فتاة تسرق حاجيات زميلاتها.
2002-11-17 09:55:48 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
لدي 4 أبناء أصغرهم بنت في السابعة من عمرها، إخوتها ذكور، أدخلتها المدرسة هذا العام، درست روضة وتمهيدي العامين الماضيين، نحاول توفير كل شيء لها قدر المستطاع، اكتشفت أمها أنها تسرق حاجيات زميلاتها في المدرسة، ربما تطلب منهم إذا لم تستطع السرقة، حاولت إفهامها ترغيبا وترهيبا خطأ مسلكها لكن لا فائدة، أرجوكم أفيدوني بالحل سريعاً عن كيفية تقويمها.
وجزاكم الله خيراً.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل / أبو عبد الله حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
بداية أسأل الله تعالى أن يبارك لك في أولادك وأهلك ومالك، وأن يعينك على تربية أولادك تربية إسلامية صحيحة سليمة، وأن يجعلهم من عباده الصالحين، وأوليائه المقربين آمين.
أخي: -بارك الله فيك- عليك بداية أن تدرك أن المشاكل السلوكية، والتصرفات غير السوية شيء طبيعي في حياة غالب الأطفال، فلا تنزعج، وإن أحسنت علاجها، وتعاملت معها بالطرق السليمة آتت ثمارها الطيبة، وإلا فقد تكبر وتنمو وتأتي بغيرها من أمثالها من المشاكل السلوكية الخطيرة .
ولا بد لعلاج أي مشكلة من معرفة أسبابها أولاً، ثم وصف العلاج، فإليك الأسباب المؤدية غالباً إلى مثل هذا التصرف.
1- الميل للتملك، والاستمتاع بالقوة، وإشباع هواية عنده.
2- الانتقام من المسروق منه، وعدم الشعور بالعاطفة نحوه .
3- الشعور بالنقص، أو التغير الفجائي في معاملته، أو التفكك الأسري .
4- عدم فهم الفرق بين حقه وحق الآخرين، وأن هذه ليست سرقة، أو الحرمان من الحاجات التي يحبها .
5- نوع التربية من الوالدين للطفل، والمبالغة في إخفاء ما يخافان عليه منه مما يدفعه لمحاولة الوصول إليه .
6- الصحبة السيئة التي قد تحبب مثل تلك التصرفات .
هذه هي غالب الدوافع التي تؤدي إلى السرقة، فيجب عليك أن تعيد النظر في طريقة تعاملك مع ابنتك، وأن تنظر في هذه الدوافع وتعمل على إزالتها، مع عدم استخدام العنف أو الشدة والقسوة الزائدة؛ لأن هذا علاج فاشل يؤدي إلى الالتزام الظاهر فقط، وتبقى المشكلة الأساسية دون حل أو علاج، ولذا أنصح باتباع الخطوات التالية :
1- تعويد البنت بل وسائر الأولاد على خشية الله وحده، وأنه يراها دائماً .
2- تفهيمها الفرق بين حقها وحق الغير بهدوء .
3- تعويدها على أدب الاستئذان من كل شخص خاصة ممتلكات غيرها .
4- إنشاء مكان خاص بها كدولاب صغير توضع فيه أشياءها الخاصة لإشعارها بالذات والثقة والتملك.
5- إعطاؤها مصروفاً ثابتاً وكافياً .
6- إعطاؤها مزيداً من العطف والحنان والاهتمام .
7- إعطاؤها بعض الهدايا لتتولى توزيعها بنفسها على إخوتها، أو زميلاتها بالصف، أو الجيران حتى تتعود البذل والعطاء .
8- أن تقص عليها قصصاً عن عاقبة السرقة، ومصير السارقين .
9- الدعاء لها خاصة، ولاخوتها عامة في الصلاة وغيرها.
هذا ونتمنى لك التوفيق والسداد، مع رجاء عدم الانزعاج الشديد، وستمر الأمور على خير، واعلم أن البنت في مشكلة تحتاج مساعدتك ودعواتك، فلا تحرمها من ذلك.
-------------------------------------------------------------
انتهت إجابة: الشيخ/ موافي عزب -مستشار الشؤون الأسرية والتربوية-،
وتليها إجابة: د. محمد عبدالعليم -استشاري أول الطب النفسي وطب الإدمان-.
-------------------------------------------------------------
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
جزاك الله خيراً على سؤالك، اضطرابات المسلك التي تعاني منها هذه الابنة ربما تكون ناتجة من أنها عوملت معاملة خاصة لأنها أصغر إخوانها الأولاد، والسرقة عند الأطفال بصفة عامة أيضاً تكون تعبيرا عن عدم الرضى والاضطرابات الوجدانية والعاطفية بصفة عامة، لا شك أنها لا تستوعب بصفة كاملة حجم تصرفها الخاطئ وتبعاته.
ويتمثل مبدأ العلاج في الأسس والأطر التربوية العامة دون التركيز على موضوع السرقة؛ لأن التركيز عليه سوف يضعف الجوانب التربوية الأخرى، وربما يزيد من هذا التصرف، لا شك أن مبدأ إشعارها بأهميتها وكينونتها داخل المنزل والأسرة مهم جداً، وعدم الإكثار من الانتقاد والتوبيخ، وإنما الإكثار من التشجيع والتحفيز للتصرفات الإيجابية مهما كانت صغيرة، فهذا سيؤدي إلى تضخيم الاستجابات والمفاهيم الإيجابية لديها مما يقلل من الاستجابات السلبية، وبالنسبة لموضوع السرقة يمكن أن تفهم بلغة بسيطة عن قيمة الأمانة، وتقرأ لها قصص، وتحكى لها حكايات في هذا السياق، ويمكن أيضاً أن تقوموا بإخفاء بعض أشيائها الثمينة والمحبوبة لديها وبعد فترة أشعورها بأنكم قمتم بدور السارق، ويقوم أحد أفراد الأسرة بإرجاع المسروقات المفترضة لها، وإنزال عقوبة بالسارق، ويمكن أن يكرر هذا المشهد الدرامي عدة مرات، وأرجو أيضاً العمل على تنمية مقدراتها ومواهبها، فهذا سوف يساعد كثيراً بإذن الله في اختفاء التصرفات السلبية، كما أرجو أن تقدم لها حوافز وإن كانت بسيطة في أوقات هي لا تكون متوقعة هذا الحافز، وأريد أن أطمئنك أن هذه الظواهر غالباً تختفي تماماً بمرور الزمن، وتطبيق التمارين السلوكية البسيطة السابقة الذكر.
وبالله التوفيق.