الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

دواء تنظيم إفراز الغدة الدرقية

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا امرأة متزوجة أبلغ من العمر 29 سنة، موظفه ولدي طفلة في السنة الثانية والنصف من العمر، في الشهر السادس من حملي الأول تم تنويمي في المستشفى لمدة شهر تقريباً بسبب ارتفاع ضغط الدم فيما يسمى بضغط الحمل، وبعد ولادتي عاد الضغط لوضعه الطبيعي.

وبعد أن أكملت ابنتي الستة أشهر؛ بدأت باستخدام مانع للحمل، واستمررت لمدة سنة ونصف تقريباً وبعدها توقفت، ومنذ أن توقفت لم تنتظم لدي الدورة الشهرية، فأصبحت تتأخر بالشهرين وأكثر، ومنذ خمسة أشهر قمت بمراجعة طبيبة نساء فقامت بعمل فحوصات الهرمونات، وأخبرتني بوجود زيادة في هرمون الغدة الدرقية، بعدها قمت بمراجعة استشاري غدد، وقام بإعادة الفحوصات بشكل أوضح، وقام بعمل الأشعة الخاصة، فتبين أنه لدي نشاط في هرمون الغدة الدرقية، ولكن لا يوجد لدي تضخم في الغدة نفسها، ومنذ ثلاثة أشهر تقريباً بدأت باستخدام علاج يسمى Propylthiourcil tablets 50 mg مرة واحدة يومياً، وقد أخبرني الدكتور أن هذا العقار ليس له تأثير على الحمل.

فما رأيكم في هذا العقار لأني قرأت في أحد المواقع الإلكترونية بأن له أضراراً خطيرة على الكبد؛ فهل هذا صحيح؟ وهل تنصحني بتغيير العلاج أم أستمر عليه؟ وهل ستعود الدورة للانتظام لأنها ما زالت غير منتظمة إذا ما أكملت العلاج، أم أن ذلك ليس له دخل بعلاج الغدة؟ وهل حبوب الحمل يمكن أن يكون لها سبب في ارتفاع هرمون الغدة الدرقية؟ وكم نسبة الشفاء المتوقعة لهذا المرض؟ وكم المدة التي يجب أن أستمر عليها في تناول هذا العقار؟

وجزاكم الله خير الجزاء.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ندى عبد الله حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

فإن زيادة نشاط الغدة الدرقية حالة تؤدي إلى إنتاج كميات زائدة من الهرمونات الدرقية في الجسم، وهذه الكميات تكون أكثر مما يجب وتجعل معدل الاستقلاب لجميع أعضاء الجسم زائداً، وهكذا فإن الغدة الدرقية زائدة النشاط تجعل كل شيء في الجسم زائد النشاط أيضاً، ومن هذه الأعراض هو اضطراب في الدورة الشهرية للمرأة بالإضافة للأعراض الأخرى من نقص الوزن وتسرع في نبض القلب وارتعاشات اليدين والتهيج العصبي.

أما خيارات علاج فرط نشاط الغدة الدرقية فهي كما تلي:

1- الأدوية المضادة للنشاط الدرقي أو المضادة الدرقية Anti-thyroid drugs: هذه الأدوية تمنع الغدة الدرقية من إنتاج الهرمونات، ومن هذه الأدوية دواء البروبالثايرويويراسيل الذي تستعملينه وعادة ما تكون هذه الأدوية هي العلاج الأول لمرض زيادة نشاط الغدة الدرقية وعادة ما تحقق نتائج فعالة في غضون أسابيع معدودة.

أما عن سؤالك عن أضرار الكبد فإنه في نسبة قليلة من المرضى الذين يتناولون هذه الأدوية فإنه قد تسبب هذه العقاقير آثاراً جانبية وتشمل الطفح الجلدي والحكة أو الحمى، وفي حالات نادرة قد تسبب التهاباً بالكبد أو نقصاً في خلايا الدم البيض، لذا دائماً ينصح المريض أن يراجع الطبيب إذا حصل عنده ارتفاع درجة الحرارة أو التهاب الحلق أو أي اصفرار بالجلد.

لذا أنصحك أن تناقشي موضوع تخوفك من موضوع الكبد مع طبيبك، فهناك خيارات أخرى إلا أن هذا الدواء من الأدوية التي يمكن استخدامها في الحمل وتحتاجين للمراقبة أثناء الحمل.

وعلى الرغم من أن الأدوية المضادة للدرقية تكون فعالة أثناء تناولها، فإن الحالة التي استعملت من أجلها هذه الأدوية قد تعود بعد التوقف عن استخدامها، لذا في هذه الحالة نلجأ إلى الخيارات الثانية ومن هذه الخيارات هي اليود المشع.

وفي هذا النوع من العلاج تتناول حبة تحتوي على اليود المشع، الذي يتراكم في الغدة الدرقية فيقتل أغلب الخلايا الدرقية، وهو لا يضر بأي جزء آخر من جسمك لأنه لا يمتصه أي من أعضاء الجسم أو انسجته باستثناء الغدة الدرقية.

وبعد مرور أشهر معدودة من هذا العلاج، فإن الغدة الدرقية حينئذ لا تنتج إلا كميات ضئيلة جداً من الهرمون الدرقي، ويشفى فرط النشاط الدرقي في معظم المرضى بعد جرعة واحدة فقط، وفي حالات نادرة يحتاج الأمر جرعة ثانية.

وميزة العلاج باليود المشع هو أنه عادة ما يصلح المشكلة برمتها لبقية حياتك وذلك بمرة واحدة من العلاج.

ومشكلة العلاج باليود المشع هو أنه يؤدي إلى حدوث قصور في الغدة الدرقية، وسوف يتعين عليك حينئذ أن تتناولي أقراصاً لبقية حياتك.

ومن الخيارات الأخرى هي الجراحة (Thyroidectomy)، ويوصى بهذا العلاج عادة عندما يكون الدواء المضاد للدرقية أو اليود المشع غير فعال أو يتعذر استعمالهما.

أما عن حبوب منع لحمل فليست السبب في ذلك، خاصة أنك قد توقفت عن هذه الحبوب من عدة شهور، وأما عن تناول العقار فعادة يكون لمدة سنة ويتم تقييم الحالة، فبعض الحالات تحتاج لفترة أطول أو إلى إعادة العلاج.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً