الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ زوهير حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فأود أن أطمئنك تمامًا أنك شرحت وعرضت حالتك بصورة ممتازة جدًّا، وقد تفهمناها تمامًا، ونسأل الله تعالى أن ينفعك بما سوف نرشدك إليه.
أولاً نحن نهتم جدًّا بالتشخيص، وأقول لك أن تشخيص حالتك هو أنك تعاني من المخاوف الوسواسية، وهي نوع من القلق النفسي المعروف، وهذه الوساوس والمخاوف تكون أيضًا مرتبطة بدرجة بسيطة من الاكتئاب النفسي، والاكتئاب النفسي يؤدي إلى ضعف الفعالية والدافعية لدى الإنسان.
فيا أخي الكريم: الحالة حالة بسيطة إن شاء الله تعالى، وذلك مقارنة مع حالات نفسية أخرى تعرض علينا.
أيها الفاضل الكريم: الوساوس تعالج من خلال تجاهلها وتحقيرها، ومقاومتها واستبدالها بفكرة مخالفة، ولابد أن تخاطب نفسك وتقنع نفسك بأنه توجد مبالغة في هذه المخاوف، وقل لنفسك: (الآن مشكلتي ليس الخوف من المرض، إنما هذا الخوف الذي يعتريني وطريقة التفكير الوسواسي) هذا سوف يُضعف القلق ويضعف الوساوس، والوساوس تتبدل وتتشكل، قد تكون مخاوف، قد تكون وساوس حول العقيدة، وهكذا.
دراسات كثيرة جدًّا أشارت أن الوساوس أحد العوامل التي تؤدي إليها كمسبب هو اضطراب في كيمياء الدماغ، والذي يحدث أن مادة تسمى بالسيروتونين - وهي من الموصلات العصبية المعروفة - يحدث اضطراب في إفرازها، وهذه المادة لا يمكن قياسها في أثناء الحياة، وبفضل من الله تعالى تم اكتشاف أدوية ممتازة جدًّا تؤدي إلى حالة من السكون والتوازن في هذه المنظومة الفسيولوجية الكيميائية في الدماغ، مما ينتج عن ذلك إن شاء الله تحسن كبير في النفسية والمزاجية.
أخي الكريم: أنصحك بتناول دواء معروف جدًّا منذ سنوات طويلة، وأثبت فعاليته وجدارته في علاج مثل حالتك هذه.
الدواء يعرف علميًا باسم (فلوكستين) وله عدة مسميات تجارية أشهرها (بروزاك) لكن ربما تجده في المغرب تحت مسميات تجارية أخرى؛ لذا أسأل عن الدواء تحت مسماه العلمي، وهو (فلوكستين) وابدأ في تناوله بجرعة كبسولة واحدة في اليوم، تناولها بعد الأكل، وبعد شهر ارفع الجرعة إلى كبسولتين في اليوم، استمر عليها لمدة ستة أشهر، ومن ثم خفض الجرعة إلى كبسولة واحدة في اليوم لمدة ستة أشهر أخرى، ثم توقف عن تناول الدواء.
أؤكد لك سلامة الدواء بإذن الله تعالى، وكذلك فعاليته، ومن جانبك لابد أن يكون هنالك التزام قاطع بتناول الدواء في وقته.
أخي الكريم: هنالك جوانب سلوكية أخرى كثيرة مهمة وهي: الاستفادة القصوى من الوقت على أفضل وجه، وأن لا يكون هنالك فراغ، لأن الفراغ يجعل الإنسان ينكب على ذاته، ويزيد من القلق والوساوس.
إتقان وإجادة العمل مهمة جدًّا؛ لأن العمل يوسع من مدارك الإنسان، ويحسن من مهاراته، ويقلل من وساوسه وقلقه، ويشعره بقيمته الداخلية الذاتية.
الرفقة الطيبة الصالحة مهمة، لأن الإنسان بطبعه كيان اجتماعي، والإنسان إذا خالل الطيبين من الناس والصالحين لا شك أن هذا ينفعه في دينه ودنياه، فكن حريصًا على ذلك.
أخي الفاضل الكريم: أنا على ثقة تامة إن شاء الله تعالى باتباعك لما ذكرناه لك من إرشادات بسيطة، وتناول الدواء بالصورة التي وصفناها سوف تحس أن حالتك قد تغيرت وتحسنت بصورة إيجابية ومطردة.
ولمزيد الفائدة يرجى مراجعة التالي: علاج الخوف من الأمراض سلوكيا:
263760 -
265121 -
263420 -
268738.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك الشفاء والعافية.