تشخيص البقع الجلدية الحمراء عند الأطفال
2005-04-07 21:50:14 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
عندي بنت في عمر التاسعة، وقد طفح على جلدها بقع كثيرة وحمراء اللون في جميع أنحاء الجسم وحتى فروة الرأس، الأطباء قالوا (صدفية)، وبعضهم لم يستطع التشخيص، وضعت جميع الأدوية دون نتيجة، داويتها بالطب البديل (الأعشاب) دون جدوى! هل لديكم ما يرشدني لما أعمل؟ وشكراً.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضلة/ Naser حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
سبق لنا أن تكلمنا عن الصدفية بشكل عام في أكثر من استشارة، وسنعتمد في إجابتنا تشخيص الأطباء بأن ما تُعاني منه هو الصدفية، ولن نناقش تشاخيص أخرى محتملة.
ذكرنا بأن الصدفية هي مرضٌ مزمن، وقلنا إن الغاية من علاج الصدفية هي تحسين مظهر الجلد لأطول فترة ممكنة بأقل كلفة ممكنة، وأقل إزعاج ممكن، وبأقل تأثيرات ضارة ممكنة من الأدوية، وليس الهدف هو شفاء المرض؛ لأنه من المعروف عالمياً أن الصدفية هي مرضٌ قابلٌ للعلاج وليس قابلٌ للشفاء، والعلاج يتوقف على طبيعة المرض وتوزعه وشدته، وعمر المريض وجنسه.
الصدف الذي تُعاني منه هو منتشر، ويصنف متوسط إلى شديد، والعلاج النموذجي لذلك -خاصةً عند الأطفال، وخاصةً إن صاحب الصدق بالتهاب اللوزتين أو البلعوم بالمكورات السبحية- هو المضادات الحيوية الجهازية (بالفم)، والتي قد تُعطى لفترةٍ طويلة، والتي قد تؤدي إلى تحسنٍ طويل الأمد، حتى بعد إيقافها بفترة.
ومن ناحية أخرى، فإن علاجاً آخر يُعتبر من أفضلها في سنها وحالها، خاصة إن كان المرض مستقراً أي غير متطور بسرعة، وهذا العلاج هو بالأشعة فوق البنفسجية (ب) والتي تُسمى (نارو باند – 311) وتحتاج إلى جهاز مع مركز للعلاج، وهو فعّال ومأمون، وقد تستغرق فترة العلاج عدة أسابيع.
تندر الحاجة إلى استعمال الأدوية العنيفة والقوية في الأطفال.
لا ننس ما للضغط النفسي، والحياة غير المستقرة، والخوف من الامتحانات أو من مواجهة الناس، من أثر سيئ جداً على المريض واستجابته للعلاج.
علينا أن نربي هذه الطفلة وغيرها ممن يعانون من الصدفية على أن قيمة الإنسان في إيمانه، وفيما ينتجه ويقدمه، (إن الله لا ينظر إلى صوركم ولا إلى أشكالكم ولكن ينظر إلى قلوبكم وأفعالكم)، فليس الشكل الجميل هو كل شيء، ولا يعني ذلك عدم السعي من أجل العلاج، فكم من جميلٍ قبّحه فعله، وكم من مريضٍ بمرض منظور أحبه الناس لأخلاقه وسلوكه، ذكراً كان أم أنثى، زوجاً أم زوجة.
وأخيراً: علينا أن نعينها للوصول إلى حياةٍ آمنة مستقرة صحية وصحيحة، متجنبة القلق، راضيةً بقضاء الله، واقيةً نفسها من الإنتانات قدر الاستطاعة.
ونكرر: إنه لمن المهم جداً على مريض الصدفية ألا يعالج نفسه، وأن يذهب لأصحاب الاختصاص لتقييم الحالة وتقدير الدواء المناسب، والذي يتبدل من وقتٍ لآخر، حسب تبدل مسيرة المرض الطويلة.
نسأل الله الشفاء لجميع مرضى المسلمين.
وبالله التوفيق.