الصبر وحسن التوجيه مفيد في تحسين العلاقة بالزوجة صغيرة السن
2011-03-28 07:33:32 | إسلام ويب
السؤال:
الحمد لله على نعمة الإسلام، وكفى بها نعمة.
اختارت لي أمي بنت خالي للزواج، وتوكلت على الله، وتمت قراءة الفاتحة مع خالي على ذلك، وبعد مرور أربعة أشهر لم أشعر حتى الآن أني أحبها، ولكني لا أقدر على الرجوع في كلامي، حتى لا أحدث مشاكل بين أمي وخالي، وقد صارحت أمي بكل هذا، ولكنها ترى أنه لا يوجد مثل بنت خالي زوجة صالحة لي، فكيف أحبها وأنا أرى أن كل تصرفاتها غير ناضجة.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Mostafa حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن الخال في أرفع المنازل، وبنت الخال من أحرص النساء على سعادتك وعلى صلاح الحال، وطاعة الوالدة تقرب الإنسان من الكبير المتعال، ومرحباً بك في موقعك، ونسأل الله لك التوفيق في العاجلة، والسعادة في المآل.
لقد كنا نتمنى أن توضح لنا تلك التصرفات التي تزعجك، حتى نناقشها ونجتهد في إدراك دلالاتها، ولاشك أن معرفتنا لسن الفتاة ووقوفنا على تلك التصرفات من الأهمية بمكان، ولكننا نقول: لن تجد امرأة بلا نقائص، كما أنك لن تكون خالياً من العيوب، فكلنا ذلك الخطّاء، ومن هنا فقد قيل: (طوبى لمن انغمرت سيئاته في بحور حسناته)، ومن الذي ما ساء قط ومن له الحسنى فقط، وإذا بلغ الماء قلتين لم يحمل الخبث.
ولا يخفى على أمثالك ميل النساء إلى اللهو واللعب، وهذا ما قدرته الشريعة، فسمحت لهن بضرب الدفوف في الزواج، وأباحت للصغيرات اللعب بالبنات والعرائس؛ لأن في ذلك تدريبا على الأمومة، وفي ميل النساء إلى اللعب واللهو ما يناسب مهمتهن الرئيسية في التعامل مع الأطفال، وأنت أعلم بقول النبي صلى الله عليه وسلم:(إن المرأة خلقت من ضلع أعوج، وإن أعوج ما في الضلع أعلاه).
ومن هنا يتضح لك أنه ليس هناك داع للانزعاج الزائد؛ لأن شخصية الرجل تؤثر على زوجته، ومن واجبه تربيتها وتعليمها وتوجيهها، واعلم أن الحب الحقيقي الحلال هو الذي يحصل بعد الرباط الشرعي وإكمال المراسيم، وهو حب يزداد قوة مع تعاونكم على الطاعات، وتقربكم من رب الأرض والسموات.
وقد ظهر لي من عباراتك أنك لا ترفض الفتاة، ولكنك تتضايق من بعض تصرفاتها، وهذا أمره سهل بحول الله وقوته، ولا يخفى عليك أن المسلم إذا تحيّر في أمر فإنه يسارع للاستخارة، ففيها طلب الدلالة على الخير ممن بيده الخير سبحانه وتعالى.
وهذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، ونوصيك بإرضاء الوالدة، فإن في ذلك الخير الكثير، كما أن في زواجك منها لمّا للشمل، ونسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به.