خطوات الوصول إلى النجاح

2011-02-06 07:49:44 | إسلام ويب

السؤال:
بسم الله الرحمن الرحيم.

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسوله الأمين، أما بعد:

ففي كل يوم أفكر في أن أكون أنساناً ملتزماً فاهماً وناجحاً ومتعلماً ومشهوراً، ولي مكانة عالية في المجتمع، وتبعد بي الآمال أني سأصبح إنساناً غنياً، ولكن سرعان ما أشغل بالي بغير هذه الأفكار فأكون قد نسيت كلامي، وأصبحت أفكر في أشياء عادية، وبعد أيام أعود لنفس الأفكار، بل وأعزم على أنها آخر مرة أفكر فيها، أقول: ( خلاص كلام بلا فعل لا يصلح، إما أفعل وإلا أسكت، ولا أفكر فيها مرة ثانية )، أصبحت تتكرر عليّ هذه الحالة لأكثر من أربعة أشهر حتى الآن، ولم أخرج منها ولا بنتيجة واحدة، لا أعرف من أين أبدأ؟!

سألت نفسي هذا السؤال، وبدأت قراءة الكتب، وحضور الدروس، والمشاركة في المنتديات الإسلامية والثقافية، واستمعت كثيراً إلى برامج النجاح، وقرأت القصص، وفعلت الكثير والكثير، ولكن لا فائدة، بضعة أيام ويعود الحال كما كان، أرجو ألا يفنى العمر وأنا بهذه الحالة، فما توجيهكم لي؟

آسف على الإطالة.


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو طالب حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحباً بك في استشارات إسلام ويب، ونحن نشكر لك علو الهمة، وهذا دليل على شرف النفس وزكاء الخلق، فالنفوس الشريفة دائماً تتطلع إلى المعالي، وهكذا ينبغي أن يكون حال المؤمن، فإن الله سبحانه وتعالى يُحب معالي الأمور ويكره سفسافها – كما جاء في الحديث – ونحن نشد على يديك أيها الحبيب في الاستمرار في طلب المعالي والكد والتعب من أجل الوصول إليها، فإن معالي الأمور تحتاج إلى جهد يبذل للوصول إليها، وقد قال القائل:

ومن تكن العلياء همة نفسه *** فكل الذي يلقاه فيها مُحببُ

والعلياء تحتاج إلى بذل وجد واجتهاد وتضحية

لا تحسب المجد تمراً أنت آكله *** لن تبلغ المجد حتى تلعق الصبِرا

يحتاج منك أيها الحبيب أن تكون مستعداً لبذل ما تستطيعه من الجهد في الوصول إلى غايتك، لكن هناك خطوات عملية لابد منها لتصل إلى النجاح، وأنت قد تفضلت في استشارتك أنك سمعت الكثير من برامج النجاح، ولكن ينبغي لك أن تعمل بهذا الذي سمعت به شيئاً فشيئاً.

أول هذه النصائح التي نضعها بين يديك: أن تُحدد ميولك واتجاهاتك، فأنت لا تستطيع أن تبلغ كل شيء، فكل الذي تفكر فيه أو تتمناه لا تستطيع أن تبلغه، ولكن كن واقعياً في تحديد أهدافك، الأهداف الملائمة لقدراتك المناسبة، لميولك، فإن كنت ترغب في العلم فحدد نوع العلم الذي تحبه واسلك طريقه، وإذا كنت تميل إلى التجارة ونحو ذلك فحدد أيضاً الأهداف الممكنة مع قدراتك واسلك طريقها، وهكذا، فتحديد الأهداف في غاية الأهمية، ولتكن هذه الأهداف متوائمة متوافقة مع القدرات والإمكانات التي تتاح لك.

ثم ثانياً: لازم أيها الحبيب مجالسة أصحاب الهمم العالية من الشريحة التي تُحب تخصصها، فأصحاب الهمة أيضاً يثرونك بهذا الخلق، ويدفعونك إلى المزيد والمنافسة، ثم حاول أن تستعين بالمختصين في المجال الذي تريد فيه التحصيل لتستفيد منهم كيفية التدرج في الوصول إلى المطلوب.

وثالثاً: حاول استغلال الوقت بقدر الاستطاعة، فلا تنفق وقتك فيما لا يفيد، إما في دين وإما في دنيا.

وكن على ثقة أيها الحبيب بأن كل ما تخطط له لن يتحقق جميعه، فإذا تحقق نصفه أو أكثر من نصفه فأنت شخص ناجح، وهكذا ستتراكم النجاحات يوماً بعد يوم بمرور الزمن فلا تستعجل، فمضي أشهر عليك أو بعض السنوات قبل أن تصل للغاية التي تريدها ليس شيئاً كثيراً، ولا يزال الإنسان في جد واجتهاد حتى يصل إلى ما يريد ويتمنى، وكما قيل: (من جد وجد ومن زرع حصد، ومن سار على الدرب وصل)، فلا تستطل الطريق، ولا تسمح لليأس أن يتسرب إلى قلبك، واعمل بهذه النصائح التي بسطناها بين يديك، وسترى الثمار العاجلة، ونحن نتمنى أن نسمع منك بشائر طيبة في المستقبل القريب.

نسأل الله تعالى لك النجاح، وأن يأخذ بيدك إلى كل خير.

www.islamweb.net