علاج كثرة التفكير وشتات الذهن

2011-02-03 10:21:20 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الشيخ موافي عزب إني لأشكرك جزيل شكر على وقوفك بجانبي، (رب أخ لك لم تلده أمك) جزاك الله كل خير.

والله يا شيخنا إني أمر بفترة حرجة للغاية، مشتتة التفكير والذهن، أفكر بحالي، والكل يسأل عن سبب التغير، وكل هذا خوفاً من الرجوع إليه، وأن لا ألقى التغير الواجب فعله، أخاف أن أنخذل لكن هذه المرة سوف تكون علي صعبة لا أعلم ماذا سأفعل حينها، أخاف أن أذهب شهرا، ويزيد كرهي له، وتتعقد الأمور، لذا قررت أن تزيد المدة عن شهر، وأن تكون فرصته الآن وليس بعد أشهر.

سأمكث أكثر من (3) شهور، رغبة مني في إصلاحها، وخوفاً من الرجوع بالصيف وتسجيل أولادي، ولا ألقى نتيجة صعبة الرجوع حينها، وقد أصبح الأولاد مسجلين بالمدرسة، إنما الآن الفرصة أفضل بكثير، كون الأولاد لم يسجلوا رسميا بمدرسة إنما مركز لتعليم الصعوبات!

هل فهمت قصدي يا شيخنا؟ سأذهب وأجلس (3) أشهر أو يزيد عن ذلك، وأضع الأولاد بمركز صعوبات تعلم لو تسهل الأمر، وستكون المدة طويلة لا أعرف هل تغير أم لا؟!

قبل أن أتورط بتسجيل الأولاد رسميا بمدرسة ولا أستطيع رجوعا وقتها خوفاً على مصلحة أولادي، أنا تعبت جداً يا شيخنا من التفكير، ولا أجد إنساناً يقف بجانبي.

أنا وحيدة، وهو لا يشعر بذلك الشيء، همه الوحيد عمله وأولاده، أنا لا يعرف عني شيئاً، وكلما أناقشه بأي موضوع بكل هدوء يتعصب بدون أي سبب، لا يتحمل مني كلمة، أنا انكسرت حتى أبسط حقوقي لا أجدها، أتمنى أن أرجع طفلة صغيرة، ولا أريد شيئاً إلا أن أبقى صغيرة لا أفهم شيئاً في الحياة.


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ حنين حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

إنه ليسرنا أن نرحب بك في استشارات موقعك إسلام ويب، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله العلي الأعلى بأسمائه الحسنى وصفاته العلا أن يفرج كربتك وأن يقضي حاجتك، وأن يشرح صدرك وأن ييسرك أمرك، وأن يثبتك على الحق، وأن يصلح ما بينك وما بين زوجك، وأن ينزل في قلبه الرحمة والشفقة والمودة والعطف، ويعينه على أن يعاملك بما يرضي الله، وأن يعطيك حقوقك كاملة غير منقوصة، وأن يحفظ أولادك.

بخصوص ما ورد برسالتك أختي الكريمة الفاضلة، فإنه ليسرنا أن نرحب بك مرة أخرى، وإني لأدعو الله تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلا أن تكون هذه الخطوة خطوة موفقة، وأن تكون هي آخر مراحل الألم والخلاف والشقاق، وأن يجمع الله بينكم على الخير.

أنا أؤيد هذه الفكرة التي هداك الله تعالى وتبارك لها، وهي فكرة فعلاً رائعة ومناسبة؛ لأنه لابد أن ننظر في عواقب الأمور وأن ندرس الأمور دراسة جيدة، وهذا من الأخذ بالأسباب، كما أمرنا الله تبارك وتعالى، وبين لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأرى أنها فكرة موفقة واستعيني بالله وتوكلي عليه، وانزعي من قلبك الخوف، فإنك تفعلين ما تستطيعين فعله أو ما يمكنك فعله، ودعي النتائج إلى الله تعالى.

الذي أنصح به بارك الله فــيك أن تتضرعي وأن تتسلحي بالصبر الجميل كما أمر الله تعالى أنبياءه ورسوله وعباده الصالحين، وأيضاً أن تكوني واسعة الصدر، وأن تكوني في غاية الهدوء أمام الاستفزازات التي تحدث منه، وأن تجتهدي في إرضائه قدر استطاعتك، ولا تنتظري إلا حقك خلال هذه الفترة، وإنما حاولي بارك الله فيـك أن تهضمي ذاتك ونفسك؛ لعل الله تبارك وتعالى أن ينظر إلى ضعفك فيرحمك ويضع محبتك وتقديرك في قلب زوجك.

أوصيك أختي الكريمة بالإكثار من الدعاء، والإلحاح على الله تبارك وتعالى أن يوفقك في هذه الخطوة المباركة، وأن يصلح ما بينك وبين زوجك، وأن تأتي الأمور كما تحبين وكما تودين.
وأوصيك ذلك بالإكثار من الاستغفار والإكثار من الصلاة على النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وأتمنى أن تطاردي شبح الفشل مطاردة عنيفة وبقوة، وأن تعلمي أنك منصورة بإذن الله تعالى، وأن تعلمي أنك ذاهبة إلى مرضات الله عز وجل، وللحفاظ على أسرتك والحفاظ على كيانك الاجتماعي من الدمار والضياع، وأن الله تبارك وتعالى لن يتخلى عنك، وأكثري من الدعاء والاستغفار، وأكثري من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم.

حاولي كما ذكرت لك أن تتسلحي بسلاح الصبر الجميل، وأبشري بفرج من الله تعالى قريب، وإني لأدعو الله تعالى أن تكون خطوة موفقة وأن يجمع الله بينك وبين زوجك على خير، وأن يشرح صدرك لإعطائك حقوقك الشرعية ومعاملة كما ينبغي أن تعامل الزوجة في بيت زوجها الصالح المنصف.

وبالله التوفيق والسداد.

www.islamweb.net