أعاني من دوخة وطنين وآلام متنوعة... فما التشخيص والدواء المناسب؟

2011-05-31 12:55:43 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الحقيقة أنني بدأت أعاني من أعراض لم أكن أعرف سببا، لها منذ ما يقارب الثلاث سنوات الماضية, وتتلخص كالتالي:

1- دوخة مفاجئة.
2- طنين في الأذن.
3- نبضات قلب خارجة أحس بها وتتسارع بعض الِأحيان (تأتي فجأة).
4- آلام تتنوع في الجسم.
5- خوف وقلق.
6- أحاسيس بأن مكروها سيقع لي وذلك بسبب هذه الأعراض.

إخواني الفضلاء: راجعت أكثر من طبيب وعملت فحص إم أر أي للرأس والنتيجة أنني سليم, وكذلك عملت فحوصات للقلب مع أخذي لجهاز (هولدر) لمدة 24 ساعة لمعرفة طبيعة النبضات التي تأتيني فجأة ـ والحمد لله ـ كانت النتيجة أنني سليم، وقال لي الدكتور أن هذه النبضات هي خوارج أو ما شابه هذا الكلام.

لا أخفيكم سرا بأنني تعرضت لنوع من الاكتئاب قبل هذه الأعراض، وذلك لفقدي أعزاء رحلوا عن هذه الدنيا, ومن بعدها وأنا أفكر بالموت وأشياء من هذا القبيل.

لكني بعد الاطلاع على موقعكم الكريم أحسست بأن الله سيفرج همي وكربي, ثم قررت أن أزور دكتور أعصاب للتحقق من هذه الأعراض، وقال لي: أنها نتيجة قلق وتوتر واكتئاب، وأعطاني دواء سيبراليكس (نصف حبة لمدة 8 أيام ومن ثم حبة واحدة)، وبدأت آخذ العلاج، وحينما تناولت الحبه الكاملة لثاني مرة شعرت بأعراض غريبة في صدري، وبدأ جسمي بالتنميل ومركزه الصدر مع ارتفاع بضغطي بشكل بسيط )، أصابني خوف من هذا الدواء وتوقفت فورا عنه, ثم راجعت نفس الدكتور وقال لي: سنغير الدواء لآخر اسمه زيروكسات، بمعدل نصف حبة لمدة شهر، لكني متخوف جدا أن أتناوله (مع العلم أن الأعراض التي ذكرتها سابقا زادت عليّ بشكل كبير، وأخشى أن تؤثر على حياتي العملية والعائلية).

إخواني الفضلاء هل الزيروكسات سليم وليس له أعراض جانبية خطيرة وما هو الدواء الأسلم لي؟

أفيدوني حفظكم الله ورعاكم.


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو يارا حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الأعراض التي تعاني منها التي أوضحتها بصورة جيدة تدل أن حالتك هي حالة نفسوجسدية، ونقصد بهذا أن الأعراض الجسدية التي تعاني منها منشأها نفسي، وأكثر الأعراض من هذا النوع تكون مرتبطة بحالات القلق النفسي، ونوعية القلق التي تعاني منه يعرف بقلق المخاوف، والمسببات والروابط واضحة جدًّا، وهي أن لديك أصدقاء توفي إلى رحمة الله تعالى، نسأل الله لهم الرحمة والمغفرة، والإنسان بطبعه له المكون الوجداني القوي، وهذا قد يؤثر على الإنسان على المستوى العقل الباطن وكذلك العقل الظاهري، وأعتقد أن هذا هو الذي حدث لك، فعليك أخي الكريم أن تسأل الرحمة والمغفرة لمن توفاهم الله من أعزائك.

اختيار الطبيب للسبرالكس كان اختيارًا سليمًا؛ لأن السبرالكس يتميز بأنه دواء يعالج القلق والمخاوف والاكتئاب والوساوس، وله فوائد كثيرة جدًّا، وهو دواء سليم، لكن أنت لم تتحمل هذا الدواء، ويظهر أن تفاعلاً سلبيًا قد حدث لك، وهذا نشاهده في بعض الحالات.

الاختيار الثاني الذي وصفه لك الطبيب من وجهة نظري هو اختيار صحيح وسليم، والزيروكسات دواء جيد وممتاز، وأنا أؤيد تناوله تمامًا في مثل حالتك، فهو يعالج القلق والتوتر والمخاوف والوساوس وكذلك الاكتئاب النفسي.

لأن يؤدي الدواء فعاليته وفائدته الكاملة الأمر يتطلب الصبر؛ لأن البناء الكيميائي لا ينبني في يوم وليلة، قد يتطلب مرور ثلاثة أسابيع إلى أربعة أسابيع في بعض الأحيان.

أنا أريدك حقيقة أن تبدأ بدواء آخر، دواء مساعد للزيروكسات، وبعد ذلك تبدأ في تناول الزيروكسات.

الدواء المساعد يعرف تجاريًا باسم (دوجماتيل) واسمه العلمي هو (سلبرايد) ابدأ في تناوله بجرعة كبسولة واحدة في اليوم، تناولها في الصباح، وقوة الكبسولة هي خمسون مليجرامًا، بعد أسبوعين اجعلها كبسولة صباحًا ومساءً، واستمر على هذه الجرعة لمدة شهرين، ثم خفضها إلى كبسولة واحدة في الصباح لمدة شهرين، ثم توقف عن تناول الدواء.

أما بالنسبة للدواء الرئيسي وهو الزيروكسات فأرجو أن تبدأ في تناوله بعد مضي أسبوعين من بداية تناول الدوجماتيل، وتبدأ الزيروكسات بجرعة نصف حبة (عشرة مليجرام) تناولها ليلاً بعد الأكل، استمر عليها لأربعة ليالٍ، ثم بعد ذلك اجعلها حبة كاملة واستمر عليها لمدة ستة أشهر، بعد ذلك خفضها إلى نصف حبة يوميًا لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء.

جرعة الزيروكسات التي وصفناها لك هي جرعة صغيرة جدًّا، لأن هذا الدواء يمكن تناوله حتى أربع حبات في اليوم.

هذه الجرعة ربما تكون كافية جدًّا في حالتك، لكن إذا لم تتحسن بعد أربعة أسابيع من تناول الزيروكسات فهنا ربما تحتاج أن ترفع الجرعة، وهذا أمر متاح ومباح جدًّا، فالدواء دواء سليم وفاعل جدًّا.

الآثار الجانبية للزيروكسات قليلة، فهو قد يؤدي في بداية العلاج إلى اضطراب بسيط في الهضم؛ لذا ننصح بتناوله بعد الأكل حتى نحد من هذا الأثر الجانبي.

ثانيًا: الزيروكسات قد يؤدي إلى تأخر في القذف المنوي لدى الرجال، لكن هذا لا يحدث مع الجرعات الصغيرة مثل هذه الجرعة، وإن حدث فهو أمر عرضي، وليس له حقيقة أي أهمية طبية أساسية، فالدواء في الأصل لا يؤثر على هرمون ذكورة الرجل ولا على الإنجاب بإذن الله تعالى.

ثالثًا: الزيروكسات ربما يفتح الشهية قليلاً للطعام لدى بعض الناس، وهذا قد يؤدي إلى زيادة في الوزن، وهذا يمكن تجاوزه والتخلص منه عن طريق التحكم في كمية الطعام المتناولة، وكذلك ممارسة الرياضة.

أخي الكريم ابدأ في تناول الزيروكسات واطمئن، وأسأل الله تعالى أن يجعل لك خيرًا في هذه الأدوية.

هنالك أمور إضافية مهمة وهي أن تمارس الرياضة، الرياضة ذات فعالية كبيرة خاصة للأعراض المتعلقة بالدوخة وشيء من هذا القبيل، الرياضة لها فائدة كبيرة جدًّا في أنها تخلص الإنسان من الطاقات السلبية جسدية كانت أو نفسية، وسوف تشعر إن شاء الله بارتياح وباسترخاء كبير جدًّا.

أخي الكريم: أنت الحمد لله تعالى لديك عمل، ولديك وظيفة محترمة، فاسعَ في تطوير نفسك على النطاق الوظائفي، وحاول أن تتواصل اجتماعيًا، وانظر إلى الأمور بإيجابية، هذه كلها مهمة جدًّا وهي أدوات علاجية أساسية.

أرجع مرة أخرى إلى أعراضك وأقول لك أنها معظمها أعراض قلقية أكثر مما أنها اكتئابية، لكن حين ذكر لك الطبيب موضوع الاكتئاب أعتقد أن عسر المزاج الذي تعاني منه هو أمر ثانوي وليس أمرًا أساسيًا، فالقلق وقلق المخاوف هي الأعراض الأساسية لديك.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونشكرك على تواصلك مع إسلام ويب، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

www.islamweb.net