أثر إصابة الطفل بمرض السحايا
2011-03-28 08:31:20 | إسلام ويب
السؤال:
أنجبت ابنتي بالشهر السابع، وعمرها الآن 9 أشهر، ولا تتحكم برأسها، قال الطبيب: إن لديها رخاوة بسيطة، وإنها ستحتاج وقتاً أطول من الأطفال في اكتساب المهارات الحركية، ولا تحتاج علاجاً حالياً، مع العلم أنها أثناء وجودها في الحضانة بالمستشفى أصيبت بالسحايا، سببت لها ماء في الرأس، وعملت عملية شفط، وأمورها الآن بالنسبة للماء جيدة، وحجم رأسها طبيعي، لكن وزنها ستة كيلو ونصف، وطولها (65) مع العلم أنها ولدت بوزن كيلو ومائة غرام.
آسفة على الإطالة، أرجوك ساعدني، هل تحتاج ابنتي علاجاً أو مقويات؟ وهل مرضها سيحرمها المشي، أم أنها فقط ستتأخر -كما قال الدكتور-؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نهى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فالطفلة تعرضت لمشاكل ومضاعفات أثناء تواجدها في وحدة العناية المركزة لحديثي الولادة، والأطفال المبتسرون ناقصو النمو يوضعون على أجهزة التنفس الصناعي، ويتعرضون لنزيف بالمخ في (30%) من الحالات، كما أن مناعتهم تكون ناقصة بشدة، ومن السهل أن يتعرضوا للعدوى، ومنها الالتهاب السحائي، أو التهاب الأغشية المخية، وبالتالي هناك احتمالات كبيرة لحدوث مضاعفات بخلايا المخ لعدة أسباب.
وجود ماء في الرأس يرتبط مع ضمور بخلايا المخ، وتعتمد الصورة النهائية للطفل على نسبة التدمير الذي حدث لخلايا المخ وأماكنها، وبالتالي الوظائف المفقودة أو المنقوصة.
الأطفال يختلفون في مثل تلك الحالات من طفل لآخر، ويكونون متأخرين عن أقرانهم، ومن الصعب أن يكونوا أطفالاً طبيعيين بالكامل، ولكن إذا كانت الأضرار محدودة تكون الصورة النهائية أفضل حالاً، وكلما زادت نسبة الأضرار بخلايا المخ زادت نسبة العجز العصبي، وهؤلاء الأطفال يحتاجون في معظم الأوقات لجلسات علاج طبيعي، لمحاولة تحسين قدراتهم العصبية والحركية.
لا يمكن لأي طبيب أن يحدد بشكل قاطع الصورة النهائية للطفلة، فقد تستطيع المشي، وقد لا يحدث هذا، وهذا يكون تبعاً لنسبة الضرر الذي أصاب خلايا المخ - كما أوضحنا سلفاً - ولا توجد علاجات معينة تساعد في مثل تلك الحالات، فقط قد يحتاج بعض الأطفال أدوية للتحكم في التشنجات العصبية إذا كان الطفل يعانى منها، ونحتاج في مثل تلك الحالات أن نتحلى بالصبر والإيمان والاحتساب عند الله سبحانه وتعالى.
هذا وبالله التوفيق.