استسقاء البطن وعلاقته بالتهاب الكبد (C) والنظام الغذائي الذي ينصح به مريض الكبد
2010-12-27 11:54:13 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
سؤالي هو بخصوص والدتي التي تبلغ من العمر 58 عاماً، فهي مصابة بفيروس (سي) وقد تم اكتشاف المرض منذ سنتين، ويُقال أنه عندها منذ 20 عاماً، وقد سبب له استسقاء في البطن، كما أن هناك دهوناً على الكبد وحصوات على المرارة تسبب لها بعض المشاكل، مثل التهابات المرارة، فهي تعاني من ارتفاع الضغط والسكر ودوالي في الأرجل.
سؤالي هو:
1- هل للاستسقاء علاج فعال، حيث أن الألم لا يتوقف إلا بالمسكنات القوية؟
2- وهل الموضوع يصل إلى حدوث أورام؟
3- وهل الحالة النفسية لها دور في العلاج، حيث إن حالتها النفسية سيئة للغاية؟
4- وما هي الأكلات المفروض أن تأكلها؟
جزاكم الله خيراً.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ملك حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن استسقاء البطن أو ما يسمى بالحبن (Ascites) ينجم عن تليف الكبد بفيروس (سي) وارتفاع ضغط الوريد البوابي، ولذا فالعلاج الأساسي هو علاج الفيروس نفسه، إلا أنه متى وصل الأمر إلى مرحلة الاستسقاء، فهذا يعني أن تليف الكبد وصل إلى مرحلة متقدمة، لذا فإن العلاجات تكون للتخلص من الماء في البطن وتقليله.
ففي حالات الاستسقاء المتوسط فإن العلاج يكون خارج المستشفى، ويكون الهدف تنزيل الوزن بمعدل كيلو واحد كل يوم إذا كان هناك تورم في القدمين، أما إذا لم يكن هناك تورم في القدمين فيكون الهدف تنزيل الوزن بمعدل نصف كيلو كل يوم، وأما إن كان الاستسقاء شديداً فيعالج المريض داخل المستشفى، وعادةً ما يتم سحب السائل من البطن.
العلاج يكون بتقليل كمية الملح، وهذا يكون فعالاً في 15% من المرضى، ثم بإعطاء مدرات البول، ومنها (Aldactone) ويزيد الطبيب الجرعة من 100 ملغ إلى 400 ملغ إن لزم الأمر، وقد يضيف الطبيب أيضاً مدراً آخر يُسمى (Lasix) إن لزم الأمر، وفي الحالات الشديدة -كما ذكرنا- يتم سحب السائل من البطن.
أما بالنسبة للورم، فقد يحدث ورم في الكبد من فيروس (سي)، إلا أنه يظهر بالسونار، ولا بد وأنه قد تم تصوير الكبد عندما تم اكتشاف الحصوات والدهون على الكبد.
الحالة النفسية لها دور في كل الأمراض بشكل عام، وقد يشعر المريض بالاكتئاب نتيجة الألم وكثرة الذهاب إلى الأطباء، وأحياناً يشعر المريض وكأنه عالة على عائلته، وبما أن المريض ينتكس أحياناً وتزداد حالته سوءاً، فإن ذلك يؤثر على نفسيته أيضاً.
أما بالنسبة للأكلات فإنه يراعى عند إعداد الوجبات لمريض الكبد تقييم حالته الصحية جيداً، وتحديد التوصيات حسب حالته وعمره، ولابد أن يوفر الغذاء جميع العناصر الغذائية اللازمة:
- أول شيء يكون بتقليل كمية الملح في الطعام.
- يتناول مريض الكبد 0.8 جم لكل كيلو جرام من وزن الجسم من البروتينات الحيوانية عالية الكفاءة الحيوية، إلا في حالات الغيبوبة الكبدية التي ينصح فيها بالإقلال من البروتينات.
- أما الدهون فالأفضل إعطاؤه دهوناً سهلة الهضم، مثل الزيوت النباتية في حدود 50 جراماً يومياً، وينصح المريض بتناول الدهون سهلة الهضم (أوميجا) الموجودة في زيت الذرة ودوار الشمس.
- وينصح مريض الكبد بأن يتناول الأغذية الطبيعية الطازجة لغناها بمضادات الأكسدة التي تعمل على حماية خلايا الكبد، مثل الجزر، والبطاطا، والبروكلي، والفيتامينات مثل الفواكه، والخضراوات، والأطعمة البحرية، مع ضرورة الاهتمام بنظافة الأطعمة.
- ومن أهم الأغذية التي تعمل على تنشيط الكبد الخرشوف الذي يحتوي على مادة السينارين المنشطة للكبد في حالة قصور وظائفه، والفجل، والكرفس، والحمص، والزعتر.
- من الأشياء المهمة أيضاً زيادة الألياف في الغذاء من مصادرها الطبيعية، وهي الخضار الورقية الطازجة، وخاصةً التي تحتوي على الكبريت الطبيعي، مثل الكرنب، والثوم، والبصل، والحبوب الكاملة (البر) والفواكه غير الموز، فالألياف تحسن من عملية الإخراج وتمنع الإمساك، كما ينصح بتناول الزبادي الذي يُساعد على عملية الهضم.
أما طريقة إعداد الطعام فهي مهمة، وينصح البعد عن المقليات، ويفضل الطعام المطبوخ أو المسلوق، وعدم تناول المريض للأطعمة المحفوظة والمحمرة على درجات حرارة عالية، والمشروبات الغازية، والحلويات الدسمة، والمخللات، كما يشجع المريض بالحرص على تناول الطعام في هدوء حتى لا يشعر المريض بالتخمة والامتلاء الذي يزيد من إحساسه بالإرهاق.
نسأل الله شفاءً عاجلاً لوالداتكم، وبالله التوفيق.