الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

القلق النفسي العام وعلاقته بالنوم

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا شاب أبلغ من العمر عشرين عاماً، كانت حياتي عادية وصحتي جيدة ولله الحمد، ومنذ حوالي أربع سنوات وأنا أعاني من مرض غريب، فذهبت لطبيب مخ وأعصاب، وقمت بأشعة على المخ فأخبرني الطبيب أنه ليس بي شيء وأنه وهم، وقد كنت مخطئاً لأن وصفي للمرض لم يكن شاملاً ودقيقاً.
فمرضي هو عبارة عن شبه صداع يصعب تحديده، فهو يشمل كل رأسي وكأن الدم لا يضخ إلى دماغي، وأشعر بقلة تركيز يصعب معها التعامل مع الآخرين، وقد لاحظت أنني أثناء النوم أكون غير مستريح بل إنني أتعب أكثر، ويظهر ذلك عندما أستيقظ، فعيوني تكون محمرة، وتكون هناك مادة بيضاء شديدة المرارة على لساني، وعندما أستيقظ أظل فترة على الفراش وكأنني أبذل مجهوداً، فأنام وكأنني لا أنام فلا أصل للمرحلة التي أكون فيها نائماً طبيعياً.
علماً بأنني لم أكن كذلك، وقد يكون هذا هو السبب في التعب الذي يواجهني؛ لأنني لاحظت أنه في الأيام القليلة التي أكون فيها مستريحاً في نومي يكون يوماً طبيعياً، وقمت بعمل فحوصات أنيميا وتحليل صورة دم، والنتيجة كانت جيدة ولله الحمد، إلا أن حالتي النفسية تسوء بعد الشعور بهذا التعب؛ لأنه يؤثر علي تركيزي وتفكيري.
وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فالذي أراه أنك غير متوهم للمرض، فأنت تعاني من حالة حقيقية، وهي بفضل الله حالة بسيطة نسميها بالقلق النفسي العام، والأعراض الجسدية لديك أوضح كثيراً من الأعراض النفسية، فمثلاً ما ذكرته من تعب وما يشبه الصداع هو حقيقة انشداد عضلي في عضلة فروة الرأس وهي عضلة كبيرة، وهذا الانشداد كثيراً ما يكون ناتجاً من القلق والتوتر النفسي، كما أن اضطراب النوم وعدم ارتياحك فيه هذا دليل قاطع على أنك تعاني من قلق بسيط، وحتى هذه المادة البيضاء شديدة المرارة على لسانك هي ناتجة من إرجاعات حمضية من المعدة والمريء، والقلق غالباً هو السبب في ذلك، هذه كلها أعراض نفسوجسدية، وإن شاء الله هي بسيطة جدّاً ويمكن علاجها.
فأنصحك أولاً: بتناول علاج دوائي، وأفضل دواء تتناوله هو العقار الذي يعرف تجارياً وعلمياً باسم (موتيفال Motival)، وهو من الأدوية البسيطة جدّاً المضادة للقلق وللتوتر، ويحسن المزاج كثيراً، كما أنه يحسن النوم، وهو ليس إدمانياً.

تناول الموتيفال بجرعة حبة واحدة ليلاً لمدة أسبوعين، ثم بعد ذلك ارفع الجرعة إلى حبة صباحاً ومساءً لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفضها إلى حبة واحدة مساءً لمدة شهرين، ثم توقف عن تناول الدواء...يتميز الموتيفال أيضاً بأنه رخيص الثمن جدّاً، ولا يتطلب وصفة طبية.

بجانب العلاج الدوائي أريدك بالطبع أن تحسن صحتك النومية، وذلك من خلال تجنب النوم النهاري، وممارسة الرياضة، وأن تثبت وقت النوم ليلاً – هذا ضروري جدّاً – وعليك بأذكار النوم، ولا تتناول الشاي أو القهوة ليلاً بعد الساعة السابعة مساءً، كما أن وجبة العشاء يفضل أن تكون خفيفة ومبكرة وغير دسمة...هذا كله إن شاء الله يساعدك كثيراً.

بجانب ذلك: عش حياتك بصورة طبيعية، اجتهد في دراستك، تواصل اجتماعياً، وكن فعالاً في حياتك، وطور من مهاراتك الاجتماعية، ولا تشغل نفسك أبداً بهذه الأعراض، وإن شاء الله ما أسديناه لك من نصائح ووصفة دوائية سوف يفيدك كثيراً، ويمكنك التواصل معنا في إسلام ويب متى ما شعرت أنك في حاجة إلى ذلك.
ويمكنك الاستزادة بالاطلاع على أذكار وآداب النوم في الاستشارة التالية: (277975)، ونشكرك على تواصلك مع إسلام ويب.
وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • عمان ملاك ع هيئة بشر

    شكورررررررر دكتوررررر طبقت النصيحه و لاحظت الاسبااااب كلها صحيحه و مفيييييييده

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً