الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيفية التوقف عن داء (هلوبربادول)

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

إنني أتناول منذ 15 سنة دواء (هلوبربادول 5 ملجم) مع نصف قرص في الليل، وأريد أن أنقطع عنه، فكيف يمكن ذلك? علما بأني ترددت على كثير من الأطباء، وكلهم نصحوني بعدم تركه.

وشكراً لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مبروك الخرشاني حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن دواء (هلوبربادول Haloperidol) من الأدوية القديمة، ولكنه دواء جيد وممتاز، ويستعمل لعلاج عدة حالات نفسية، وهو حين يُوصف من قِبل الطبيب فلابد أن يكون هنالك تشخيص واضح، وحقيقة هذا الدواء ما دام قد وُصف لك فالذي أنصحك به هو ألا تتوقف عنه إلا بعد أن تستشير الطبيب المعالج، ويفضل أن يكون هذا الطبيب هو الطبيب الذي بدأ لك هذا العلاج، إذا كان لا يزال موجوداً.

إن الجرعة الدوائية تُعطى من أجل العلاج، وكذلك من أجل الوقاية بعد أن تكتمل فترة العلاج، والـ (هلوبربادول Haloperidol) بهذه الجرعة الصغيرة غالباً أُعطي لك كنوع من الوقاية من حالة معينة، وأكثر الحالات التي يستعمل فيها الهلوبربادول هي مرض الفصام، أو حالات الهوس الذهاني.

أيها الفاضل الكريم! أنت من الواضح أنك في حالة نفسية ممتازة، ومن الضروري أن تكون أكثر إصراراً على استمرارية هذا التحسن، والذي أخافه هو أنك إذا توقفت عن الدواء قد ترجع لك الحالة الأولى التي كنت تعاني منها، خاصة إذا كانت الحالة هي واحدة من الأمراض الرئيسية التي ذكرتها لك مسبقاً، هذه هي وجهة النظر الأولى.

والثانية: هنالك دراسات تقول إن الإنسان إذا ظل مستقراً نفسياً وعقلياً لفترة خمس سنوات، وكان تشخيصه هو مرض الهوس، ففي هذه الحالة يمكن أن يتم التوقف عن الدواء، فإذا كان تشخيصك هو الهوس، فأنا أقول لك هنا يوجد فعلاً المجال لأن تتوقف عن الدواء، ولكن هذه الأمور الفنية أنا أفضل تماماً أن يتخذ القرار فيها الطبيب الذي وصف لك الدواء.

هذه أخي الكريم نصيحة مهمة جدّاً، والذي لاحظته أن الجرعة التي تتناولها هي جرعة وقائية، جرعة صغيرة، وأنا لا أشجعك على الانقطاع، ولكن أؤكد لك أن الطريقة سهلة جدّاً، وهي أن تتناول الدواء بنفس جرعته يوماً بعد يوم لمدة أسبوعين، ثم مرة واحدة كل ثلاثة أيام لمدة أسبوعين، ثم يتم التوقف عن الدواء.

الطريقة سهلة جدّاً، حيث إن هذا الدواء ليس من الأدوية التي تسبب أي أعراض انسحابية، فالتدرج الذي يحتاجه الإنسان للتوقف عنها هو تدرج بسيط ومريح جدّاً.

أرجو ألا تتوقف عن الدواء إلا بعد أن نتأكد من التشخيص أو تتواصل مع طبيبك الذي وصف لك الدواء.

نشكر لك ثقتك في إسلام ويب، ونسأل الله لك العافية والشفاء.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً