أبي يرفض الخطاب دون سبب
2011-03-07 11:55:02 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
جزى الله خيراً كل من خصص وقته وجهده في الإعانة على إيجاد حلول للناس، ووفقه وجعل مسكنه جنات عدن.
استشارتي كالتالي: أنا فتاة سعودية، متدينة ومتعلمة ولله الحمد، تقدم لي الخطاب، ولكن أبي يرفض بدون سبب، وفي بعض الأحيان يقول: إنهم غير مناسبين، ولكني أرى فيهم عكس ذلك لمعرفتي بأهلهم، وكنت دائماً أقول لعله خير، ولم يأت النصيب بعد.
تقدم لي شاب وهو أخو زميلتي، وهو ذو خلق ودين، وأعرف أهلهم، لكن والدي لا يعرفه، وقال له: سوف أرد عليك، والآن مضت 3 أشهر ولم يرد عليه، لكن أمامي أنا وأمي قام بالرفض دون سبب!
أنا لا أستطيع أن أتكلم معه؛ لأنه يقوم بضربي، وأمي كذلك لا تستطيع أن تتناقش معه؛ لأنه دائماً يقول لها: (لا تتدخلي) وليس لدي أحد من أقاربي كي يتدخل بالموضوع.
أنا أريد هذا الشاب ولا أريد غيره، وأرى أن فيه الصفات التي طالما تمنيتها، ولا أريد أن أضيعه بسبب رفض والدي الدائم وبدون أسباب، وهو أيضاً متمسك بي، ولا يستطيع أن يأتي مرةً أخرى بسبب الإحراج، علماً أن والده متوفى، ولأن والدي قال له: سوف أرد عليك ولم يرد! ما الحل أغيثوني؟
خطر ببالي أن أكلم أحد المشايخ المتخصصين في أمور الزواج، بأن يأتي مع هذا الشاب ويقوم بنصح والدي، والاستدلال بآيات من القرآن والسنة على أنه ليس له الحق في منعي بمن أرغب، فهذه ليست أول مرة، لكن لا أعرف أي شيخ، حتى إذا كان هناك من يفعل ذلك، مع أنني دائماً أدعو الله أن يسهلها ويفرجها، لكن يجب الدعاء مع العمل.
جزى الله خيراً كل من قام بالرد على استشارتي.
أختكم الحائرة.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ الحائرة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
ابنتي هذا حقك، وأهنئك على اتزانك وعقلك، وألفاظك الهادئة التي تنم عن شخصية متزنة عاقلة.
اعلمي ابنتي أنه متى ما قدر لك الزواج فلن تستطيع قوة في الأرض أن تمنع ذلك أو تؤخره ولو للحظة، أنا أعرف أنك متدينة، فلذلك أقول لك هذا الكلام؛ لأنك تعلمين ما أقول، وأريدك أن تزدادي يقيناً وثقة حتى تصلي مرتبة الرضا وتعيشي سعيدة.
استخيري أولاً، واستشيري، وإذا كان لك الخيرة مع هذا الشاب فسيقبل والدك ولن يستطيع أن يرفض، وأريد أن تكوني على ثقة بأن والدك لم يفعل هذا كرهاً لك ولا منعاً لصالحك، ولكن البعض يفكر بطريقة خاطئة، أو بعض الآباء يعبرون عن حبهم لأبنائهم بما ينكد عيشهم ويتعسهم وهم لا يعلمون.
غاليتي: بعد الاستخارة والاستشارة اتخذي هذه الأسباب، فقد أمرنا باتخاذ الأسباب:
1- الاستعانة بأحد تعرفينه أنت أو الوالدة، أو عن طريق زميلتك بالتواصل مع أحد شيوخ الدين، ممن لهم ثقل ووزن ومعروف، فيكلم الوالد وكأنه يكلمه عن طريق الشاب الخاطب وليس عن طريقك أنت؛ حتى لا توغري صدره، فهم أحياناً يفهمون أن البنت تريد أن تتحكم فيهم وتفرض عليهم رأيها.
2- كذلك يتم التواصل عن طريق أي منكم بمن يعرفه الوالد، وتعلمون أن له عنده معزة ومكانة من أصحابه المقربين، والذين يثق برأيهم، ولا بأس من تواصل هذا الشاب الخاطب بمن سيكلم الوالد من أصحابه، وحبذا لو يحاول أن بصحبه معه كأنه يريد أن يعيد الخطبة ثانية.
3- المسجد الذي يصلي فيه الوالد يمكن أن تكلموا الإمام أنت أو الوالدة، وحبذا لو أنت، وتخبروه عن رفض الوالد لكل خاطب دون أن تفصحوا عن أسمائكم أو اسم الوالد، وتطلبوا منه أن يذكر عن زواج البنت وحاجتها وأحقيتها للزواج من الرجل الصالح، وما يتحمله ولي الأمر من إثم في ذلك، ويكون هذا من خلال خطبة الجمعة أو الدروس، وأن يطلب من المشايخ الذين يزورون هذا المسجد أحياناً أن يتكلموا في هذا الموضوع.
4- اشرحي لصديقتك - أخت الشاب الخاطب - بأن هذا الرفض أو عدم الرد طبعاً لوالدك وليس رفضاً لشخصه (الشاب الخاطب).
5- اسألي عن أشرطة في هذا الموضوع، وضعيها في سيارته (أقصد سيارة الوالد) حتى يسمعها بطريقة غير مباشرة ولا تضعي هذه الأشرطة بمفردها فقط، وإنما ضعيها في جملة أشرطة أخرى لمواضيع مختلفة.
6- إذا كان والدك متعلماً، فيمكنك أن تكتبي له رسالة تبيني فيها حبك له واحترامك له، وأنك طوع أمره، وتبيني له أن لابد للبنت من زوج وحياة وأسرة، وأنك امتداد لهم، فتريدي أن يتواصل هذا الامتداد، وأن هذه سنة الحياة وسنة الله تعالى في خلقه.
ابنتي: هذه وسائل فابحثي عما يناسبك ويناسب طبع والدك، ولا بأس بأن تستخدمي أكثر من أسلوب أو حتى كل هذه الأساليب، وفقك الله لمرضاته، ورزقك الزوج الصالح.
وبالله التوفيق.