الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

العلاج السلوكي والدوائي لمرض المخاوف

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

شكراً لكم على هذا الجهد، ولإتاحتكم لنا فرصة لإرسال استشاراتنا لكم.

قرأت بعض الأسئلة واستشاراتكم، لكني -بعد إذنكم- أريد شيئاً من التفصيل، بالنسبة لموضوع الخوف.

بعض الاستشارات تنطبق علي كالخوف من الوحدة، والتخيل بأن أحداً سيهجم علي، أو عند خروجي أشعر بأن شيئاً حدث لزوجي وأطفالي، وأظل مسترسلة في التفكير، أو الخوف من الوقوع في أمور أو مشاكل أنا في غنى عنها. وأيضاً أشعر بأمر يضايقني كثيراً عند خروجي إلى أي مكان بدون رفقة أحد، أشعر بأن أحداً يلاحقني وأظل ألتفت يمنة ويسرة.

أو عندما أكون في مكان فيه رجال أشعر بأن أحداً ينظر إلي ويتابعني ويريد النيل مني؛ ذلك لأنني تعرضت منذ صغري لشيء قريب من ذلك، ولكنني متزوجة منذ سنين، والحمد لله نجحت ولم يؤثر شيء على علاقتي مع زوجي.

قرأت ردودكم، بالنسبة للذهاب إلى مستشار نفسي فهذا صعب ولا أريد أن أظهره؛ لأنني متزوجة، غير أن الظروف لا تسمح بذلك، أما العقاقير الطبية فأنا من فترة قريبة أنجبت طفلاً.

حاولت مساعدة نفسي بنفسي، وأقاومها، وأحاول أن أختلط مع الناس لكن فرصتي قليلة جداً، غير أني أشعر بالوحدة؛ وذلك لأني أخفقت كثيراً في صداقاتي، حاولت تكوين صداقة لكن في الأخير أعرف أن من صادقتني تريد معرفة شيء عني، والتدخل في حياتي، أو تحب الكلام الكثير فيما لا ينفع، أو عدم اندماجنا من حيث التفكير، أو كثرة الشكوى والمشاكل.

فأنا لا أشعر بالارتياح، غير أني غير محنكة، وليس لدي أي خبرة في التعامل مع أحد، بسبب سذاجتي المفرطة.

وغير أني عندما تتحدث واحدة معي بكل هدوء أو طيبة حتى وإن كان بيننا شيء أنسى، فلذلك أشعر بأن كل من حولي يخدعونني، ويستطيعون التغلب عليّ، وكثيراً ما أقع بلساني.
فماذا أفعل؟ ساعدوني.

سأرسل سؤالاً آخر.

وشكراً ..

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم

الأخت الفاضلة / سائلة حفظها الله

بالنسبة للخوف يمكن أن يكون عرضاً أو مرضاً ويمكن أن يكون خوفاً موجهاً لمصدر واحد أو تكون مجموعة من المخاوف، ومن الواضح أنك تعانين من مجموعة من المخاوف ساعدت السمات العامة لشخصيتك في ظهورها، ويتمثل العلاج في العلاج النفسي السلوكي والعلاج الاجتماعي والعلاج الدوائي.

بالنسبة للعلاج السلوكي فالأسس العامة هي التعرض لمصدر الخوف بالتدرج وعدم الابتعاد أو التجنب، ويكون ذلك التعرض في الخيال أولاً ثم في الواقع، وفي بداية العلاج سوف تشعرين بزيادة في القلق والمخاوف إلا أن هذه المخاوف سوف تبدأ في النقصان بمرور الزمن إلى أن تختفي تماماً، أما فيما يخص العلاج الاجتماعي: فالحمد لله ما دام لديك الاستقرار الأسري فيمكن أن تتخذي ذلك رصيداً إيجابياً للتخلص من المخاوف.

وبالرغم من تحفظك على الأدوية والعقاقير النفسية إلا أنني أود أن أؤكد لك أن هنالك مجموعة فعالة من الأدوية المضادة للمخاوف لابد لك أن تتعاطيها؛ لأن الاكتشافات العلمية الحديثة أوضحت أن المخاوف تكون مرتبطة بوجود عدم توازن كيميائي في كيمياء المخ خاصة المادة المعروفة بالسريتوتين، ولابد من إعادة توازنها عن طريق تعاطي هذه الأدوية لمدة لا تقل عن ثلاثة إلى ستة شهور وأفضلها هو عقار الزيروكسات، ويمكن أن يؤخذ من 20 إلى 40 ملجم يومياً، علماً بأن هذا الدواء لا يحتاج إلى وصفة طبية، فقط المطلوب هو التدرج في بناء الجرعة بأن تبدئي بنصف حبة مثلاً لمدة أسبوع ثم حبة كاملة لمدة أسبوعيين ثم حبتين يومياً لمدة ثلاثة شهور ثم توقف بالتدرج خلال شهرين، ويعتبر هذا العقار خالياً من الآثار الجانبية، فقط يعاب عليه أنه قد يكون مكلفاً بعض الشيء، كما يمكنك الاطلاع على باب المخاوف الموجود في بعض كتب الطب النفسي خاصة كتاب الدكتور أحمد عكاشة، أو كتاب الدكتور طارق الحبيب.

وفقك الله لكل خير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً