الاكتئاب المتطور إلى الظنان والتشكك .. التشخيص والعلاج
2004-08-10 08:53:16 | إسلام ويب
السؤال:
الإخوة مشرفو الشبكة الإسلامية، أتمنى أن أجد إجابة لمشكلة تقلقني منذ فترة، وتزايدت هذه الأيام، وهي مرض والدتي التي تبلغ 72 سنة تقريباً، حيث تعاني من اكتئاب، بدأ يعاودها من آن لآخر، منذ ما يزيد عن عشرة أعوام، حيث تصاب بنوبات تستمر معها لعدة أسابيع، تتماثل بعدها للشفاء، وقد تم عرضها على عدد من الأطباء، وجميع الحالات التي مرت بها تبدأ من شكوى من مرض عضوي، ثم تتفاقم الحالة بانطواء، وكثرة نوم ببعض الأحيان، وأوهام في أحيان أخرى لا تلبث أن تتلاشى تدرجياً، إلا أن ما لحظته موخراً هو أن بعض الآثار تظل معها، وتحديداً ما لمسته من توهمها لبعض الأمور أنها وقعت، أو توهمها لمشاهدة بعض الأشياء، وسماع أخرى.
هذه الأيام انتابتها نفس الحالة، إلا أني ألحظ تزايد الهلوسة (ادعاء أشياء لم تحدث، وذكر أنها وقعت، والحديث عن مشاهدة أشياء، كالحشرات، والأتربة داخل المنزل، مع عدم وجودها)، وقد أعطاها الطبيب حبوب(Melleril25 ملم)، وسبق - في نوبات سابقة - أن أعطيت عدداً من العلاجات، مثل: بروزاك، وسيروكسات، وغيرها.
تساؤلي هنا: هل يوجد عقار لمرضى الاكتئاب مفيد، وسريع المفعول في إزالة الإحساس بالكآبة والوساوس، ويمكن أن يبقى تأثيرة لمدة طويلة دون أن تعاودها الحالة؟
علماً أنها لا تعاني - من فضل الله - من السكر، أو الضغط، إلا أنها ترفض في كثير من الأحيان تناول أي علاجات، ونضطر إلى إعطائها إياها مع الشراب أو الطعام!
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو عبد العزيز حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
جزاك الله خيراً، ونشكرك على ثقتك في استشارات الشبكة الإسلامية.
الحالة التي تعاني منها والدتك، قد تكون بدأت باكتئاب كما ذكرت، ولكن الحالة الآن تغيرت إلى ما يُعرف بمرض الاضطهاد الباروني، وهو نوع من الظنان والتشكك لدرجةٍ يصعب إقناع المريض بأن ما يقوله أو يعتقده ليس حقيقةً، وتكون في غالب الحالات مرتبطة بوجود هلاوس سماعية أو نظرية، وهذه الحالات تبدأ عند كبار السن في بعض الأحيان مع تدهور في الذاكرة، فأرجو ملاحظة ذلك في والدتك .
دواء Melleril يُعتبر دواء فعال لعلاج مثل هذه الحالة، لكنه كثير الآثار الجانبية، وربما يكون ليس بدرجة السلامة المطلوبة في كبار السن.
توجد الآن أدوية بديلة، أهمها عقار يعرف باسم رزبريدون Risperidone، والذي أود أن أرشحه كي تتناوله والدتك، وتكون جرعة البداية 1 مليجرام لمدة أسبوع، ثم ترفع الجرعة إلى 2 مليجرام ليلاً لمدة أسبوعين، ثم تكون الجرعة 3 مليجرام، ومن الأفضل أن تؤخذ 1 مليجرام صباحاً، و2 مليجرام ليلاً، ويمكن أن تستمر على هذه الجرعة لفترة لا تقل عن ستة أشهر.
هذا الدواء يساعد كثيراً في اختفاء هذه الأعراض، كما أنه سليم لدرجة كبيرة، إلا أنه مكلف بعض الشيء.
العقار الآخر يعرف باسم ولانزبين Olanzapine، وجرعة البداية هي 5 مليجرام ليلاً، ترفع إلى 10 مليجرام ليلاً بعد أسبوعين، ويعاب على هذا الدواء أنه باهظ التكلفة.
هنالك علاجٌ آخر فعال جداً وليس مكلفاً، ولكن لا يخلو من بعض الآثار الجانبية، ويعرف باسم استلزينStelazine، والجرعة هي 5 مليجرام ليلاً لمدة أسبوعين، ثم ترفع إلى 5 مليجرام صباحاً ومساء لمدة ثلاثة أشهر، ثم يمكن أن تخفض إلى 5 مليجرام ليلاً.
هذا الدواء ربما يسبب نوعاً من التخشب والانشداد في الجسم، ولذا لابد من إعطاء دواء آخر يعرف باسم آرتين Artene، والجرعة هي 2 مليجرام صباحاً ومساء، وذلك من أجل تقليل الآثار الجانبية.
لا أرى أن والدتك في حاجة لمضادات الاكتئاب في هذه المرحلة، حيث وُجد أن معظم الأدوية المضادة لمرضى الاكتئاب تؤدي إلى زيادة في الحالة الذهانية من نوع الظنان الاضطهادي، والذي تعاني منه والدتك.
وبالله التوفيق.