أعيش في بلاد الغربة وأشعر بالملل والوحدة...فما الحل؟
2011-06-12 12:31:26 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
أنا أعيش في بلاد غريبة مع زوجي, ولا يوجد لدي صديقات, ولا توجد زيارات عائلية, أقضى أغلب الوقت بالمنزل, وأشعر دائما بالملل والوحدة, ودائما أكون زهقانة, وعندما أقول لزوجي هذا الكلام يقول لي سافري, واجلسي عند أهلك, وهذا ما يريده, لذلك أصبحت لا أقول له أني زهقانة فما هو الحل للخروج من هذا الملل؟ علما بأنه لا يوجد لدي أطفال.
وشكراً لكم.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ هدى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
بارك الله فيك, وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب.
الأزواج لا يفضلون بل لا يتحملون أبداً شكاوى الزوجات, خاصة حين تقول إنها زهقانة, أو إنها مصابة بالملل؛ لأن الزوج يرى دائماً في زوجته مستقر السكينة والاطمئنان, وإزالة الكدر والهموم عنه, وخاصة إذا كانت لديه صعوبات أو ضغوطات في محيط عمله.
فأنا حقيقة أريدك أولاً أن تتذكري دورك في هذا السياق، أنت حقيقة يجب أن تكوني مساهمة في راحة زوجك, هذا لا يعني أبداً أن تضغطي على نفسك, أو تمثلي أدوارا ليست من وجدانك, وأنت حين تساهمين في راحة زوجك سوف تحسين بالرضا -أي أن المستفيد لن يكون الزوج وحده إنما أنت أيضاً -
موضوع الشعور بالملل والوحدة كثيرا ما يكون من صنعنا.
أيتها الفاضلة الكريمة الواجبات أكثر من الأوقات, والإنسان المفلح والموفق والناجح هو الذي يدير وقته بصورة صحيحة, نعم أنا أقدر أنك بعيدة عن أهلك, ولا يوجد لديك أطفال, وربما تكونين قد وجدت صعوبة في بناء علاقات اجتماعية, لكن هذا لا يعني أبداً أن لا تديري وقتك بصورة صحيحة, وإدارة الوقت تتطلب خارطة ذهنية, خصصي وقتاً لعمل البيت, وخصصي وقتا للراحة, وخصصي وقتا لأن تضيفي شيئا جديداً لنفسك ولأسرتك ولزوجك ولمستقبلك, مثل أن تذهبي إلى مراكز تحفيظ القرآن الكريم, فهذه فيها الكثير من المنافع والإبداعات, والتعرف على سيدات صالحات, وفوق ذلك تكونين قد اكتسبت أمرا يتمناه الكثير من الناس, وهو حفظ كتاب الله تعالى, أو شيء من كتاب الله تعالى, هذا أمر بالطبع يزيل الملل, ويزيل القلق, وأنا أعتقد أن زوجك لا يعترض على ذلك أبداً.
ممارسة أنواع من الرياضة اليومية داخل المنزل, كاستعمال العجلة الثابتة مثلاً هذا فيه منفعة كبيرة جداً, ومشاهدة القنوات المفيدة, والقراءة, والحياكة, وأي شيء تحسين أنه سوف يجعل وقتك وقتاً مثمراً ومفيداً, وليس فيه أي نوع من الرتابة والملل, وبعد ذلك خصصي وقتا لأن تجلسي مع زوجك, وأن تجهزي له أفضل أنواع الطعام، وأن ترتبي ملابسه, وأن تكوني بشوشة, فهذا يفيدك ويفيده, وسوف تطورين من علاقاتك الزوجية, وفي ذات الوقت تكونين قد أزلت هذا الملل والتوتر الذي تعانين منه، والإنسان يستطيع أن يبني صداقات حتى وإن كان في الغربة.
التواصل الاجتماعي هو علاقة متبادلة، أخذ وعطاء, وليس من الضروري أن يندفع الإنسان في علاقاته فهذا لا ننصح به, لكن بشيء من الروية والتخير يستطيع الإنسان أن يبني علاقات طيبة.
الانخراط في الأعمال الخيرية هو منفذ إنساني ونفسي سلوكي جيد جداً, فهنالك الكثير والكثير يمكن أن تقومي به, وأنا لا أعتقد أبداً أنك تعانين من أي علة نفسية رئيسية, والناس دائماً حين تتكلم عن الزهق والملل كأنها تعطيك الانطباع بأنه يوجد اكتئاب نفسي، وأنا لا أعتقد أنك تعانين من اكتئاب نفسي, فقط صححي مفاهيمك, واشعري بقيمة ذاتك, وأحبي ذاتك وزوجك, واحرصي على إدارة وقتك بصورة صحيحة.
أسأل الله أن يرزقك الذرية الصالحة.