الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الزواج بفتاة ملتزمة من أسرة ليست كذلك

السؤال

أنا شاب ملتزم، ومن أسرة ملتزمة، أعجبت بفتاة منتقبة، من خلال الجامعة، وبعد السؤال عنها اكتشفت أنها الوحيدة الملتزمة في بيتها، ووالدها متوفى.

ما نصيحتكم لي؟ هل أقدم على الزواج منها أم أختار أخرى نشأت في الالتزام منذ صغرها مثلي؟

علماً بأنها تفوقني مالياً، وأنا أفوقها نسباً ومكانة اجتماعية، وهي في نفس تخصصي.

أرجو الإجابة بأسرع وقت ممكن، وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن التزام الفتاة بدينها ونقابها رغم غفلة أهل بيتها، يدل على صلاحها وفضلها، وربما تكون أفضل من الملتزمة الأخرى في بيت كله دين والتزام؛ لأنه ربما بعض الناس يجامل أهله، وهذا لا يتصور في حال من التزمت وحدها وصبرت وصابرت، كما أنك تتزوج الفتاة وليس أهلها، فإذا أضفت إلى ذلك رغبتك في أن تهيئ لها بيئة نظيفة لتعبد الله كما تريد، فهذا إحسان يضاف إليك، ونية صالحة تؤجر عليها.

قد تتمكنون جميعاً بعد ذلك من التأثير على بقية أهلها، ومرحباً بك في موقعك بيت آباء وإخوان يسعدهم أن يكونوا في خدمة أمثالكم.

لا يخفى على أمثالك من الفضلاء أن الزواج الناجح يبنى على أشياء أخرى؛ إذ لا بد بعد الدين والأخلاق من حصول التوافق والميل المشترك؛ لأن الأرواح جنود مجندة، ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف، فإذا وجدتم في أنفسكم هذا الميل وذلك الانطباع الحسن، فإننا نتوقع لكم حياة سعيدة هانئة بحول الله وقوته.

هذا ولعل مما يزيد من نسبة التوافق التكافؤ العلمي والاجتماعي؛ لأن كل ذلك يدل على زيادة القواسم المشتركة بينكما، والمسلم مع ذلك يحرص على صلاة الاستخارة، ويشاور من حضره من أصحاب الخبرة والدراية ثم يتوكل على من بيده الخير والهداية.

ولا شك أن شريعة الله تريد أن تُبنى الحياة الزوجية على أسس راسخة من التفاهم والتعاون، ويجعل من هذه الرابطة وسيلة للربط بين الأسر والقبائل والناس.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به.

وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً