زوجتي تذكر الماضي كثيراً وتنغص علي حياتي
2011-07-07 08:40:06 | إسلام ويب
السؤال:
أنا متزوج منذ 6 سنوات، ولي بنت لها من العمر سنتان، كما أنني ليس لي أبوان (توفاهما الله وأنا صغير) مشكلتي أن زوجتي أرهقتني من كثرة ما تعيد من سرد أحداث قد وقعت في بداية زواجنا، سبق وقدمت لها مراراً اعتذاري وأسفي عليها، إلا أنها كلما بدرت مني هفوة في قول أو عمل، إلا وعادت لفتح الملفات القديمة (أختك آذتني يوم كذا بالكلمة الفلانية أو الفعل الفلاني، زوجة أخيك الفلاني بكذا وكذا) هناك أشياء فعلاً قد وقعت، وأنا اعتذرت لها منها سواءً التي صدرت مني أو من أختي أو أحد إخوتي، إلا أنها وفي كل مرة تقع أحداث تأولها أنها بهدف إيذائها وأنها متعمدة، وتصبح نافرة مني، تقاطعني وتهجرني، وأنا صابر عليها بالرغم أنها تنغص علي الحياة، وأصبر نفسي لأجل ابنتنا الصغيرة التي لا أريد لها أن تفقد الجو العائلي الطبيعي.
في إحدى المرات كنت أقوم بإصلاحات بالمنزل، وأرسلت زوجتي للمبيت عند أهلها حماية لابنتي لكي لا تشم رائحة الطلاء القوية، اتصلت بي أختي تطلب مني مصاحبتها إلى عند صائغ حلي أعرفه، كنت وعدتها بمصاحبتها إليه وفي كل مرة أؤجل ذلك (أختي غير متزوجة وتعيش مع أخ لي أكبر مني) فقررت أن أصحبها إليه في صبيحة اليوم التالي، فلما علمت بذلك استشاطت غضباً وعاتبتني على ذلك لأنها تؤاخذها على أشياء كثيرة، من بينها أنها كان لزاماً عليها (بما أنها المرأة الوحيدة في عائلتي، وأمي متوفية) أن تحثني على فعل أشياء هي من الأمور التي من الواجب فعلاً للزوجة، وبصدق أني لا علم لي بها، وأختي لما سألتها عنها قالت أن لا علم لها بها، خصوصاً أنها لم تتزوج من قبل.
صبرت كثيراً على تقلبات مزاجها، وأدعو الله دائما أن يهديها، فماذا عساي أن أفعل، خصوصا أني أصبحت أشعر في الآونة الأخيرة أني أصبحت "محشوراً في الزاوية"؟
أرشدوني للصواب، وجزاكم الله خيراً.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حاير حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فمرحبًا أيها الأخ الحبيب في استشارات إسلام ويب، ونسأل الله تعالى أن يجزيك خيرًا على صبرك على زوجتك وما يصدر منها من إيذاء وتنغيص عليك في حياتك، وتذكر أيها الحبيب أنك مأجور على ذلك كله إن شاء الله.
وصيتنا لك أيها الحبيب أن تستمر على هذه السيرة من الصبر، فإن المرأة لا تخلو من عِوج، والنبي صلى الله عليه وسلم قد وصف المرأة بأنها (خُلقت من ضلع وأن أعوج شيء في الضلع أعلاه، فإذا ذهبت تُقيمه كسرته، وكسرها طلاقها) فالمرأة لا تزال مِعوجة، وهذا ليس في زوجتك وحدها، بل كل النساء كذلك، لابد وأن تجد فيها عيبًا، ولكن الإنسان العاقل ينبغي أن ينظر إلى الجانب الإيجابي في الزوجة، ولا شك أيها الحبيب أنك إذا جلست في جلسة هدوء بعيدًا عن الانفعال والغضب وتفكرت في إيجابيات زوجتك ستجد كثيرًا من الإيجابيات التي تدعوك إلى الصبر على الزوجة والعفو عنها في حالات الإساءة، وهذه وصية النبي صلى الله عليه وسلم، فإنه قد قال في الحديث الصحيح: (لا يفرك مؤمن مؤمنة - أي لا يُبغض مؤمن مؤمنة - إن كره منها خلقًا رضي منها آخر) فلو عملت بهذه الوصية أيها الحبيب لزال عنك الكدر والهم، فإنك لا شك أنك ستجد إيجابيات كثيرة وحسنات وفيرة في زوجتك تكافئ ما فيها من هذا الخلق الذميم.
ومع هذا يمكنك أيها الحبيب أن تحاول إصلاح هذا الخلق في الزوجة بالتأني والرفق، فإن الرفق ما كان في شيء إلا زانه وما نُزع من شيء إلا شانه، فينبغي أن تذكر زوجتك دائمًا بحسن الظن بالآخرين، وثواب حسن الظن، وتجنب إساءة الظن، وقد نهى الله عز وجل عن ذلك، ويمكنك أن تُسمعها بعض المواعظ في هذا الموضوع وهي كثيرة على موقعنا وعلى غيره من المواقع الإسلامية النافعة، وبدوام هذا النصح باللطف واللين لاسيما في أوقات الهدوء ستجد نفسك إن شاء الله تُعالج هذا الجانب في الزوجة شيئًا فشيئًا.
نسأل الله تعالى أن يقدر لك الخير حيث كان ويرضيك به.