البشرة البيضاء.. هل تتعارض مع معاني الرجولة؟
2010-10-11 12:56:30 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا صاحب بشرة بيضاء، وأهل مدينتي يعتقدون بأن أصحاب البشرة البيضاء ليسوا رجالاً أو ليس لديهم نخوة الرجال، وذلك لأنه لا يوجد الكثير ممن لديه البشرة البيضاء، وقد بدأت أذهب إلى البحر كثيراً وفي كل ظهيرة حتى أصبحت بشرتي سمراء تقريباً مثل اللون الطبيعي هناك، ثم بدأت تتلاشى قليلاً، وهذا جعلني لا أحافظ على الصلاة خوفاً من أن يعود اللون مثلاً؛ لأن من اعتقادي بأن كثرة الماء تجعل لون البشرة بيضاء.
فأتمنى أن تعطوني نصائح للمحافظة على الصلاة، ونصائح أخرى لقيم ومبادئ الرجولة، وأن الرجولة ليست باللون أبداً وكيف تكون الرجولة الحقيقية؟!
بارك الله فيكم وجزاكم الله خيراً.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ علي الليبي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،
فإن ظن الناس ليس في محله، وأعظم الرجال وأشجع الشجعان عليه صلاة الملك الديان كان أبيض البشرة مشوبة بحمرة، والرجولة لا علاقة لها بالألوان ولا بالأشكال، لكنها معانٍ وروح وتضحية وقيم، فلا تلتفت لما يقوله الناس، وأثبت لهم رجولتك بأفعالك وتصرفاتك.
واعلم أن كلام الناس لا ينتهي، وأن رضاهم غاية لا تدرك، والعاقل يحرص على إرضاء رب الناس وإن سخط الناس، ولم يسلم من كلام البشر رب البشر، ولم يسلم من كلامهم صفوة الخلق الأنبياء، وحق للعاقل أن يردد ما قاله الشاعر:
وإذا أتتك مذمتي من ناقص فهي الشهادة لي بأني كامل
وأرجو أن تنتبه لخطورة ترك الصلاة لأجل هذا السبب، واعلم أن الوضوء لا يحافظ عليه ويكثر منه إلا من وفقه الله، فحافظ على طهارتك وواظب على الصلاة ولا تلتفت إلى قول الجهلاء.
واعلم أن الإسلام لا يفرق بين الأبيض والأسود والعربي والعجمي إلا بالتقوى، وقل لكل غافل أن الرجولة ليست مظاهر أو ألوان، ولكنها ثبات في المواقف ومواظبة على الطاعات، قال تعالى: ((يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ * رِجَالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاةِ))[النور:36-37]، وقال سبحانه: ((فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا))[التوبة:108]، وقد جاء الإسلام بتصحيح كثير من المفاهيم، فليست الرجولة في شرب الخمور وليست الرجولة في مجرد صرع الرجال ولكن الشديد هو الذي يملك نفسه عند الغضب.
وهذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله لك التوفيق والسداد، وأرجو أن تتواصل مع موقعك، ونسأل الله أن يسهل أمرك وأن يلهمنا جميعاً السداد والرشاد.
وبالله التوفيق والسداد.