أعراض حالات القلق الظرفي وكيفية علاجها

2006-04-16 13:16:53 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم.

أخي العزيز أطرح عليكم مشكلتي، وهي تتمثل باختصار قبل عشرة سنوات: كنت عاقداً على فتاة لغرض الزواج، ولكن قبل موعد الزواج بفترة قصيرة تعرضت لمرض شديد جداً في رأسي، يتمثل في صداع شديد وارتفاع في درجة الحرارة خاصة في رأسي، صاحبه حرمان من النوم، حيث أني كلما أغمضت عيني أشعر بأن الأرض تدور بي، وأن الفراش يرتفع إلى أعلى وأني ساقع، ولهذا أبقي عيوني مفتوحة، وبقيت على هذه الحالة مدة شهر، بدون نوم متواصل.

ومررت ذات يوم بمنزل صهري، فوجدت المرأة التي عقدت عليها تصرخ وتقول: طلقني طلقني، ولما اشتد بي المرض ولم أجد حلاً طلقت المرأة، عسى أن أجد حلاً لمشكلة رأسي، لكن المشكلة استمرت معي إلى الآن، صحيح بشكل أخف، ولكن لم تنته منذ عشرة سنوات.
وأفيدكم أنه خلال هذه المدة ذهبت إلى العديد من العيادات التخصصية حتى في الدول المتقدمة، والنتيجة واحدة وهي: لا يوجد مرض والحمد لله، وقد ذهبت إلى العديد من الشيوخ لأجل العلاج ولكن لم ألمس أن هناك فائدة، وذهبت إلى الحج وحاولت أن أنام بجوار الكعبة الشريفة لكن المرض لم يفارقني، حيث بمجرد إغماض عيني أشعر بأني أرتفع إلى أعلى، وأني سأسقط على الأرض، وهكذا أصبحت محروماً من النوم الطبيعي، ولم أعد أنام إلا بعد أن ترهقني هذه الحالة.


مع العلم أن الحالة أصبح يرافقها ضيق في التنفس أثناء النوم أحياناً لدرجة انعدام القدرة على التحرك أو الاستيقاض إلا بمساعدة شخص آخر ينام بجانبي.
سؤالي جزاكم الله خيراً: هل هذه حالة طبيعية يمكن علاجها بالعلم؟ وأين أجد هذا العلاج؟ مع العلم أنني قمت بفحص كل أجزاء الرأس بما في ذلك الأذن والنتائج والحمد لله سليمة، أم أن هذه الحالة غير طبيعية ويمكن علاجها عند أحد الشيوخ؟ مع العلم أني من المداومين على قراءة القرآن الكريم قبل الحالة وبعدها، إضافة إلى أن علاقتي بالمرأة التي طلقتها كانت جيدة.
أجيبوني أعانكم الله.



الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ع ع خ حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فبما أنك قد تأكدت بأنه لا توجد أسباب عضوية للحالة التي تُصيبك، وذلك بعد فحص الأذن والرأس، وبما أن الحالة تحمل الطابع والسمات النفسية، خاصةً أن بداياتها كانت متعلقة بموضوع المرأة التي ذكرتها، وبما أن هذه الحالة تُصيبك قبل النوم، وأصبح الآن يصاحبها ضيق في النفس، فهي إذن بلا شك نوع من أنواع القلق النفسي، والذي يُعرف بالقلق الظرفي، والذي يكون في بعض الأحيان مرتبطا بما يُشبه الهلوسة السماعية أو النظرية، وعليه أرجو اتباع الآتي:

1- لا تذهب إلى الفراش مطلقاً إلا بعد أن تحس أنك في حاجة للنوم.
2- عليك محاولة الاسترخاء وذلك بالاستلقاء في مكان هادئ، مع غمض العينين، ثم بعد ذلك تأخذ نفساً (شهيق) عميقاً وببطء، ثم تقوم بإخراج الهواء (الزفير) بنفسي الطريقة، كرر هذا التمرين ثلاث إلى أربع مرات، وسوف تجده مفيداً بإذن الله تعالى.
3- يجب أن لا تربط في ذهنك أن الذهاب للنوم يعني قدوم الصداع والشعور بالدوران، ويمكن أن تُمارس ما يُعرف بالإيحاء الذاتي، وذلك بأن تفكر مثلاً أن الذهاب للنوم يعني الراحة والطمأنينة.
4- سيكون من المفيد لك تناول بعض الأدوية المزيلة للقلق والتوتر، والتي تحسن النوم أيضاً، والدواء الذي أقترح استعماله يُعرف باسم دوجماتيل (Dogmatil) أرجو أن تتناوله بمعدل كبسولة (50 مليجرام) ثلاث مرات في اليوم لمدة ثلاثة أشهر، ثم تخفضها لكبسولةٍ واحدة لمدة شهر.

أما فيما يخص العلاج عند أحد الشيوخ، فأنا أرى أن حالتك طيبة، لكن مما لا شك فيه أن المسلم لابد أن يحمي نفسه من كل مصادر الشر، وذلك بتقوى الله، والحفاظ والمداومة على الأذكار، وأن يكثر من الاستغفار، وأن يسأل الله تعالى أن يحفظه.

وبالله التوفيق.

www.islamweb.net