تحديد الهدف وأهميته للنجاح

2004-10-22 03:46:11 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته!
أنا دائماً واقعة في حيرة من أمري: بين أن أدخل المجال الذي أحب، مع أنه لن يتيح الفرصة المناسبة للعمل، أو أن ألبي نداء العقل، وأدخل المجال الذي لا أحب! لأني أنا ومن حولي من أهلي نجده المجال الأفضل لإيجاد عمل (لا رغبة لي فيه)!

وهذا لا ينطبق على العمل وحده، وإنما ينطبق على كل شيء في حياتي!


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نور حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أختي الفاضلة نور محمد حفظك الله ورعاك، لما قرأت مشكلتك عرفت من خلالها أنك تريدين أن تحققي النجاح، وتصعدي سلم المجد، ولكن تشتت الأفكار في ذهنك، وهذا ما جعلك تحتارين في أمرك ولا تعرفين السبيل إلى الخروج من هذا المأزق، وأقول لك: اعلمي أنه كلما كان هدفك في هذه الحياة واضحاً بالنسبة لك، وكلما كنتِ مؤمنة بقدراتك، وملتزمة بها ومثابرة عليها؛ استطعت أن تحققي النجاح بإذن الله تعالى، إذن هدفك -أختي- يتحقق لديك ثلاث مرات:

1- المرة الأولى وأنت ترينه يتحقق أمام ناظريك وأنت تحلمين في خيالك.

2- المرة الثانية عندما تكتبينه وترسمينه على الورق.

3- المرة الثالثة عندما تحققينه فعلاً.

وكلما حققتِ هدفك زاد حماسك؛ فاعملي جاهدةً على تحقيق هدفك، فما أستحق أن يعيش من عاش دون هدف؛ لأنه يكون جاهلاً بحكمة الله في خلقه؛ لأننا خلقنا للعبادة والعمل، حاولي أن تضعي أولوياتك، وارسمي خطتك، وحققي هدفك، وارسمي صورةً واضحة في ذهنك تستطيعين أن تحققي مزيداً من الحماس ومزيداً من التميز!

وأنصحك ـ أختي الفاضلة ـ أن توطدي علاقتك بالله عز وجل حتى تكون لديك طاقة إيمانية، والزمي دائماً الذكر والدعاء والاستغفار، واسمعي إلى قول النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقول: (من لزم الاستغفار جعل الله له من كل ضيقٍ مخرجاً، ومن كل همٍ فرجاً، ورزقه من حيث لا يحتسب).

واحذري ـ أختي ـ لصوص الطاقة الذين يسلبون منك حب النجاح وحب العمل وحب الترقي والصعود إلى المجد، ومن أنواع اللصوص لص تشتت الذهن الذي تعانين منه، وعدم حضور الذهن يعني أنك لا تنتبهين، فحاولي أن تحصري قواك الذهنية، واكتبي مشكلتك على ورقة، واسألي نفسك أسئلة صريحة، وحاولي أن تكتبي البدائل والحلول لهذه المشكلة، وأن تطبيقها على أرض الواقع، ولا تُشغلي نفسك بما ليس مفيدا لك، وتذكري دائماً قول النبي صلى الله عليه وسلم: (من أصبح منكم معافى في جسده، آمناً في سربه، عنده قوت يومه، فكأنما حاز الدنيا بحذافيرها) فلماذا هذا التفكير والحيرة؟

استخيري الله تعالى قبل أن تقدمي على أي عمل، وإذا اطمئننتِ له فتوكلي على الله، ولا تيأسي، والمؤمن كالغيث أينما وقع نفع.

وبالله التوفيق!



www.islamweb.net