معجبة بزميلي في الجامعة وأتمنى أن يكون نصيبي فهل هذا خطأ؟

2011-06-08 10:04:49 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم

أنا بنت عمري 20 سنة، ولست متزوجة، أدرس بالجامعة، والحمد لله أحوالي جيدة.

أنا من عائلة كبيرة ومعروفة الحمد لله، ومحافظة والحمد لله، جميلة والكل يحبني، الصراحة أنا لم أعش مراهقتي مثل باقي البنات، مثلا هذه أحبت، هذه أعجبت، كنت أشمئز، وكنت أقول الحب فقط للزوج الذي ستتزوجينه. والصراحة وأنا بالجامعة كان الشباب يمرون أمامي ولا يهمني ولا أنظر إليهم، ودائما أنزل رأسي دون أي اهتمام بهم، عكس البنات اللاتي أراهن.

مره من المرات كنت أمشي وفوجئت بشخص، لا أعرف كيف انجذب له قلبي؟ أحسست أنه قريب مني وكأني أعرفه، لا أعرف كيف أفسر شعوري؟ وظهر لي أن صديقتي معه في مادة من مواد الجامعة، وتعرف اسمه، وكان بداية حرفه مثل بداية حرفي، فرحت كثيرا، وأصبحت دائما أتخيل أنه من نصيبي، حتى الأحلام أصبحت أحلم به، عندما يمر استحي ويصير وجهي أحمر، وكذا مرة عندما يحضر أختبئ خلف صديقتي، وأحس أنه أيضا منجذب لي ويبادلني الشعور، أحبه كثيرا، ومره من المرات لم أره فأصابني الحزن.

أحسه نفس شكل فارس أحلامي نفسه بالضبط، وفوق كل هذا أحس فيه، أصبحت أحب الجامعة فقط حتى أراه، وهو كلما يأتي يتجه صوب المكان الذي أجلس فيه، ماذا أفعل؟ هل هذه المراهقة التي لم أعشها؟ وخائفة أن لا يكون من نصيبي.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Bnt حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحبًا بك -ابنتنا العزيزة- في استشارات إسلام ويب، نسأل الله تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يقدر لك الخير حيث كان ويرضيك به، وأن يرزقك الزوج الصالح الذي تقر به عينك وتسكن إليه نفسك.

نصيحتنا لك أن تحذري من الوقوع في حبائل الشيطان وشراكه، وأن يستدرجك خطوة خطوة ليوقعك في معاصي الله تعالى وغضبه، فإن الله عز وجل إذا غضب لا يقوم لغضبه شيء من خلقه، ونحن نقدم لك نصيحة ونستشعر ما قد يكون لها من آثار على نفسك، ولكنها بلا شك علاج نافع -إن شاء الله- يزيل عنك ما يضرك، وشأن العلاج دائمًا أن يكون مضرًّا.

نتمنى أن تأخذي هذه النصائح مأخذ الجد، فإن فيها الخير لك -بإذن الله تعالى-:

نوصيك بوصية الله تعالى لكل مؤمنة بغض البصر والتزام الحجاب والابتعاد عن مواطن الفتنة، فإن هذه التعليمات الإلهية القصد منها حث الفتاة وصيانتها ومنع استدراج الشيطان لها، فربما وقعت بعد ذلك في شيء لا تحمد عاقبته وتندم لكن حين لا ينفع الندم، فنوصيك بتقوى الله تعالى، وتذكري دائمًا أن الله عز وجل مطلع عليك يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور، فاحفظي بصرك عن مطالعة هذا الشاب والتزمي الحجاب، واحذري من أن يستدرجك الشيطان إلى الخلوة به أو الانجرار إلى شيء لمد حبال التواصل معه، فإن ذلك الشر كله.

أما هل يصح عقلاً وطبعًا أن تعلقي نفسك بهذا الشاب؟ فجوابنا أيتها الكريمة: أن هذا لا يليق بك، ونحن نظن بأن هذا إضاعة لوقتك وتعليق لنفسك بما قد لا تصلين إليه، فهذا الشاب لا يدري أولاً مدى رغبته فيك، ثم لا يُدرى جديته في الزواج إذا كان يريد الزواج أم لا، ثم هل يريدك أن تكوني زوجة أو لا، فكل هذه الأسئلة مؤثرة إذا لم تكن لديها أجوبة صحيحة نافعة، فإنه سيتبين لك أنك تتعلقين بغير شيء، وهو مدخل من مداخل الشيطان، فإنه يأتي إلى النفوس الفارغة فيمنيها بالأماني، وليس هذا شأن الإنسان العاقل.

ونحن نتوسم أن فيك قدر كافي من العقل والبصيرة والنظرة في مصالح نفسك، فليس من مصلحتك أبدًا أن تعلقي قلبك بهذا الشاب، فإن تعلق قلبك به سيجر إليك أنواع من الأضرار والآلام قد لا تقدرين على التخلص منها في مستقبل الأزمان، ولذا نصيحتنا لك وهي نصيحة من يحب لك الخير ويتمنى لك السعادة أن تقطعي التعلق بهذا الشاب.

ومما يعينك على قطع التعلق به:

أن تستحضري وتذكري نفسك باليأس من الزواج به، فإن النفس إذا يئست من شيء نسته.
وظاهر الحال الذي يبدو لنا أن هذا الشاب لا شعور له بك ولا بحبك له، ومن ثم فسعيك وراء التعلق به سعي وراء السراب، ولكن إذا أردت أن تقنعي نفسك بذلك فبإمكانك أن تتواصلي مع بعض محارمه إذا كانت له محارم معروفات لديك، وبإمكانك أن تخبريهنَّ ما تكنيه لهذا الشاب من القبول والرغبة، فإذا كانت له رغبة فليتقدم لخطبتك من أهلك.
ويستحسن أيتها الكريمة -وهذه نصيحتنا لك- أن تستعيني بأمك أو بنحوها من العاقلات من أهلك حتى لا يكون فتح هذا الباب وسيلة لجرك إلى ما تندمين عليه بعد ذلك.

والخلاصة أيتها الكريمة: أن كل ما تفكرين به هو من ورود الآثار على النفس الفارغة، وهذا شأن الإنسان حين لا يشغل نفسه بالشيء النافع، ولو فكرت قليلاً في الأمر لرأيت أن تعلقك هذا لا مبرر له، ولا ينبغي أن تسرحي بخيالك وراءه، فخير لك أن تعملي بوصيتنا السابقة وأن تجاهدي نفسك لقطع هذا التفكير بهذا الشاب، وأن تصرفي نفسك عن التفكير فيه إذا عرض لك، إذا كان الله عز وجل قد قدره لك فسيصل إليك وسيخطبك من أهلك، وإذا لم يكن كذلك فإن الله عز وجل أعلم بمصالحك، فإنه يعلم المستقبل وأنت لا تعلمينه، فاسألي الله تعالى أن يقدر لك الخير وأن يرزقك الزوج الصالح، وأحسني علاقتك بالله، وداومي على أداء فرائضه، وأكثري من استغفاره، واعلمي أن هذا من أعظم باب الرزق.

نسأل الله تعالى أن يقدر لك الخير حيث كان، وبالله التوفيق.

www.islamweb.net