إرشادات في التعامل مع الزوجة المشترطة سكناً مستقلاً مع حاجة الأم المسنة إلى الخدمة
2004-04-12 00:34:56 | إسلام ويب
السؤال:
لي منزل قديم مساحته (165) متراً مربعاً، وأنا متزوج منذ حوالي ستة أشهر، وأسكن في سكنٍ خارجي قريب من منزلي نظراً لوجود والدتي المسنة التي بلغت من العمر أكثر من سبعين عاماً، وعندما جئت لأتزوج كان شرط زوجتي الوحيد هو أن تسكن في شقة بمفردها، علماً بأنني موظف صغير في التربية والتعليم ومرتبي لا يكفي إلا لحاجياتي فقط، إلا أنه يؤلمني ويحزنني أن أترك أمي بعد هذا العمر الطويل تعيش بمفردها وهي محتاجة لمن يقف بجانبها ويساعدها.
هل أستمر في سكني خارج بيتي رغم أنني محتاج لكل قرش إرضاءً لرغبة زوجتي؟ أم أنتقل لمنزلي القديم بجوار والدتي؟
أرجو من سيادتكم الرد بسرعة، فأنا في حيرة من أمري.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ أشرف جابر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد:
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك (استشارات الشبكة الإسلامية)، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يشرح صدرك للذي هو خير، وأن يعينك على بر أمك وخدمتها والإحسان إليها، وأن يهدي لك زوجتك، وأن يجعلها عوناً لك على طاعته وإكرام والدتك.
وبخصوص ما ورد برسالتك: فأرى أنك أوقعت نفسك في حرجٍ شديد عندما وافقت على شرط زوجتك بعدم السُكنى مع أي أحد، وأصبحت الآن مطالباً بالالتزام بالشرط الذي سيؤدي إلى حرمانك من إكرام والدتك والقيام على رعايتها، لذلك أرى ضرورة التفاهم مع زوجتك حول هذا الشرط، ومحاولة إقناعها بضرورة العدول عنه؛ لأنه يتعارض مع برك بأمك والإحسان إليها، خاصةً في مثل هذا السن الحرج والمتقدم، والتي هي أحوج ما تكون إليك فيه، فحاول واجتهد في ذلك، ولا مانع من الاستعانة بأي طرف خارجي لمساعدتك في إقناع زوجتك بذلك، وهذا أمرٌ مهم جداً، فاستعمل معها كل الوسائل الممكنة من الإقناع؛ لأنك أنت الذي وافقت على شرطها من أول الأمر، وهي فعلاً لم تظلمك، وإنما كانت واضحة معك، وأنت بدورك قبلت، وكما في الحديث: (المسلمون عند شروطهم)، إلا أنه نظراً لظروف والدتك الخاصة وحاجتها الماسة إلى وجودك معها أرى أن تتفاهم مع زوجتك في التحلل من الشرط، فإن وافقت -ولا أعتقد أنها سترفض ما دامت صالحة وتعرف حقوق الوالدين- فاترك الشقة المستأجرة، واسكن مع والدتك، وإن لم توافق فأرى أن تُشعرها باستعدادك لتركها من أجل أمك، وأنك آسفٌ جداً على اتخاذ هذا القرار؛ لأن خدمة الأم والقيام على رعايتها من أعظم القربات التي تتقرب بها إلى الله، خاصة أنك الوحيد القادر على ذلك، فإن لَمست منك الجد والحرص فسوف توافق على الإقامة مع والدتك، ولذا أوصيك بالدعاء والإلحاح على الله أن يشرح صدرها لذلك، وأن يعينك على خدمة أمك والإحسان إليها، وألا تتخلى عنها تحت أي ظرف من الظروف.
وبالله التوفيق.