ما دلالة تحريك أخي الصغير لرأسه كثيراً؟
2004-08-17 02:01:30 | إسلام ويب
السؤال:
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أما بعد:
لدي مشكلة كبيرة، ربما لم يلحظها أحد، ولكنني لاحظتها في أخي الصغير، عمره 13 عاماً، ولكنه عصبي بدرجة كبيرة لا يمكنكم أن تتصوروها، فأخي الصغير قد تعرض لأزمة نفسية عصيبة جراء استهزاء أخي الأكبر به عندما كان طفلاً، بحيث أن أخي الأكبر كان يقول له صفات قبيحة، وكان ينعته بالقبح، ويفرق بينه وبين الذي أجمل منه، مع أن أخي الأصغر جميل، ولكن سبحان الله فقد تعقد نفسياً؛ فلا يرغب في أن يخرج، وانهزت ثقته بنفسه؛ فأصبح لكي يثبت نفسه كثير العصبية جداً بشكل لا أطيقه ولا نطيقه!
المهم، أنه بدأ يقول عن نفسه: قبيح، مقيت، وما إلى ذلك، الذي يشغلني أنه عندما يجلس، فإنني ألحظ عنده تصرفات غير واعية، أي أنه يتصرف هكذا من دون أن يعي أنه أمر خطر! والحركة التي ألحظها هي رد الفعل العصبي وهو جالس، أي أن يحرك كتفيه بطريقة عصبية من دون وعي وسبب، وهو يشاهد التلفاز مثلاً، أو يكون وحده، أي أنه ليس هنالك أمر يجعله عصبياً!
والأدهى أنني أراه يحرك رأسه من دون داعٍ، كمن أصابته لمسة كهربائية! والغريب لم يلحظ ذلك أحد سواي، أريد أن أنقله إلى مشفى الأعصاب، لكن أبي يرفض، والمجتمع يرفض! فالحل عند الله، لكنني أريد أن أعلم: ما هي أعراض هذا المرض؟
جزاكم الله خيراً!
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مريم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
من الصعوبة أن تُشخص مثل هذه الحالات دون إجراء فحص كامل ودقيق عليه، إلا أنه بصفة عامة يمكن القول بأن اضطرابات المسلك والعصبية عند اليافعين أو الأطفال هي ناتجٌ حقيقي للإفرازات الأسرية، فربما تكون فعلاً المعاملة القاسية التي وجدها أخوك هي التي أدت إلى عصبيته المفرطة، ولكن في ذات السياق لا بد أن نؤكد أنه ربما يكون في الأصل لديه الاستعداد لمثل هذه الاستجابات السلبية .
بعض الحركات اللإرادية ربما تكون مرتبطة بالقلق والعصبية، وهي في بعض الحالات تكون طريقة التخاطب الوحيدة المتاحة للشخص، حيث أنه فشل في التواصل والتخاطب الكلامي مع الآخرين، وفي بعض الحالات ربما تكون هذه الحركات ناتجة عن خلل بسيط في الجهاز العصبي اللاإرادي .
أرجو أن لا يكون ذلك مزعجاً، وأرجو مرةً أخرى محاولة عرضه على طبيب.
أما بالنسبة لمعاملة العامة له، فيجب أن يشجع على الإيجابيات، وينهى عن السلبيات بصورةٍ معقولة، مع تجاهل السلبيات البسيطة، كما أن التحدث في أن هذا جميل وأن هذا قبيح ليس من الأمور أو المواضيع الهامة التي تكون محط اهتمام أفراد الأسرة، وأرجو أن تعملي على طمأنته أن هذا الأمر ليس بالأهمية التي تشغله، وأن شكله مقبول، وأن جمال الإنسان خاصة الرجل هو في جمال مسلكه وطبعه ومعاملته للآخرين، كما أرجو محاولة مساعدته وتوجيه طاقته نحو دراسته حتى يتم امتصاص طاقاته النفسية والجسدية، ولابد أيضاً من مساعدته وتشجيعه على ممارسة الرياضة، حيث أن لها آثاراً إيجابية من الناحية النفسية والجسدية .
وبالله التوفيق.