عدم استقرار المشاعر والعواطف وتقلبها
2011-06-01 10:35:15 | إسلام ويب
السؤال:
في الحقيقة أنا لا أعرف تشخيص حالتي، فهي غريبة نوعاً ما، فعندما أقابل زملائي أشعر أني أتكلم كثيراً، وأحب أن أظهر بشخصية متميزة، وأشعر أن بعض كلامي ليس له معنى، بل إني أستغرب أن يخرج هذا الكلام مني.
أيضاً أنا سريع الإعجاب بالآخرين، وأنا رقيق المشاعر في داخلي، وأحب الاجتماعات، لكن أخاف أن أتعرض للسخرية من الآخرين، فأنا - ولله الحمد - الجميع يكن لي التقدير والاحترام، ولا أريد أن أهز الصورة التي أخذوها عني، أريد أن تكون مشاعري وعواطفي مستقرة ومتوازنة، ما تشخيص حالتي؟ فأنا أتناول حالياً بروزاك، وهل هناك دواء أضيفه أيضاً إلى البروزاك؟
وشكراً لكم.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد العزيز حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فأنت يا أخي بكل تأكيد لا تتكلم عن حالة مرضية، إنما تتكلم عن سمات لشخصيتك، وما ذكرته من مشاعر في داخلك وهذه الرقة التي حباك الله بها، وأنك تحب أن تكون شخصاً اجتماعياً ومتواصلاً ولكنك سريع التأثر، هذا يا أخي الكريم دليل أن شخصيتك حساسة بعض الشيء، عطوفة، وربما يكون هنالك جزء بسيط جداً من تقلب المزاج، هذا لا يعتبر حالة مرضية أبداً، وهذه سمات وطباع ونمط في الشخصيات، والناس تتفاوت في البناء النفسي لشخصياتها.
أنا لا أرى ما يعتريك فيه أي نوع من الخلل، هي سمات وأنماط، وليست أكثر من ذلك، وأنت يجب أن لا تنظر إليها نظرة سلبية، ولا تكن حساساً حول الأمور، وفكرة أنك تكون مصدراً وسخرية للآخرين، أعتقد أن هذه مشاعر سلبية نسبة للحساسية التي في شخصيتك، فأنت - كما ذكرت وتفضلت - شخص محترم ومحبوب، وهذا يكفي تماماً، ولا تظلم نفسك أيها الأخ الكريم، ولا تحقر من مقدراتك، ولا تكن حساساً في مراقبة ذاتك.
بالنسبة لعقار بروزاك ( Prozac ) هو دواء محسن للمزاج، وأنت ما دمت شعرت بأنه قد أفادك فلا مانع أن تستمر عليه لفترة ثلاثة أشهر أخرى، بعد ذلك يمكنك التوقف عنه، وأنا لا ألاحظ أي أعراض اكتئابية حسب ما ورد في رسالتك، فأعتقد أنه ليس هنالك حاجة لإضافة أي دواء آخر، وحتى البروزاك كما ذكرت لك ربما لا تحتاج أن تستمر عليه لمدة أطول.
أخي الكريم: لا تراقب مشاعرك كثيراً، ولا تراقب عواطفك كثيراً، اتركها على طبيعتها، فأنت - الحمد لله - تتمتع بالضوابط الاجتماعية التي تجعلك تقدر الموقف.
موضوع آخر مهم: هو أن تحكم على نفسك دائماً بأفعالك، لا تحكم على نفسك بمشاعرك، فمن الواضح أنك إنسان فعال ومفيد لنفسك ومفيد للآخرين، وهذا يكفي تماماً، ولتطوير ذاتك اجتهد في دراستك، ورتب وقتك بصورة صحيحة، - وإن شاء الله تعالى - البناء النفسي لك سوف يتطور مع مرور الأيام وتتخلص من هذه الحساسية في شخصيتك، والتي أعتقد أنها هي المشكلة الوحيدة التي تعاني منها، ولا أراها علة رئيسية، هذه أمور تتعلق بسمات شخصيتك، وليس أكثر من ذلك.
بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب.