الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الخوف من الموت .. وكيف يتعامل المسلم معه.

السؤال

السلام عليكم.

لدي إحساس أن أي شيء يصيبني بأني سأموت، ودائماً أشعر بألم في الصدر، وأحس أنها النهاية، ولا أستطيع ممارسة حياتي الطبيعية، وأفكر دائماً ماذا سيفعل أولادي بعدي؟ وأفكار كلها حول الموت، وأسأل عن أي إنسان مات كيف مات؟ ثم أحس بمثل هذا؟ هذه هي الأعراض وهذا باستمرار، أرشدوني ماذا أفعل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أمل حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

أختي الكريمة: تذكر الموت ظاهرةٌ إيجابية للمسلم، بشرط أن يحول ذلك الخوف إلى عمل الطاعات ومسارعة في الخيرات، ومن هنا كان التوجيه النبوي بالإكثار من ذكر هادم اللذات.

وتذكر الموت ظاهرة مخيفة وسلبية للكافر، الذي إذا تذكر الموت ظلم وأكل أموال الناس، وفعل الموبقات قبل أن يأتيه الموت فيخرجه من جنته، فالدنيا هي جنة الكافر لكنها سجن للمؤمن؛ لأن ما عند الله خيرٌ للمسلم.

الألم الذي تشعرين به لا علاقة له بالموت؛ لأن الموت بأجل، وقد يموت الإنسان بدون مرض، وعقيدة المسلم تعلمه أن الدخول في المعارك والصعاب لا يقصر الأجل، وأن حب السلامة لا يطيل العمر، وهذه كلمات سيف الإسلام خالد بن الوليد رضي الله عنه تتردد على ألسنة المسلمين حين قال: (لقد شهدت نحواً من ألف معركة، ولم يبق في جسدي موضع إلا وفيه ضربة سيف أو طعنة رمح، وها أنذا أموت على فراشي كما تموت البعير، فلا نامت أعين الجبناء).
ولذا أرجو أن تمارسي حياتك الطبيعية وتحرص على طاعة الله؛ لأن الإنسان إذا كان مطيعاً لله فلن يبالي إن وقع الموت عليه، بل سيردد ما قاله الصحابي مرحباً بالموت، حبيبٌ جاء على شوق!
والمسلم يمارس حياته حتى آخر لحظة منها، ولا يتوقف لأجل الموت، فكوني إيجابية، ومارسي حياتك بصورةٍ طبيعة، وأولادنا يحفظهم الله في وجودنا أو بعد موتنا، وليست المشكلة في الموت، ولكن على أي خاتمة سنمضي؟ وماذا بعد الموت؟ وهذا النوع من التفكير يجعلنا نجتهد في صالح الأعمال.

والإنسان لا يستفيد إذا علم الطريقة التي مات بها كل إنسان؛ لأن الموت بالأجل، والفلاح في أن نفكر في الذي نجا كيف كان فلاحه ونجاحه؛ لنسير على دربه، ونعمل بما يرضي الله.
أسأل الله العظيم أن يطيل عمرك بطاعته، وأن يمتعك بتربيه أولادك ورعايتهم، ونسأله تبارك وتعالى أن يجعلنا وإياك ممن طال عمره وحسن عمله، وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً