تذكر الموت وقيام الساعة وما يلزم المسلم نحوه

2011-04-13 08:44:39 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا فتاة عمري (16)، دائماً أرسل لكم أشياء نفسية، (التفكير في الموت منعني من النوم ... إلخ) أتمنى أن أصبح جريئة كما كنت من قبل؛ لأنني أصبحت متوحدة نوعاً ما.

أنا من النوع التي أفكر كثيراً، وأشعر بعض المرات بالخوف، أشعر أن يوم القيامة قريب جداً؛ لأنني سمعت أن علاماتها الكبرى بدأت في التحقق، وتتحقق سريعاً واحدة تلو الأخرى، وستقوم القيامة قريباً جداً، فهل هذا صحيح؟

ساعدوني أرجوكم في أسرع وقت.

ولكم جزيل الشكر.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سارة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن الخوف هو أمر طبيعي جداً، وهو أحد المشاعر الإنسانية التي تصيب جميع الناس، وكذلك القلق وكذلك الوساوس، هي أمور تحدث للناس، لكن يجب أن نستفيد منها بدرجة صحية ولا نجعل هذه المشاعر تسيطر علينا، فالإنسان يحتاج للخوف لكي يحمي نفسه، يحتاج للوساوس لكي يكون منضبطاً، يحتاج للقلق لكي ينجح في دراسته، وفي عمله، وفي تواصله مع الناس، وهكذا.

إذن الخوف من ناحية المبدأ هو شعور طبيعي جدّاً، وخوفك يتمركز حول الموت، وذكرت كلاماً قد يكون فيه شيء من الغرابة، وهو أن الساعة سوف تقوم، وأن القيامة قريبة جدّاً، وأن علاماتها الكبرى قد ظهرت، هذا أعتقد تفكير قلقي وسواسي، وليس أكثر من ذلك.

الساعة لا يعلم قيامها إلا الله تعالى، وفيما أعلم -والله أعلم- وسوف يفيدك أحد المشايخ أن العلامات الكبرى لم تحدث حتى الآن، والإنسان من المفترض فقط أن يزود نفسه بالعمل الصالح، بأن يكون في معية الله تعالى، الحرص على الصلاة وتلاوة القرآن والذكر والدعاء، ومعاملة الناس بخلق حسن، وأن يجتهد في أمور الدنيا، هذا مهم جدّاً، أن يجتهد الإنسان في أمور الدنيا حتى لآخر لحظة، أن يدرس دراسته تدارساً متميزاً، إذا كان له عمل يجب أن يقوم به على أحسن وجه، أن يتواصل مع الناس، أن يستمتع بما هو طيب في الحياة من كل حلال، وهكذا.

إذن هذه المخاوف لا مبرر لها، أنت جعلتها تسيطر عليك دون أن تناقشيها، ودون أن تتفهمي طبيعتها، والساعة حين تقوم سوف تقوم على جميع الخلق، وهذا أمر لا يستطيع أحد أن يتصرف فيه أو يوقفه أو يغيره.

إذن الأمر ما دام سيحدث للجميع فهنا الفرق سوف يكون الإنسان، هل زود نفسه بالعمل الصالح أم لا؟ هذا يجب أن يكون مستوى التفكير لديك.

عليك أن تنظري إلى المستقبل بصورة إيجابية، وكما ذكرت لك الاجتهاد في دراستك هذا أمر مهم جدّاً.

في بعض الأحيان تكون هذه المخاوف -خاصة الخوف من الموت- مرتبطة بما نسميه بنوبات الهرع أو الهلع، وهو أن يكون الإنسان قد تعرض لنوع من القلق والخوف، يتميز بتسارع في ضربات القلب وشيء من الضيقة في التنفس، ويحس كأن الموت سيحضره الآن، هذه التجربة بعد أن تنتهي تبدأ مرحلة الوساوس المرضية والمخاوف المستقبلية، وهذا نسميه بالقلق التوقعي، وربما يكون أصابك شيء من هذا.

عليه أود أن أنصح لك أيضاً بدواء بسيط جدّاً، مفيد جدّاً، جيد جدّاً، الدواء يعرف تجارياً باسم (فافرين) ويعرف علمياً باسم (فلوفكسمين) تناوليه بجرعة خمسين مليجراماً ليلاً، ويكون تناوله بعد الأكل.

استمري عليه لمدة شهر، بعد ذلك ارفعي الجرعة إلى مائة مليجرام ليلاً واستمري عليها لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفضيها إلى خمسين مليجراماً ليلاً لمدة ثلاثة أشهر أخرى، ثم توقفي عن تناول الدواء.

من المهم جدّاً أن تمارسي أي تمارين رياضية تناسب الفتاة المسلمة، وكذلك تمارين الاسترخاء.

تمارين الاسترخاء جيدة جدّاً لإزالة المخاوف والقلق والتوتر الداخلي، ولتطبيق هذه التمرين -وهي متعددة- سأذكر لك أبسطها: اجلسي على كرسي مريح في غرفة خالية من الضوضاء، والإضاءة تكون خفيفة غير ساطعة، فكري في حدث سعيد وجميل، أغمضي عينيك وخذي نفساً عميقاً بطيئاً عن طريق الأنف، اجعلي صدرك يمتلأ بالهواء، ثم بعد ذلك أخرجي الهواء عن طريق الفم، ويجب أن يكون إخراج الهواء أيضاً بكل قوة وبطء، كرري هذا التمرين خمس مرات متتالية بمعدل مرة في الصباح ومرة في المساء لمدة ثلاثة أسابيع، ثم مرة واحدة في اليوم لمدة أسبوعين وسوف تجدين فيه راحة كبيرة جدّاً.

هذا الفكر الوسواسي الناتج من القلق يجب أن يقاوم، يجب أن يحقر، طبعاً لا أقول لك: حقري فكرة الموت أو حقري فكرة الساعة، فهي قائمة ولا شك في ذلك، ولكن ليس بهذه الطريقة التي تفكرين بها، واعرفي أنك في معية الله تعالى.

عليك أن تبني صداقات وعلاقات صالحة مع الفتيات الصالحات، واستفيدي من وقتك بصورة تكون مفيدة، اذهبي إلى مراكز تحفيظ القرآن حيث تلتقين بالداعيات، وسوف تحسين إن شاء الله بالمساندة والاستبصار.

أسأل الله تعالى لك الطمأنينة والتوفيق والسداد.

www.islamweb.net