أشك في طهارتي بعد اغتسالي من الحيض

2011-06-20 11:06:40 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله.

أنا فتاة أعاني من بعض الشك بالطهارة من شدة حرصي عليها خاصة في نهاية الحيض فأغتسل عدة مرات حيث لا أرى القصة البيضاء بوضوح، البارحة كان اليوم السابع من الحيض وفي الصباح رأيت إفرازات بيضاء على الجلد لكنها تصفر قليلا إن جفت على الثياب وغلب على ظني أنني طهرت حيث ليست لها مواصفات الدم كما أنها أقرب بكثير للإفرازات التي لا تفارقني طوال الشهر فاعتبرت أن ما أعاني منه وسوسة وعملت بما غلب على ظني فاغتسلت وصليت لكن لا يفارقني هاجس ما إن كنت أصلي بغير طهارة ويصيبني بقلق وألم بالرأس حتى أعيد الاغتسال لعدة مرات أحيانا كل دورة فأرجو أن أجد عندكم جوابا شافيا ومفصلا، وجزاكم الله خيرا.


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أمة الله حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

إن الإفرازات المهبلية المستمرة هي أمر طبيعي الحدوث وهي تعتبر ظاهرة فيزيولوجية صحية عند كل أنثى في سن النشاط التناسلي أي سن الإنجاب، وهذه الإفرازات المستمرة الشفافة أو البيضاء لها وظيفة الحماية والترطيب وهي وظيفة هامة تشبه وظيفة الدمع في العين أو وظيفة اللعاب في الفم ولا تستقيم صحة الجهاز التناسلي بدونها وهي لا تفسد الوضوء ولا تستدعي الغسل لأنها ليست إفرازات شهوة.

وما أود أن ألفت انتباهك إليه أيضا هو إن الإفرازات البيضاء والتي هي طبيعية وفيزيولوجية تصبح صفراء فاتحة بمجرد تعرضها للهواء وملامستها للبيئة الخارجية، وذلك لأنها تحوي على مواد كيميائية تتأكسد بملامسة الهواء، وهذا أيضا شيء طبيعي ويجب ألا يعتبر نجاسة ويمكنك استعمال فوط رقيقة جدا مخصصة لهذا الغرض وتغييرها عند الحاجة إن أحببت ولكنها لا تستوجب الغسل حتى بعد خروجها وتحولها للون الأصفر لأن هذا هو الأمر الطبيعي والفيزيولوجي.

ومن هنا عليك بتغير نظرتك إلى هذه الإفرازات، والبدء بمساعدة نفسك فأنت إنسانة طبيعية جدا ومثلك مثل كل الفتيات والنساء في هذا العالم.

إن شاهدت إفرازات بيضاء أو بيضاء وتحولت إلى صفراء بعد انتهاء الدورة فاعتبري نفسك قد طهرت وتصرفي بناء على هذا الأساس.

بالطبع يا عزيزتي أن كل مشقة أو معاناة تحدث للإنسان وتكون نيته فيها مرضاة الله -عز وجل-، فإن الله -عز وجل- يرفع بها درجاته ويزيد له الأجر والثواب، لكن وبنفس الوقت فإن الله -عز وجل- يريد بنا اليسر ولا يريد بنا العسر فلا يجب عليك الاستسلام لوساوس الشيطان بهذا الشأن فتأخري صلاتك وتكرري وضوءك وتعاني ما تعاني من الألم النفسي والتردد فتصبح الصلاة وكأنها عبء عليك ومصدر قلق وصراع -والعياذ بالله- وهذا ما يريده الشيطان بدل أن تكون مصدر راحة وطمأنينة.

نسال الله -عز وجل- أن ينور قلبك ويضيء دربك ويهديك إلى ما يحب ويرضى.

www.islamweb.net