الوساوس القهرية المتعلقة بالطهارة والصلاة
2002-08-16 14:23:34 | إسلام ويب
السؤال:
يا أخي مشكلتي معقدة جداً، فأنا أشعر أن الشيطان يسيطر علي تماماً، فإنه يشككني في كل شيء خاصة الطهارة، إنني تقريباً أستحم كل يوم وأعاني من إفرازات تشبه الرغاوي البيضاء، غير ذلك إن الشيطان يتملكني في الصلاة، فيخيل لي أني أشتم شتيمة سيئة، ويخالط علي الصلاة لدرجة أنني أصبح لدي عقدة من الرجال أخاف أن يسلم علي أحد أحسن أروح أستحم، أخاف أخرج مش عارفة أعمل إيه، أرجوك ساعدني.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ داليا حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نشكرك على رسالتك علماً بأن ما احتوته شكواك أمر شائع بين كثير من الناس خاصة النساء وهو إن شاء الله دليل على تمسك مجتمعنا بدينه.
بادئ ذي بدء أود أن أؤكد لك أن مشكلتك تتمثل في وجود وساوس قهرية لا علاقة للشيطان بها بإذن الله وتكون هذه الوساوس كما في حالتك في شكل أفكار أو أفعال أو مخاوف أو شكوك قهرية تفرض نفسها على الإنسان رغم اقتناعه بسخافتها وهي تسبب الكثير من المضايقات النفسية خاصة حين تتعلق بجانب العقيدة.
نؤكد لك أيضاً أن العلاج سهل، وفعال جداً، ويمكن التخلص من هذه الوساوس نهائياً، وذلك بمقاومتها، وعدم اتباعها رغم ما يسببه ذلك من مضايقات في البداية، وعليه أرجو اتباع الإرشادات الآتية:
1) عدم تكرار الغسل أو الاستحمام مهما كانت الظروف أو درجة الشك، وقد أجاز العلماء الأفاضل في ذلك.
2) حين الشروع في الغسل يجب تحديد كمية الماء، وذلك بصب الماء في إناء وعدم اللجوء إلى استعمال الصنبور أو الماسورة.
3) التأكد من أن الإفرازات والرغاوي ليست ناتجة عن الالتهابات، وإذا كان هو الحال فيمكن علاجها بواسطة المضادات الحيوية؛ وإن لم تكن يجب عدم الاغتسال منها إلا مع قضاء الحاجة.
4) بالنسبة للأفكار الوسواسية المتسلطة أثناء الصلاة عليك أن تعرفي أنه لا حرج شرعي بالنسبة لك، وعليك أيضاً أن تحقريها ولا تعيريها اهتمام بصورة مطلقة وعليك أن لا تعيدي الصلاة أبداً كما ننصح لك بالصلاة في جماعة مع أفراد أسرتك فهذا وجد أنه يقلل من الأفكار الوسواسية
5) بالنسبة لخوفك من السلام على الرجال أرجو أن تكثري من السلام على محارمك من الرجال وتقاومي الفكرة الوسواسية وأن لا تلجئي للاستحمام.
6) الوساوس القهرية يمكن المساعدة في علاجها بصورة كبيرة بتناول بعض الأدوية الحديثة المضادة للوساوس وننصح لك بتناول عقار يعرف باسم ( فافرين ) ابدئي بخمسين مليجرام بعد الأكل لمدة أسبوعين ثم ترفع إلى 100 مليجرام ليلاً لمدة أسبوعين ثم 200 مليجرام يومياً لمدة ثلاثة شهور بعدها ستختفي هذه الوساوس تماماً بإذن الله تعالى.
وبالله التوفيق.
=======================
قد عرضت الاستشارة على الشيخ موافي المستشار بركن الأسرة والشباب فأفاد بالتالي:
بداية أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يثبتك على الحق وأن يصرف عنك كيد الشيطان إنه جواد كريم.
أختي الفاضلة/ داليا ..
يبدو من سؤالك أنك من أهل الطاعة والاستقامة، وأنك تحبين الله ورسوله، وتحرصين على الصلاة حرصاً شديداً .. أحسبك كذلك ولا أزكي على الله أحداً.
ومن شدة حرصك أتاك الشيطان ليفسد عليك تلك النعمة العظيمة ويحرمك من الاستمتاع بها، بل ويحولها إلى جحيم لا يطاق، وهذا كله من كيد الشيطان وحقده وحسده، كما حدث لأبيك آدم عليه السلام.
وعلاج هذه الحالة التي ليست عندك وحدك ما يلي:
1- اعلمي بداية أن الله لا يتخلى عن أوليائه أبداً ويتركهم للشيطان يلعب بهم، لذا عليك أن تكوني قوية لأن معك الله القوي القادر الذي لا يُقهر ولا يُغلب.
2- لا تلقي بالاً لهذه الوساوس مهما كانت، واعتبريها كأن لم تكن ولا تهتمي بها وأهمليها.
3- إذا توضأت أو صليت وأتاك الشيطان ليشكك فلا تسمعي كلامه ولا تعيدي شيئاً انتهيت منه أبداً، فلو جاء ليقول لك: إن هذا العضو لم تغسليه -مثلاً- فإياك أن تعيدي غسله مرة ثانية، وكذلك الصلاة.
4- ومسألة الرغاوي هذه يمكن مراجعة طبيبة نساء فيها وهي عموماً لا توجب الغسل أبداً فلا يلزمك الاستحمام منها مطلقاً، وإنما يكفيك غسل المكان فقط.
أكثري من الاستعاذة والدعاء أن يصرف الله عنك كيد الشيطان، وأهم شيء إهمال هذا الوسواس وستكونين في أحسن حال إن شاء الله .. وبالله التوفيق.