هل يجوز لي التحدث والخروج مع صديقتي التي غيرت حياتي للأحسن؟
2011-06-19 08:45:03 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لو سمحتم، أرجوكم أن تردوا على سؤالي وأن تحلوا مشكلتي!
أنا طالب في الثانوية، تعرفت على فتاة بمثل عمري وأحببتها كثيراً، فهي غيرت حياتي وجعلتني شخصا مختلفا تماماً!
كنت أحاول أن أقول لها عن مدى حبي لها، وكنت أريد أن أكتم سري إلى حين أنتهي من دراسة الثانوية؛ لأنها كانت تشغلني عن دراستي، ومعظم الوقت أفكر فيها، ولا أستطيع أن أتوقف عن ذلك.
كنت في حالة من اليأس والعذاب وكنت أفكر كثيرا بالموضوع، وكنت خائفا من أنها سترفضني أو لن تقبل بأن تصاحبني، إلا أنني قلت لها بعد فترة طويلة من عذابي وقبلت بي، وكانت تقول بأنها تحبني كثيرا وأنها انتظرت كثيرا لأصارحها أنا أولا!
أريد أن أستفسر: هل هذا الحب وغيره حرام؟ مع العلم أنه شيء لا إرادي، وهذه مشاعر إذا خبأتها ستقتلني في المستقبل.
ليت أحدا يقول لي: هل المصاحبة بدون خطبة حرام؟ وهل التحدث معها حرام مع علم أهلها أو بدون على التلفون، وأن أخرج معها للتسلية بدون فعل محرمات من زنا وغيره؟ أريد أن أعرف هل ما أفعله حرام؟
مع العلم بأنني أريدها زوجة لي في المستقبل، ولا أريدها للتسلية فقط من أجل الخروج مع فتيات وغيرها من الأمور التافهة، مع أنها شغلتني عن الدراسة كثيرا، لكنني لا أتخيل حياتي من دونها، ولا أستطيع العيش بدونها، ولقد حولت كثيرا أن أبتعد عنها لفترة من الزمن لكنني لم أستطع وأحسست بالذنب!
هذه الفتاة غيرت حياتي كثيرا، لقد كنت شخصا لا أصلي وأقطع الصلاة وأفعل العادة السرية كثيراً، إلا أنها بطريقة ما جعلتني أتركها بدون ما تعرف عني شيئا، وأصبحت أصلي وأدعو ربي بأن أبقى معها مدى الحياة، وأن أتزوجها وأن تكون لي!
مع العلم من أنها لا تأخذ الأمر بجدية، وأنها بعض الأحيان تكون (نكدة وقلقة علي) وأنها تتكلم مع عدة أشخاص، لكنها تقول لي إنهم أصدقاء حياتها في الطفولة، فأمها من دولة أجنبية، ولديها معاريف كثر!
أرجوكم مساعدتي.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عمر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
إنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعنا إسلام ويب، فأهلا ومرحبا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي موضوع، ونسأل الله جل جلاله أن يبارك فيك ويثبتك على الحق، وأن يهديك صراطه المستقيم، وأن يجنبك الفواحش ما ظهر منها وما بطن.
وبخصوص ما ورد في رسالتك، أقول لك: إنه مما لا شك فيه أن المرحلة السنية التي تمر بها مرحلة حرجة وخطيرة للغاية؛ لأنها مرحلة انتقال من عالم الطفولة المتأخرة إلى عالم الرجولة، فنحن نعلم أن الرجولة تبدأ بعلامة من علامات ثلاث كما بين الشارع الكريم وهي: بلوغ 15 عاما أو الاحتلام أو نبت شعر العانة، فإذا ما حدثت واحدة من هذه الأمور الثلاثة أصبح الشاب رجلا، وأنت بذلك أصبحت رجلا مكلفا بالتكاليف الشرعية، وتسجل عليك أعمالك فإن كانت خيرا كانت في صحيفة حسناتك، وإن كانت غير ذلك كانت في صحيفة سيئاتك.
هذه المرحلة يحدث فيها كثير من التغيرات الجسمية للإنسان سواء كان شابا أو فتاه، ومن هذه التغيرات: التعلق بالطرف الآخر، فإن الله تبارك وتعالى أوجد في الإنسان فطرة يعمر بها هذا الكون، وتستقيم بها الحياة ألا وهي فطرة التجاذب بين الجنسين، فالشاب أو الرجل بطبيعته يميل إلى المرأة والمرأة بطبيعتها تميل بطبيعتها إلى الرجل، وهذا الميل هو الذي يترتب عليه الزواج، وبالتالي تأسيس الأسرة المسلمة، والتي أيضا يكون من نتاجها الذرية الصالحة التي تعمر هذا الكون.
هذه كلها أمور قدرها الله سبحانه وتعالى في هذا الكون، إلا أن الله سبحانه وضع لنا ضوابط من خلالها نستطيع أن نتكيف مع الحياة في أي مرحلة من مراحل العمر، فالشاب الذي تمر عليه مقدمات الرجولة أو كما يقولون مرحلة المراهقة وإن كنا لا نتفق معهم في هذا هذه الكلمة، إلا أنها مرحلة سنية، هي مرحلة التغير، والتقلب والتمرد على السلطة الأبوية والأسرية، والميل إلى الطرف الآخر بقوة وعنف، وهذا الحب الشديد..هذه كلها مراحل تتفق مع المرحلة السنية التي أنت فيها.
الشارع الحكيم بين أن الشاب التي تمر عليه هذه المرحلة ولا يقع في ما يغضب الله تعالى من خيرة الشباب، بل إن الله تبارك وتعالى، قد أعطاه جائزة لم يعطها إلا لقلة قليلة من عباده، ومن هذه الجوائز كما أخبر النبي عليه الصلاة والسلام: (سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله: إمام عادل وشاب نشأ في طاعة الله) فذكر عليه الصلاة والسلام الصنف الثاني من الأصناف السبعة وهو الشاب الذي نشأ في طاعة الله، ومعنى ذلك أنه إذا مرت عليك هذه المرحلة وأنت على خير ولم تقع في أي معصية من المعاصي خاصة الكبائر فإنك ستكون من الذين يظلون في ظل الله يوم لا ظل إلا ظله.
هذه منزلة عظيمة لا يصل إليها إلا كبار الأولياء وسادات العلماء، فيأتي الشيطان ليفسد على الإنسان هذه المرحلة وبالتالي يقيم علاقات محرمة لينتزع منه هذه الجائزة فيصبح شخصاً عاديا كأي شخص في المجتمع.
من هنا أقول لك أخي الفاضل عمر: لو سألتك سؤالا وأرجو أن تسامحني فيه: هل ترضى أن يكون لأختك مثلا شاب يخرج معها ويتسلى معها ويذهب معها؟!
أعتقد أنك لن تقبل هذا، فكيف ترضى هذا لغيرك، وترضاه لنفسك؟! فهذا خلاف الفطرة، فالشاب بطبيعته يغار على عرضه، بل إن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ليس منا من لم يغر على عرضه).
من هنا أنا معك أن التعلق بالقلب أمر لا دخل للإنسان فيه، ولكن هذه مرحلة تمر بها، فهذه المرحلة السنية التي أنت فيها هي مرحلة التعلق، وصدقني لو أنك حاولت أن تقاوم الأمر مع شيء من المشقة سوف يأتي عليك يوم تجد أن هذا الأمر أصبح شيئا عاديا جدا؛ لأنك لا تستطيع يقينا أن تتزوج هذا الفتاة خلال هذه الفترة، فأنت ما زالت طالبا في المرحلة الثانوية ، وحتى لو أنك على أبواب المرحلة الجامعية فأمامك سنوات لا تقل عن خمس أو ست سنوات، فهل يعقل أن تستقيم حياتك خلال هذه الفترة دون أن تقع في شيء محرم مع هذه الفتاة؟ يستحيل هذا!
لذلك فأنت تفتح النار على نفسك؛ لأن الشهوة التي في داخلك مع تقدمك في السن ودخولك في مراحل الشباب الكبرى يحدث لديها نوع من الإثارة القوية فتصبح في حاجة إلى الإرواء والإشباع.
كونك تعرف هذه الفتاة، فمعنى ذلك أن الفرصة مهيأة لأن تقع في المعاصي حتى وإن كنت حريصا على خلاف ذلك، ومن هنا فإني أقول لك إني كنت أتمنى أن يكون هناك حل، ولكن الشرع الحكيم الذي وضع الحلول الصحيحة راعي حياة الإنسان من جميع جوانبها.
أقول لك: اجتهد في الاحتفاظ بعلاقتك الإيمانية مع الله سبحانه وتعالى على المستوى الراقي الذي وصلت إليه، وأن تحاول أن تتخلص من العلاقة مع هذه الفتاة، ولو أن تتفق معها على الزواج مستقبلا ولكن لا تقابلها ولا تتكلم معها حتى لا تقع في المعصية.
والله ولي التوفيق.