أعاني من حالة تشنج مفاجئة وفقد للوعي، ما العلاج؟

2011-06-16 11:17:18 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أحاول بقدر المستطاع أن أختصر استشارتي بارك الله فيكم، وفي موقعكم المبارك.

أنا أبلغ من العمر 24 سنة، قبل خمس سنوات تقريبا أتتني أول حالة تشنج وهي عبارة عن غبش أصابني في العين، بعدها فقدت الوعي وبدأت أتشنج لمدة خمس إلى عشر دقائق تقريبا.

ظننت أن الأمر مجرد عارض فقط، وبعدها بأسبوع رجعت لي نفس الحالة، عندها راجعت طبيب مخ وأعصاب وعملت أشعة الرنين المغناطيسي ورسم المخ طلعت النتيجة سليمة.

وكتب لي الدكتور علاج تيجرتول 200 سي آر قال تستمر عليه لمدة سنتين، وإن شاء الله بعدها تختفي الحالة، وفعلا استمريت عليه تقريبا لمدة سنة ونصف لم تأتني أي حالة تشنج فتركت العلاج من تلقاء نفسي ظنا مني أن الحالة اختفت، وبعد تركي للعلاج بفترة بسيطة رجعت لي حالة التشنج وراجعت طبيبا آخر وعاتبني أني تركت العلاج، وعملت أشعة مرة أخرى، والنتيجة تطلع سليمة، وعملت أيضا نسبة التيجرتول في الدم وطلعت النتيجة ممتازة.

رجعت للعلاج استمريت عليه لمدة سنتين ولكن في الفترة الأخيرة من السنتين بدأت أهمله، وأتتني حالة التشنج، ولكن أسوأ من التي قبلها، أتتني وأنا نائم، وبعد انتهاء التشنج أصبحت أمشي في البيت لا أدري عن نفسي كحالة الذي يمشي وهو نائم!

رجعت للدكتور وزود لي الجرعة، وأصبحت مواظبا على العلاج لمدة سنة ونصف لم تأتني أي حالة تشنج، ولكن قبل كم يوم أتتني الحالة وأنا مواظب على العلاج، وذهبت إلى طبيب آخر وكتب لي علاج depakine فما أدري هل أستمر عليه أو لا؟ وهل رأي الدكتور صحيح أم لا؟

الشيء الآخر هو أني قبل ما تصيبني حالات التشنج كانت صحتي النفسية جيدة، ولكن بعد حالات التشنج بدأت تصيبني اضطرابات نفسية، من قلق وتوتر وأرق ورجفة وارتعاش في الأطراف، وخوف من الناس، وتفكير في أشياء غريبة لا يمكن حدوثها، ولكنها تسيطر عليّ، وخجل شديد في أغلب الأحيان، وانطواء وعزلة عن الناس حتى عن أقرب الناس إليّ وهم أهلي، وأشياء كثيرة أثرت عليّ تأثيرا بالغا وقويا، لدرجة أنني أحيانا أفكر في الانتحار! والعياذ بالله.

أرجو من الله ثم منكم توجيهي التوجيه الصحيح والسليم والمشورة عليّ، بارك الله فيكم وسدد الله خطاكم وجعل ما تقومون به في موازين حسناتكم.


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فالتشنجات التي حدثت لك هي تشنجات صرعية أو ما يسميه عامة الناس زيادة في كهرباء المخ، وتخطيط الدماغ والرنين المغناطيسي طلع سليمًا، هذا شيء ممتاز جدًّا، لكن أصلاً هذه الفحوصات ليست فحوصات قاطعة، ورسم المخ يكون إيجابيا فقط في حوالي ستين من حالات الصرع، أما الأربعين بالمائة الأخرى فلا يكون فيها التخطيط إيجابيًا، ولذا يعتمد اعتمادًا كبيرًا على الوصف الذي يكون قد شاهده أحد الحاضرين للنوبة، وكذلك ما يقوله المريض نفسه، فشهادة العين تعتبر من وسائل التشخيص الممتازة جدًّا لنوبات الصرع.

استجابتك للعلاج وبصورة ممتازة جدًّا هي دليل أن هذه النوبات بالفعل كانت هي نوبات صرعية.

الذي أود أن أوضحه لك أولاً: لا تنزعج أبدًا لهذه الحالة، فأنت الحمد لله تعالى تعايشت معها، وهي إن شاء الله تعالى ليست منقصة أبدًا لك، ولا تتأثر بها اجتماعيًا، هذه حالة طبية يمكن أن يعيش صاحبها بصورة طبيعية جدًّا بشرط التزام تناول العلاج، وبالجرعة الموصوفة وللمدة المطلوبة.

استجابتك للعلاج بصفة عامة كانت جيدة جدًّا، وحتى النوبات التي أتتك هي نوبات انسحابية، بمعنى أن التوقف من الدواء حتى وإن كان مستواه في الدم ممتازا إلا أن الانسحاب المفاجئ للدواء يؤدي إلى نوع من نوبات ارتداد، وهذا هو الذي حدث لك.

إضافة عقار (دباكين) هي إضافة جيدة وإيجابية جدًّا، والدباكين يعتبر من الأدوية المتميزة جدًّا، ولا مانع بالطبع من تناوله مع التجراتول، والجرعة يجب أن تُحسب حسب وزنك، وإن شاء الله تكون النتائج رائعة جدًّا.

الأعراض النفسية التي تنتابك من قلق وتوتر ومخاوف ورجفة هي من الأعراض الملازمة لهذه التشنجات في حوالي خمسين إلى ستين بالمائة من الناس أيضًا، فلا تنزعج لها، لكن لابد أن تخطر طبيبك - الذي يقوم بالإشراف على علاجك - بها حتى يتسنى له إعطاؤك أحد الأدوية التي تزيل القلق، ومن أفضل هذه الأدوية العقار الذي يعرف تجاريًا باسم (سوركويل) ويعرف علميًا باسم (كواتبين) كما أن عقار (زيروكسات) والذي يعرف علميًا باسم (باروكستين) يعتبر من الأدوية الجيدة جدًّا.

أرجو أن لا تتناول هذه الأدوية من تلقاء نفسك، اذكر ما تعانيه للطبيب، الطبيب إما سوف يقوم بإعطائك أحد هذه الأدوية أو أي دواء مناسب آخر، وإما أنه سوف يقوم بتحويلك إلى مختص في الأمراض النفسية.

ليس هنالك ما يدعوك أبدًا للتفكير في الانتحار، استعذ بالله تعالى من هذه الأفكار، اطردها، كن إيجابيًا في تفكيرك، وأنا من جانبي أؤكد لك أن هذه التشنجات علاجها أصبح الآن سهلاً جدًّا ومتوفرًا، وهنالك أدوية كثيرة وكثيرة جدًّا، كلها مفيدة، وهنالك أبحاث علمية متطورة جدًّا الآن، وهنالك إن شاء الله وعود علمية مبشرة جدًّا بأنه سوف تظهر وسائل علاجية خاصة في محيط الدواء تكون أفضل مما نحن عليه الآن.

أخي الكريم: ردًّا على رسالتك ومن باب المشورة أقول لك: لا تنزعج لهذا المرض، هو ابتلاء بسيط، وإن شاء الله تعالى أنت من الصابرين، والعلاج متوفر، عليك الالتزام بتناول الدواء في وقته وبالجرعة المطلوبة.

الأمر الآخر: لا تقلق أبدًا، ولا تتوتر، وأعراض القلق والتوتر التي أتتك سهلة العلاج إن شاء الله تعالى، ونصيحتي لك أيضًا هي أن تعيش حياة إيجابية، والإيجابية لا تتأتي إلى الإنسان إلا إذا كان على رأس عمله أو في دراسة أو في أي نشاط آخر.

ابحث عن العمل المناسب، وأرجو أيضًا أن تتواصل اجتماعيًا، وأن تكون حريصًا على صلواتك في جماعة، هذا فيه خير كبير جدًّا لك.


أسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد، ونشكرك على تواصلك مع إسلام ويب.

www.islamweb.net