التربية الدينية للأطفال

2004-06-20 20:10:49 | إسلام ويب

السؤال:
السؤال: تعتبر التربية الدينية من الركائز المهمة لتنشئة الأطفال التنشئة السليمة، حتى نضمن لهم حياة سعيدة مليئة بالخصال الحميدة والأخلاق النبيلة المستوحاة من شريعتنا السامية.
وعليه ما هو الدور الذي يمكنني أن أعتمد عليه في تنمية شخصية هؤلاء الأطفال من خلال هذا الأساس، وهو التربية الدينية؟

وبجانب هذا السؤال هناك بعض الملاحظات التي أتمنى أن تزودني بها من خلال خبرتكم الطويلة في هذا المجال، ومنها:

1- تعليمهم الوضوء بطريقة عملية .
2- الحديث عن إحدى الغزوات مثل غزوة بدر، ما هي كيفية أدائها؟
3- كيفية سرد القصص ذات المعنى كالشجاعة والأمانة والحث على الخير.
4- مخاطبتهم بنفس المستوى العقلي الذي يناسبهم، وأمور أخرى يمكن إضافتها.
5- هل هناك نشاط يمكن القيام به لهؤلاء الأطفال لتوطيد الوازع الديني لديهم؟

أرجو منكم المساعدة في إيصال هذا المضمون، ونشر هذا المعروف لمساعدة هؤلاء الأطفال؛ لأنهم بحاجة إلى التوجيه والتعليم، ولكم خالص الشكر والامتنان.
وجزاكم الله خيراً.


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عماد الدين حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بارك الله فيك يا أخي على هذا السؤال الذي يهتم ببناء شخصية الطفل المسلم، والتربية الدينية أخي عماد تنقسم إلى ثلاثة أقسام: تربية روحية، وتربية عبادية (أي الجانب العبادي) والتربية الأخلاقية، فهذه الأقسام الثلاثة تدخل تحت مظلة التربية الدينية.

بالنسبة للقسم الأول، وهو أهم ركيزة في التربية، والمقصود به الجانب الروحي أو العقائدي، إذا أنت علمت طفلك هذا الجانب فالجوانب التي من بعده تكون سهلة الفهم لديه، علّم طفلك أركان الإيمان، وحاول أن توضح له ركناً ركنا بنوع من الشرح والتفصيل، ثم تحدثه عن محبة الرسول صلى الله عليه وسلم ومحبته من محبة الله، وتكمن محبته في اتباع ما أمر واجتناب ما عنه نهى وزجر.

بعد ذلك تنتقل إلى الجانب العبادي، بحيث تهيأ طفلك لأجواء العبادة من صلاة وصيام وتلاوة للقرآن، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (علموا أولادكم الصلاة إذا بلغوا سبعاً واضربوهم عليها إذا بلغوا عشراً وفرقوا بينهم في المضاجع).

وعلمه أيضاً بعض المأثورات والآداب الإسلامية، علمه طهارة البدن والثوب والمكان، واشرح له مراحل الوضوء، وعلمه ذلك عملياً، وبين له فوائد الوضوء، ولا بأس أن تذكر له بعض أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم في فضل الوضوء، مثل قوله صلى الله عليه وسلم: (من توضأ فأحسن الوضوء خرجت خطاياه من جسده حتى تخرج من تحت أظفاره) وعوده على تأدية الصلاة في المسجد ومع الجماعة، وحاول أن تستخدم معه أسلوب الترغيب، وقدم له مكافآت إذا هو أدى الصلاة أو صام يوماً في سبيل الله.

أما عن الجانب الأخلاقي فعلم طفلك الآداب النبوية، مثل آداب الاستئذان، وآداب السلام، وآداب المجلس، وآداب الحديث، وعدم الكذب، وقول الصدق، وحفظ السر، وآداب المزاح، وآداب التثاؤب، وآداب العطاس، وآداب الطعام الشراب، وآداب عيادة المريض، وعلمه عفة النفس وعدم الطمع، وعوده الذوق الرفيع، فكل هذه الآداب تجعل طفلك يتمسك بالأخلاق الرفيعة العالية، وحاول أن لا تنسى أن تقص عليه من قصص الصحابة والصالحين ومن مواقف النبي صلى الله عليه وسلم، وهناك بعض القصص المبسطة التي تناسب مستوى الأطفال تحكي غزوات النبي صلى الله عليه وسلم وحياة الصحابة رضوان الله عليهم، ولا بأس إن أقمت لهم دورة تناسب سنهم أن تتكلم فيها عن التربية الدينية بطريقة مشوقة، مع إعطاء الفرصة للأطفال للمناقشة وإبداء الرأي، وتحاول أن تعزز هذه الدورة بمسابقات تكون فيها جوائز قيمة للأطفال، وتسألهم حول أركان الإيمان والإسلام مثلاً أو كيفية الوضوء أو أداء الصلاة أو الآداب الإسلامية التي ذكرناها، أو تسألهم عن غزوة من الغزوات، وبهذا الأسلوب تستطيع أن ترسخ في ذهن الطفل معلومات لا يمكن أن ينساها طوال حياته.

وفقك الله يا أخي لما يحبه ويرضاه، ونفع بك الإسلام والمسلمين.
وبالله التوفيق.

www.islamweb.net