تعامل المرأة مع زوجها المنغولي (ناقص العقل) من حيث الاستئذان ونحوه، كيف يكون ذلك؟
2011-02-01 07:15:45 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الرجاء فضلاً منكم أريد فتوى هذه الرسالة من شيخ أو مفتي -رعاكم الله-.
زوجي قاصر العقل- منغولي- لا أكاد أستطيع التعامل معه، وإذا ذهبت لزيارة أهلي، أو أحد ما لا يدعني أرتاح أبداً من كثرة إلحاحه وأسئلته ورفضه أحياناً، وأحياناً أتحدث مع أمه وأذهب دون رضاه؛ لأن ذهابي ضروري للمكان مثلاً، فهو لا يتفهم ولا يراعي شيئاً من الظروف.
لكنني عندما أرجع أرضيه أو هو يرضى، ويهدأ بعد ذلك من نفسه، أنا أتجنب مثل هذه الأمور، ولا أرضاها أبداً حتى يفهم أنه أخطأ بفعلته هذه، رغم أنه لا يعي ولا يعتبر أبداً مما يجري.
أحياناً أذهب لأهلي وأبيت ثلاثة أيام كل أسبوع، أو بعد أسبوع، وأضطر أذهب مثلاً للنزهة أو لزيارة الأهل، عم أو خال أو عمة أو خالة وغيرها، لا أتصل عليه وأقول: إني خارجة، أكتفي بالاستئذان الأول عند خروجي من المنزل، فهل يصح هذا؟ وهذا مخافة إلحاحه وكثرة أسئلته، والتي أتجنبها مما يكثر اتصالاته أحياناً إلى أن أرجع من المكان ذاته، لذا أفضّل عدم مشاركته في الأمور الصغيرة هذه إلا نادراً، وليس في نيتي عصيان أو غيره.
أمر آخر: هو يرفع يده عليّ لغير سبب وبدون ذنب، يتفاعل بأمور صغيرة، وأنا عصبية أرفع يدي دون إرادة مني، وبعد ذلك أقول: ليتني لم أفعل، فهل آثم بهذا؟
رفعت يدي عدة مرات بعد رفع يده عليّ، ولكن مؤخراً جعلته يضربني وتحمّلت حتى أكفر على ما قبل ذلك مما بدر مني، مع أنه يستحق ذلك مخافة من الذنوب، وقلت بعدها لا أدعه يرفع يده، ولا أكسب ذنوباً بانفعالي.
أفتوني مشكورين.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ حنين حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحباً بك في استشارات إسلام ويب، ونسأل الله تعالى أن يشفي زوجك، وأن يؤجرك على صبرك عليه.
الذي فهمناه من استشارتك أن زوجك لا يزال يتمتع بقدر من العقل، حيث يدرك الأمور، ولهذا يتصل بك ويأذن لك أحياناً، ويأبى أحياناً أخرى، فما دام الأمر كذلك فإنه يجب عليك أن تعملي بإذنه (ما دامت أعماله معتبرة شرعاً).
والأصل -أيتها الكريمة- أن المرأة لا تخرج من بيت زوجها إلا بإذنه إلا لضرورة، ما دام قد أدى إليها النفقة التي تحتاجها، وهناك ضرورات محدودة يجوز للمرأة أن تخرج بغير إذن الزوج، كخروجها للتداوي أو خروجها لجلب المأكل والمشرب الذي لم يحضره الزوج أو لخروجها للاستفتاء، وتعلّم ما يجب عليها من أمور دينها إذا لم يكن الزوج معلماً قادرا على أن يُفهمها، ونحو هذا من الحاجات التي تُبيح للمرأة الخروج بغير إذن الزوج.
أما الخروج لزيارة الأهل فقد وقع نزاع طويل بين الفقهاء: فمنهم من يرى أنه لا يجوز أن تخرج المرأة لزيارة أهلها بغير إذن الزوج، لكن بإمكانها أن تستضيفهم لزيارتها، ومن أهل العلم من يرى أنه يجوز لها أن تخرج في كل أسبوع مرة لزيارة والديها، وليس لغيرهم من الأقارب.
أما غيرهما من الأقارب رخّص بعض الفقهاء أن تخرج في السنة كلها مرة واحدة لزيارتهم، وبهذا يتبين لك أن الأمر شديد من الناحية الشرعية، فالسلامة لا يعدلها شيء، فنحن نوصيك وننصحك بأن تلزمي بيتك ولا تخرجي من البيت إلا بإذن الزوج، وإذا دعتك الحاجة للخروج سواء لزيارة الوالدين أو غيرهم من الأرحام فبإمكانك أن تتلطفي بالزوج وتحاولي استرضاءه واستخراج الإذن منه ليأذن لك، وينبغي أن يكون خروجك على قدر الحاجة، فإذا انقضت الحاجة رجعت إلى بيت زوجك، فلا داعي أن تمكثي أياماً في بيت أهلك، وإذا أذن لك للخروج لزيارة والديك فلا تخرجي لزيارة غيرهما.
وأما عن رفعه لليد لضربك إذا كان هذا بغير حق فهو معتدٍ بهذا ولا يجوز له أن يفعله، وينبغي أن تذكريه بالله سبحانه وتعالى وتجنب الظلم، ولا ينبغي لك أن تعامليه بالمثل من مقابلة رفع اليد برفع اليد؛ لأن هذا قد يؤدي إلى زيادة الشحناء والبغضاء، وقد يؤدي إلى استمراء هذا السلوك والاستقرار عليه، وهذا على خلاف ما ينبغي أن يكون بين الزوجين.
نسأل الله سبحانه وتعالى بأسمائه الحسنى أن ييسر لك الخير وأن يعينك على الصبر على ما أنت فيه من الزوج وما أصيب به من مرض، ونسأله -سبحانه وتعالى- أن يأجرك في ذلك كله.