسن مع الديباكين.

المهم الأعراض: ظهرت على وجهي حركات لا إرادية في وجهي وأصابع قدمي ويدي أثناء الاستيقاظ، وطبعاً أثناء النوم، فأريد حلا، حيث لا أستطيع العيش فالحركات زادت وأصبحت في كل جسمي، وأشعر بالإرهاق وحركات داخل جسمي ورعشة أحياناً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أيمن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن هذا الشعور الذي يأتيك وهو الشعور كأن لسعاً كهربائياً تحس به أثناء النوم، هذا يحدث كثيراً في بدايات النوم، والبعض قد يلاحظه ويحس به عند نهايات النوم أيضاً، وأتفق معك أنه مزعج، ولكني أؤكد لك أنه ليس بخطير.

البعض سماه بالهلاوس الحسية الكاذبة، وقد ارتبط بالقلق النفسي، فالطبيب الذي وصف لك أن الحالة حالة قلقية أعتقد أنه على صواب لدرجة كبيرة.

بالنسبة للصرع الذي تعاني منه أختك، نسأل الله تعالى لها الشفاء والعافية، ولا شك أن الدباكين هو من الأدوية الممتازة والفعالة جدّاً، وعليها مواصلة الدواء بالجرعة الصحيحة وللمدة الصحيحة، وإن شاء الله يزول عنها هذا المرض.

لا أريدك أبداً أن تتدخل بما نسميه بالتأثير الإيحائي، أي بمعنى أن وجود مرض الصرع لدى أختك – شفاها الله – يجعلك تعيش في هواجس أنك ربما تعاني أيضاً مما تعاني منه، وأنا أقول لك إن هذا الوصف الذي ورد في رسالتك لا يدل أبداً أنك تعاني من هذا المرض، هذه حالة قلقية، والذي أنصحك به أولاً هو:

1) أن لا تجهد نفسك جسدياً أو نفسياً، فإن هذه الاستشعارات والهلاوس الكاذبة –إن جاز التعبير– مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالإجهاد والقلق.

2) أريدك أن تطبق ما يسمى بتمارين الاسترخاء، وهذه التمارين يمكن ممارستها من خلال:

(‌أ) أن تستلقي على سرير أو كرسي مريح في غرفة هادئة.
(‌ب) ثم تغمض عينيك وتفتح فمك قليلا.
(‌ج) ثم تأخذ نفساً عميقاً بطيئاً عن طريق الأنف حتى يمتلئ صدرك بالهواء وترتفع البطن قليلاً.
(‌د) ثم بعد ذلك أخرج الهواء عن طريق الفم بكل قوة وشدة أيضاً.
(‌ه) كرر هذا التمرين خمس مرات متتالية بمعدل جلسة في الصباح وجلسة في المساء لمدة أسبوعين، ثم يمكنك أن تمارسه مرة واحدة في اليوم لمدة أسبوعين أو ثلاثة، ثم يمكن أن يكون عند اللزوم حينما تحس بالقلق أو التوتر أو الإرهاق، ويفضل ممارسته قبل النوم.

3) أعتقد أن تفهمك لحالتك سوف يساعدك كثيراً في زوال هذه الحالة، وأن لا يكون هناك أي عامل عصبي أو قلقي يساهم فيها.

أما بالنسبة للعلاج الدوائي فأعتقد أنك في حاجة إلى مضاد للقلق والتوتر والمخاوف، والإندرال ليس هو الدواء المثالي – مع احترامي الشديد للطبيب – ولكنه يساعد في الأعراض النفسوجسدية، فلا مانع أن تستمر عليه، وأنا أود من جانبي أن أضيف لك دواء أساسيا يعرف تجارياً باسم (زولفت Zoloft) ويعرف تجارياً أيضاً باسم (لسترال Lustral) ويسمى علمياً باسم (سيرترالين Sertraline)، أرجو أن تتناوله بجرعة خمسين مليجراماً – أي حبة واحدة – ليلاً لمدة شهر، ثم ارفع الجرعة إلى مائة مليجرام ليلاً لمدة ستة أشهر، واستمر على هذه الجرعة بانتظام، وثم بعد ذلك خفضها إلى حبة واحدة يومياً لمدة ستة أشهر أخرى، ثم إلى حبة واحدة كل يومين لمدة شهر، ثم يمكنك أن تتوقف عن الدواء.

السيرترالين من الأدوية الفعالة ومن الأدوية الجيدة جدّاً، وأسأل الله تعالى أن يجعل لك فيه خيراً كثيراً.

كن حريصاً أن يكون المكان حولك هادئاً، وعليك بأذكار النوم، ويمكنك أن تقرأ موضوعاً بسيطاً قصيراً قبل النوم، وحبذا لو توضأت وصليت ركعتين كان ذلك خيراً، وكما ذكرت أن تمارين الاسترخاء تعتبر مفيدة جدّاً، وكن إيجابياً في تفكيرك وفعالاً في حياتك، ولا تشغل نفسك بهذا العرض، فكما ذكرت لك مهما كان مزعجاً فهو ليس خطيراً، وإن شاء الله باتباعك للإرشادات السابقة سوف تختفي هذه الأعراض، ويمكنك الاستزادة بالاطلاع على أذكار وآداب النوم في الاستشارة التالية: (277975)، وكيفية الرقية الشرعية: (237993- 236492-247326)، ونشكرك على تواصلك مع إسلام ويب.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً