تدخلات الوالدين في زواج الابن

2010-02-01 12:02:11 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

بدأت قصتي بتعرفي على فتاة عن طريق النت تكبرني بعام، كان النية في البداية الزواج بها إن وجدت فيها الصفات المناسبة لي، لكن الأمور لم تمش على ما يرام، التقيتها بضع مرات واكتشفت أن جمالها متوسط وأنا أرغب في جمال أكثر منه، بعد تفكير ودراسة للجوانب السلبية والإيجابية في هذه الفتاة قررت مفاتحة والديّ في الأمر، كان رد أبي واضحاً فهو لا يريد لي فتاة أكبر مني سنا ولو أن الفارق بسيط وهو عام واحد، ولا يريدها متوسطة الجمال ولا يريدها من خارج مدينتنا، أما أمي فقد أبدت موافقة سطحية على الأمر، لكن سرعان ما أبدت عدم ارتياحها لهذه الفتاة نظراً لكونها تفوقني سناً وهي من مدينة أخرى، كل هذا وهُم لم يرو الفتاة بعد، وهذا ما يكاد يفقدني صوابي.

ماذا عساي أن أفعل؟ هل من حق الوالدين التدخل في أمور كالسن والجمال؟ هل أعتبر عاقاً إذا أصررت على الزواج بتلك الفتاة؟ وما رأي الدين في كل هذا؟ هل سأندم إذا خالفت رأي الوالدين وتزوجت بها؟ ماذا علي أن أفعل الآن؟

والسلام عليكم ورحمة الله.



الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فمرحباً بك أيها الأخ الحبيب في موقعك استشارات إسلام ويب، ونسأل الله تعالى أن يرزقك الزوجة الصالحة التي تقر بها عينك وتسكن إليها نفسك، ونود أن نذكرك أولاً أيها الحبيب بعظيم منزلة الوالدين، فقد جعل الله تعالى رضاه في رضاهما وسخطه في سخطهما، والوالد أفضل الأبواب التي يتوصل بها الإنسان إلى الجنة كما دلت على ذلك الأحاديث الكثيرة، ولا شك ولا ريب أنه من الغبن والخسارة أن يقدم الرجل اختياره للزواج بامرأة معينة على طاعته لوالديه، فالنساء كثير.

فنصيحتنا أيها الحبيب أن تقطع علاقتك بهذه المرأة، وتعرض عن خطبتها ما دام والداك يعارضان هذا، وكن على ثقة بأنك إذا تركت الزواج من هذه المرأة طلباً لرضا والديك فإن الله تعالى سيعوضك خيراً منها وأنفع.

ونحب أن ننبهك إلى أن الوالدين وإن لم يكن يستحسن منهم التدخل في شأن ولدهما بهذه الصورة التي ذكرتها، بحيث يمانعان من زواج الولد بمن تكبره بسنة أو كانت متوسطة الجمال أو من مدينة أخرى، لكن تأكد أن الباعث لهم على هذه التدخلات هو حرصهم على مصلحتك وجلب ما يكون سبباً في سعادتك، بغض النظر هل يصيبون في ذلك أو يخطئون في بعضه، فليس من اللائق بك أن تقابلهم بالمخالفة والعصيان، وإن كنا لا نجزم بحرمة هذا إن لم يكن في ذلك ضرر عليهم، وهذا هو الغالب لكننا لا ننصحك بمخالفتهما.

ولا ننسى في الختام أن نذكرك أيها الحبيب بتقوى الله تعالى وتجنب أسباب الفتنة بالنساء من محادثتهن أو مراسلتهن عبر النت، فأغلق على نفسك هذا الباب، فإن فتنة النساء فتنة عظيمة حذرنا منها النبي صلى الله عليه وسلم وأبلغ تحذير فقال: (ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء).

وفقك الله لكل خير ويسر لك الأمر، والله الموفق.


www.islamweb.net