علاج ظاهرة الضغط على الإنسان الناتجة عن القلق عن طريق تمارين الاسترخاء والأدوية.

2010-01-12 13:42:30 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أعاني من مشكلة أتعبتني جداً، وهي الضغط على الأسنان سواءً كنت نائمة أو مستيقظة، وصداع وشد في أعصاب الجسم كله، وأغضب من أي كلمة تضايقني، وأكتم في قلبي وأسكت، وأنا عصبية وزوجي عصبي جداً وكتوم، فأريد الحل.



الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم أحمد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن الضغط على الأسنان بهذه الصورة مع وجود الصداع وشد في عضلات الجسم وسرعة الانفعال والغضب، كلها تدل على أنك تعانين من قلق نفسي، وهذا القلق ربما يكون جزءاً من التكوين النفسي لديك، بمعنى أن هنالك بعض الناس لديهم طاقات وشحنات قلقية كجزء من تكوين الشخصية الوجداني، والبعض قد يكتسب القلق والتوتر نسبة للتغيرات الحياتية.

عموماً أقول لك: أنت لديك بعض الميول والاستعداد للإصابة بالقلق والتوتر النفسي، والحالة في نظري حالة بسيطة، وإن شاء الله سوف تستجيب للعلاج، وأهم أنواع العلاج هو ما نسميه بتمارين الاسترخاء، وهذه التمارين تفيد جدّاً في مثل حالتك، وأفضل إذا تواصلت مع أخصائية نفسية لتقوم بتدريبك على هذه التمارين، وإذا لم يكن ذلك ممكناً فيمكنك أن تتحصلي على أحد الكتيبات أو الأشرطة أو تلجئي إلى أحد المواقع بالإنترنت التي توضح كيفية القيام بهذه التمارين، وهناك طريقة بسيطة تُسمى (طريقة جاكبسون ROMAN JACKOBSON) وهي من الطرق البسيطة والمفيدة، وإذا لم تمكن هناك إمكانية للحصول على هذه الوسائط - وهي متوفرة - هنا أقول لك يمكنك اتباع هذه الإرشادات:

1- اجلسي في مكان هادئ في الغرفة مثلاً على أن تكون الإضاءة خافتة وأن يكون المحيط حولك هادئا دون أي ضوضاء أو إزعاج.

2- يجب أن يكون الكرسي الذي تجلسين عليه وثيراً ويمكنك الاضطجاع على السرير.

3- أغمضي عينيك وتأملي في حدث سعيد، أو استمعي إلى شريط من القرآن بصوت منخفض.

4- ضعي يديك بجانبك أو على صدرك دون قبض أو شد على اليدين.

5- خذي نفساً عميقاً وبطيئا عن طريق الأنف، ويجب أن يكون النفس من الحجاب الحاجز، ويجب أن يمتلئ الصدر بالهواء.

6- أمسكي الهواء قليلاً في صدرك واحبسيه لمدة قصيرة.

7- أخرجي الهواء عن طريق الفم، وهذا هو الزفير بالطبع، ويجب أن يكون أيضاً بكل قوة وبكل بطء.

كرري هذا التمرين خمس مرات متوالية، وبعد ذلك انتقلي إلى التمرين الآخر، وهو تمرين استرخاء العضلات:

1- قومي بالشد على راحة اليدين بقوة، واجعلي القبضة قوية جدّاً حتى تحسي بشيء من الألم.

2- أطلقي يديك بكل هدوء وبطء وقولي لنفسك (أنا الآن في حالة استرخاء تام) وهذا التمرين أيضاً يكرر بمعدل خمس مرات متوالية.

كذلك بالنسبة للفكين قومي بالضغط على الفكين ببطء وشدة، وبعد ذلك قومي بإطلاق الفكين أيضاً ببطء شديد، مع التركيز والتأمل الاسترخائي، وهذا مهم جدّاً، أي أن تقولي لنفسك (أنا في حالة استرخاء) ولا تشغلي نفسك بأي أمر آخر، وكرري نفس هذا التمرين على عضلات الجسم الأخرى، مثلاً عضلات البطن: قومي بالشد، ثم الاسترخاء، خمس مرات متوالية، وهكذا عضلات الصدر عضلات الرجلين، وهذه التمارين مفيدة جدّاً وفعالة جدّاً في مثل حالتك إذا طُبقت بالطريقة الصحيحة، ويجب أن تستمري على هذه التمرين صباحاً ومساءً لمدة ثلاثة أسابيع، ثم مرة واحدة في اليوم لمدة ثلاثة أسابيع أيضاً، ثم بعد ذلك عند اللزوم.

الأمر الآخر في العلاج -وهو ضروري- أن تبني صورة إيجابية عن نفسك، ولا تكوني سلبية في تفكيرك، أنت -الحمد لله- طالبة ولديك أسرة وهذا شيء جميل، والعصبية بالنسبة لزوجك يمكن أن تتعاملي معها بأن تكوني معه لطيفة وأن لا تحادثيه في أمور أسرية جادة حين يكون في حالة من التوتر، وحاولي أن تهيئي له المناخ الذي يجعله مسترخياً، ويمكنه أيضاً أن يطبق تمارين الاسترخاء التي ذكرتها، فهي مفيدة له ومفيدة حقّاً من الناحية النفسية والجسدية عامة.

نصيحتي أيضاً هي أن لا تميلي إلى الكتمان، حاولي أن تعبري عن نفسك خاصة الأمور التي لا تُرضيك، فكثير من الناس ومن باب الأدب والذوق يسكت ويصمت ولا يرد على تفاعلات سلبية من قِبل الآخرين، وهذا يؤدي إلى كثير من التراكم والاحتقان النفسي الداخلي الذي ينتج عنه العصبية والتوتر والقلق والانشدادات العضلية، فأرجو أيتها الفاضلة أن تلجئي إلى التفريغ النفسي بالتعبير عن الذات أولاً بأول وفي حدود الذوق والضوابط الاجتماعية المطلوبة والمقبولة.

أرجو أن تستثمري وقتك بصورة جيدة، فإدارة الوقت بصورة فاعلة تجعل الإنسان يحس بالرضا، وهذا يقلل من التوتر، وعليك بتلاوة القرآن، فبذكر الله تطمئن القلوب، ولا شك أن الصلاة يجب أن تكون في وقتها، وعليك بالذكر والدعاء، ونسأل الله لك الشفاء.

أود أيضاً أن أصف لك أحد الأدوية البسيطة التي تزيل هذا النوع من التوتر والقلق، وهذا الدواء يعرف باسم (ديناكسيت DENAXIT) أرجو أن تتناوليه بجرعة حبة واحدة في الصباح لمدة شهرين، وبجانب الديناكسيت تناولي دواء آخر يعرف تجارياً باسم (سبرالكس CIPRALEX) ويعرف علمياً باسم (استالوبرام ESCITALOPRAM)ووهو مزيل للقلق والتوتر والعصبية والمخاوف ومحسن للمزاج أيضاً، تناوليه بجرعة خمسة مليجرام -أي نصف حبة من فئة الحبة التي تحتوي على عشرة مليجرام- استمري على هذه الجرعة لمدة أسبوعين، ثم ارفعي الجرعة إلى حبة كاملة (عشرة مليجرام) واستمري عليها لمدة أربعة أشهر، ثم خفضي الجرعة إلى خمسة مليجرام ليلاً لمدة شهر، ثم خمسة مليجرام يوماً بعد يوم لمدة أسبوعين، ثم توقفي عن تناول الدواء، وهذه الجرعة بسيطة جدّاً، وهذا الدواء إن شاء الله فاعل ومفيد جدّاً.

وأرجو أن تطبقي ما ورد في السنة المطهرة في علاج الغضب، كما ذكر النبي -صلى الله عليه وسلم- للإنسان الذي كان حضره الغضب في وجود النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: (إني لأعلم كلمة لو قالها لأذهب الله عنه ما يجد: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم)، وكما وصى النبي صلى الله عليه وسلم الصحابي بقوله: (لا تغضب لا تغضب لا تغضب) فعليك بذلك -أيتها الفاضلة الكريمة- وأكثري من الاستغفار، وحين تأتيك مؤشرات الغضب الأولى وهي الشد العضلي وتسارع ضربات القلب هنا عليك بالاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم وابصقي عن يسارك ثلاث مرات، وغيري مكانك ووضعك، ويا حبذا لو توضأت وصليت ركعتين لكان ذلك أفضل، وقد ذكر لي أحد الإخوة بأنه قد جرب هذا العلاج النبوي لمرة واحدة وبعد ذلك تغيرت حياته تماماً.

ويمكنك الاستزادة بالاطلاع على الاستشارات التاية حول علاج العصبية والغضب سلوكياً : (276143 - 268830 - 226699 - 268701)، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب.

وبالله التوفيق.

www.islamweb.net