زوجتي لا تطيق أمي وقد قاطعها أبواي
2006-06-07 09:01:48 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أما بعد:
أنا الابن الوحيد لوالدي وليس لي أخ ولا أخت، مشكلتي بدأت منذ حوالي تسعة أشهر أي منذ زفافي، والسبب أن زوجتي لا تطيق أمي وقد كثرت الخلافات بينهما بسبب أننا نعيش في الطابق العلوي، وأبواي يعيشان في الطابق السفلي، لقد كنت أسعي دائماً إلى تهدئة زوجتي قائلاً لها: اعتبريها مثل أمك، حاولي أن تتغاضي عن بعض الأمور. ولكن بدون فائدة، وما زاد الطين بلة هو أن زوجتي حامل في الشهر الثاني، وقد قرر أبواي مقاطعتها وعدم الصعود لشقتنا، إنني أعيش في جحيم، فأرجوكم دلوني لكي أعيد الوئام إلى هذه العائلة وجزاكم الله خيراً.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ لطفي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فأنت مطالب ببر والديك وبعدم ظلم زوجتك، ولا يصلح ما أنت فيه إلا العدل، ونسأل الله أن يوفقك لما يحبه ويرضاه.
ونحن نتمنى أن يرسم الإنسان منهج حياته مع زوجته ليلة بنائه بها، ويبين لها الخطوط الحمراء، ويؤكد لها أن الإحسان إلى والدته والصبر عليها يرفع من قيمتها عنده.
ولا شك أن مشكلة الزوجة مع الوالدة هي المعادلة الصعبة في الحياة؛ وذلك لأن الأم تشعر أنه قد جاءت من تشاركها في جيب ولدها وفي حبه، ولا مخرج من هذا إلا بحرص الرجل على زيادة البر والإحسان لأمه ثم بمعرفة الزوجة لقيمة أم الزوج التي هي أم وصاحبة فضل، والمرأة الذكية تعرف أن أقصر الطرق على قلب زوجها هو الإحسان لأمه.
ونحن ننصحك بعدم الثناء على زوجتك أمام والدتك، وبضرورة نقل المشاعر الطيبة لوالدتك، وتقديمها في العطايا والهدايا، ولا تنس الاهتمام بمشاعر الزوجة، وخاصة في هذه الأيام التي يتغير فيها مزاجها وتتألم أحوالها، ونسأل الله أن يسمعك الخير ويوفقك للخير.
وأرجو أن تشجع زوجتك على الاعتذار، فهي الأصغر سنّاً، وهي أول من ينتفع براحتك ويسعد لسعادتك، ومن مصلحتها طي هذه الصفحة حتى لا يستمر التوتر؛ فإن ذلك يؤثر جدّاً على جنينها في بطنها ويزيد من تعبها.
وليس الإشكال في حدوث المشاكل، ولكن المهم هو حسن التعامل معها، والاستفادة من الأخطاء، وتجنب ما يجلب التوتر.
وفي الختام نوصيك بتقوى الله وطاعته، وبكثرة اللجوء إلى من يجيب من دعاه، ونوصي زوجتك بتقوى الله والصبر، ونوصي والدتك أيضاً ونتمنى أن يقدروا الظرف الذي تمر به زوجتك.
وأرجو أن تعمروا داركم بالصلاة والذكر والقرآن، ليخرج عدونا الشيطان، ولا تنسوا الاستغفار وكثرة الصلاة والسلام على نبينا المختار، ولك شكرنا على تواصلك معنا، ومرحباً بك في كل وقت من ليل أو نهار.