الخوف من الموت والأماكن المظلمة والمزدحمة
2004-06-01 06:11:53 | إسلام ويب
السؤال:
بسم الله الرحمن الرحيم.
أولاً أشكركم على هذا الجهد الذي أسأل الله أن يجعله في موازين حسناتكم.
مشكلتي قديمة، تقريباً منذ 15 سنة، حيث انتابتني مخاوف من المدرسة واضطرابات أدت بي إلى الفصل من المدرسة مدة سنة، ثم تابعت حالتي عند طبيب نفسي وتحسنت حالتي ولله الحمد، وتابعت دراستي مع معاناتي أحياناً من الخوف والقلق أثناء الدراسة، لكنها أمور تحت تحملي.
وبعد 8 سنوات تقريباً عاودني المرض بصورة أكبر وبخوفٍ شديد من الجامعة، وإحساس بأنني في عالم والناس في عالم آخر، بالذات إذا كنت في الجامعة، وذهبت لمستشارة نفسية، وأرشدتني إلى خطوات العلاج السلوكي دون استخدام دواء، وتحسنت حالتي ولله الحمد.
وبعد أربع سنوات توظفت، ومشيت في طريقي بكل نجاح ولله الحمد، وفجأة أحسست بمعاودة الأعراض من جديد، وشعرت بضيقٍ وصداع شديد، وعدم رغبة في الذهاب مصحوب بخوف وقلق في أثناء وجودي في المدرسة، كنت أؤدي عملي على الوجه المطلوب، ومع ذلك لا تفارقني هذه الأفكار الموجودة في رأسي، والتي لا أستطيع تحديدها بالضبط، إلا أنها توحي لي بأنني خائفة من أن أُجن أو أنهار أو أصرخ أو أن يحس من حولي بما يدور في عقلي، حتى أنني خفت من الذهاب للدوام، وأخبرت المستشارة النفسية، ونصحتني بأن أجلب هذه الأفكار في اليوم 10 مرات؛ حتى تعتاد نفسي على ذلك، لكن المشكلة أنني لم أستطع أجلبها، ولو جلبتها بلساني لا تكون بقوتها إلا إذا جاءت رغماً عني، فكيف أستطيع التعامل مع هذه المشكلة؟
علماً بأني كثيراً ما أخاف من الموت ومن الأماكن المظلمة والأماكن المزدحمة، ونحو ذلك.
أود تنبيهكم إلى أنني لا أستطيع أخذ أي دواء؛ لأنه ليس لدي إلا زوجي ولا أريد إخباره بذلك.
بارك الله فيكم، وسدد على الخير خطاكم.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ طالبة الشفاء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
جزاك الله خيراً على سؤالك.
كثيراً ما يكون الوسواس القهري مقترن كما في حالتك بنوع من القلق والخوف وحتى المشاعر الاكتئابية، وكما ذكرت لك الطبيبة المعالجة يمكن اتباع الخطوات السلوكية التي تتمثل فيما يعرف بأن يتعرض الإنسان لمصدر الوساوس، ثم يبدأ في مقاومتها ويربطها بتفاعل سلوكي مخالف لها، وهذه البرامج تكون أكثر نجاحاً إذا كانت بمساعدة مرشد أو أخصائي نفسي.
أما بالنسبة للعلاج الدوائي، فقد أثبت فعاليته المطلقة في الآونة الأخيرة، حيث دلت الأبحاث والتجارب العلمية أن المكون الكيميائي للوساوس القهرية لا يمكن تجاهله، كما أن الأدوية المضادة للوساوس وجد أنها تساعد كثيراً في تفعيل البرامج السلوكية.
وأود أن أؤكد لك أن الأدوية مثل بروزاك، زيروكسات، فافارين، لسترال، كلها سليمة ولا تحمل أي آثار جانبية خطيرة، ولا يوجد ما تخفيه عن زوجك، حيث أن المرض ليس بعيب، خاصة أن حالتك تعتبر من الحالات البسيطة، ولكن لابد أن تعالج بصورة صحيحة، فأنصاف الحلول ليست جيدة خاصة فيما يتعلق بصحة الإنسان.
وبالله التوفيق.