الاكتئاب ثنائي القطبية وعدم الرغبة في العمل .. المشكلة والعلاج
2006-01-24 00:10:26 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الأخ العزيز الدكتور محمد عبد العليم أنا صاحب الرسالة 245979 لقد نسيت أن أذكر شيئاً بالغ الأهمية في رسالتي، وهي أني أصبت بنوبة "Hypomania، فرأيت أن أعيد رسالتي مع إضافة بعض المعلومات المهمة الأخرى، أنا طبيب امتياز، بدأ مرضي منذ 3 أعوام حيث أصبت بوسواس قهري في الوضوء والصلاة، ثم بعد شهر بدأت الأعراض التالية: زيادة في الأكل، إحساس بالضيق بدون مبرر، زيادة في ساعات النوم إلى حوالي 14 ساعة في اليوم، وفي بعض الأحيان 36 ساعة، أستيقظ خلالها حوالي 4 ساعات، تعب شديد.
بدأت في العلاج على أني مصاب باكتئاب، بدأت بعقار لوسترال، رجعت إلى طبيعتي حوالي 4 أشهر، ثم بدأت في التعب مرة أخرى، استمررت في أخذ عقار لوسترال 8 أشهر دون نتيجة، بدأت في أخذ عقاري فافرين وسبرام، بعد أخذ العلاج لمدة شهرين بدأت معي أعراض أظن الآن أنها أعراض Hypomania، حيث بدأ نومي يقل ونشاطي يزيد ومقدرتي على الحفظ والفهم زادت، وبدأت تأتيني أفكار لكثير من المشروعات الاقتصادية والدينية، وأصبحت شخصية غير خجولة.
أستمر ذلك لمدة شهرين ثم تعبت مرة أخرى ورجعت إلى حالة الاكتئاب، بدأت آخذ سيبراليكس بمفرده ثم مع الديباكين 500 ملجم حوالي 7 أشهر دون نتيجة، أخذت لوسترال مع ديباكين لمدة 3 أشهر ثم لوسترال + ديباكين + ليثيوم لمدة شهرين دون نتيجة، بدأت بعدها آخذ إيفكسور300 مجم وديباكين 500 حبة يومياً، تحسنت لمدة أسبوعين ثم استمررت في أخذه 3 أشهر دون نتيجة، ثم أخذت 6 جلسات كهربية مع لوسترال 100مجم وديباكين 500 ملجم حبة يومياً، تحسنت بعدها أسبوعين فقط ثم رجعت إلى التعب مرة أخرى.
و أخيراً نصحني أحد الأطباء بأخذWellbutrin sr 300Mg + lamotrine"mood stabilizer"
أنا لم أبدأ بأخذ هذه الأدوية وعندي عدد من الأسئلة:
1- هل تتفق مع الدكتور الذي وصف لي Wellbutrin+lamotgrine"lamotrine"، لقد قال لي إن عندي "Atypical depression" سنستخدم معه Wellbutrin وأني أعطيت "History of bipolar disorder"hypomaniaسنستخدم معه "Lamotrine
2-Is the incidence of the precipitation of hypomania or mania with wellbutrin more than other antidepressent
3-In my case with bipolar disease with past history of hypomania may i pass to mania or am i susceptible to only hypomania ?
ملحوظة: أكثر ما يتعبني النوم الكثير والإجهاد الشديد وسرعة النسيان، ولا أشعر بالضيق إلا في فترات قليلة، ولكن من حوالي أسبوعين بدأت معي نوبة اكتئاب كان الأوضح فيها الضيق الشديد وفقدان الرغبة في عمل أي شيء، وكان النوم أقل حدة، في بعض الأحيان فجأة أشعر بضيق وأشعر كأني أصابني الشلل فلا أستطيع الحركة.
ملحوظة: تصيبني كثيراً أفكار دينية وسواسية وتعتبر ملازمة لي بصورة شبه دائمة.
ملحوظة: لقد كانت زيارتي للدكتور الذي وصف لي Wellbutrin قبل وصول الرد من حضرتك حتى لا تظن أنى تجاهلت رسالتك فلقد تأخر رد حضرتك علي.
جزاك الله خيراً على اهتمامك.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
جزاك الله خيراً على سؤالك الثاني والمرتبط باستشارتك الأولى.
حقيقةً ما قمت بذكره وتوضيحه في هذه الرسالة يعتبر هام جداً.
أولاً: أتفق معك اتفاقاً كاملاً أن الذي تعرضت له كان نوبةً من الهايبومينيا أو ارتفاع أو انشراح بسيط في المزاج، وهذا الأمر هام جداً؛ لأنه اتضح أن الكثير من حالات الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية يتم عدم تشخيصه بالدقة المطلوبة، خاصةً إذا لم تكن الأعراض غير مثالية أو غير واضحة للطبيب.
ومن وصفك من الواضح أنك تُعاني من اضطراب ثنائي القطبية من الدرجة الثانية، أو ما يُعرف بـ بايبولرتو (BIPOLAR2) وقد وُجد أن الإكثار من تناول الأدوية المضادة للاكتئاب ربما يؤدي إلى بعض الضرر ويجعل الحالات أكثر تكرراً من السابق، والعلاج المثالي في مثل هذه الحالات هو إعطاء الأدوية المثبتة للمزاج، ويمكن أن يُضاف لها الدواء المضاد للاكتئاب، والشيء الآخر الذي لاحظته وأظنه هاماً جداً أنك لم تأخذ الجرعة الصحيحة من الدباكين، فـ 500 مليجرام تعتبر غير كافية مطلقاً، والجرعة الصحيحة في أقل الحالات هي 1500 مليجرام في اليوم.
الشيء الآخر: بالنسبة لاقتراح الطبيب بأن تضيف أو تستبدل الدباكين إلى لامتروجين (LAMOTROGINE) .
اللامتروجين يعتبر من الأدوية الممتازة والجيدة والفعالة جداً لتثبيت المزاج في حالة الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية، واللامتروجين يُستعمل إذا كان المريض عرضةً لنوبات اكتئاب أكثر من أنه عرضة لنوبات الانشراح الزائد، فأنا أؤيد تماماً أن تنتقل من الدباكين إلى اللامتروجين، وتبدأ الجرعة بالتدرج كما هو معروف.
أما بالنسبة للدواء الآخر وهو (LAMOTRINE) فهذا من الأدوية المضادة للاكتئاب، وهو من الأدوية الجيدة، ويُستعمل أيضاً في مساعدة الناس على الإقلاع عن التدخين، ولكن أتفق معك أنه ليس الدواء المثالي في حالات الاكتئاب الوجداني ثنائي القطبية، إنما الدراسات تُشير الآن أن الدواء المثالي لعلاج نوبات الاكتئاب في حالات الاضطرابات الوجداني هو زويركسات؛ حيث أن الزيروكسات يعمل أيضاً على تنظيم مادة الدوبنين، مما ينتج عنه أنه لا يدفع المريض ليدخل في حالة انشراحٍ زائد بعد معالجة الاكتئاب، وعليه أرجو أن تفكر وتستبدل (LAMOTRINE) بالزيروكسات، ولا مانع أبداً أن تستشير طبيبك في ذلك، وأنا على ثقة كاملة أن الطبيب متفهم ويستطيع أن يقبل وجهة نظرك.
الشيء الآخر وهو أن الزيروكسات يُعتبر علاجاً فعالاً وممتازاً جداً للوساوس القهرية، خاصة أنك تُعاني من وساوس مصاحبة ذات طابعٍ ديني، وربما تحتاج لجرعة 40 مليجرام في اليوم من الزيروكسات، ولكن قطعاً تبدأ بجرعة صحيحة مثل نصف حبة أو عشرة مليجرام في اليوم، ثم تتدرج حتى تصل إلى الأربعين مليجرام.
إذن: خلاصة الأمر أيها الأخ الكريم أنه من الأفضل لك أن تكون على اللامتروجين والزيروكسات، وإن شاء الله هذه الوصفة ستقلل أو تقضي تماماً على نوبات الاكتئاب، والتي ربما تعقبها نوباتٍ من الهايبومينيا أو الانشراح الزائد.
لا شك أن الشعور بالنوم الكثير والإجهاد الشديد وسرعة النسيان هي من السمات المصاحبة لأنواعٍ معينة من الاكتئاب وهو الجزئية التي تظهر أكثر في حالة مرضك من جزئية الانشراح.
هنالك شيء أخير أود أن أضيفه وهو أن هنالك دراسات تشير إلى أن البروزاك هو أفضل في دفع الإنسان نحو النشاط واليقظة، ولكن هذه الدراسات ليست قطيعة التأكيد، فإذن لا زال الخيار هو الزيروكسات؛ لأنه أكثر أماناً وأكثر فعالية إن شاء الله في حالة الاضطراب الوجداني ثنائية القطبية والذي تعاني منه أنت.
وصيتي الأخيرة لك أيها الأخ العزيز: عليك الحرص التام في تناول أدويتك واتباع التعليمات؛ لأن النوبات المتكررة من الاضطراب ثنائي القطبية تؤدي إلى ما يُعرف بظاهرة الكندلنج (KINDLING) وهي ظاهرة تضطرب فيها كيمياء الدماغ لدرجةٍ تصبح فيها مقاومة أو لا تستجيب للجرعات العلاجية في المستقبل، فعلى بركة الله واصل علاجك، ونسأل الله لك الشفاء، وكل عام وأنتم بخير.
وبالله التوفيق.