أعاني من القلق وأستخدم الافكسر... فما هي أعراضه وكيفية التخلص منها؟

2011-07-07 09:09:24 | إسلام ويب

السؤال:
الأستاذ الكريم د.محمد عبد العليم وفقك الله

أي قرار أريد أن أتخذه أفكر كثيراً جداً بشكل مبالغ فيه، وأنا أفكر في شيء ينصرف فكري إلى شيء آخر تماماً، وأنا أتكلم في موضوع ينصرف فكري لموضوع آخر وهكذا، فهل هذه وساوس أم قلق ؟ وأنت قلت أن الافكسر لا يفيد لعلاج الوساوس، فهل تنصح بدواء غير الافكسر؟

أنا الآن بدأت باستخدام الافكسر ، لكن من الأعراض ضعف الرغبة الجنسية، بعدما كانت قوية جدا مع حشيشة القلب ، أيضاً إذا أردت النوم وأنا جالس أجد نفسي عاضا على أسناني وعضلاتي مشدودة، مع رجفة في اليدين، مع العلم أنني استخدم الدوقماتيل كما وصفته لي حبة صباحا وحبة مساء، والحمد لله تحسن مزاجي بعد ثلاثة أسابيع بشكل واضح خصوصا بعد أخذ الجرعة.

الرجفة والارتباك النسبي يزول تماماً مع حشيشة القلب، فهل يمكنني تناول حشيشة القلب مع الافكسر، بحيث تكون حشيشة القلب بجرعة أقل؟
لأنني وجدت في الوصفة أنه من موانع تناول الافكسر إذا كنت أستخدم حشيشة القلب، ومكتوب أنه يجب التوقف لمدة أسبوعين قبل البدء في الافكسر، فهل يمكنني تناول العشبة مع الدواء أم لا؟

أيضاً مهم أن أعرف هل ضعف الرغبة الجنسية وخروج المذي بدون شهوة هي أعراض جانبية لاستخدام الدواء، أي بعد انتهاء فترة العلاج وهي سنتان تقريباً تعود القدرة الجنسية كالسابق أم أن هذا يؤثر حتى بعد التوقف؟

أنا حالياً أستخدم حبة 300 مل مع الافكسر 75 مل يومياً وسأستمر إن شاء الله على خطتك حبة لمدة شهرين، ثم أرفعها حبتين لمدة 6 أشهر، ثم حبة لمدة عام، ثم أتدرج في التوقف.

السؤال الثاني: لماذا قلت لي أنه يفضل تناول الافكسر مساءً؟
مع العلم أنني أستخدمه مساءً حوالي الساعة 6-7 أي قبل صلاة المغرب أو بعدها.

النقطة الثالثة: بعد أخذ الحبة طوال الليل يبدأ يتعكر المزاج بعد الاستيقاظ من النوم حتى يأتي ما بعد الجرعة بكم ساعة يتحسن المزاج وهكذا!


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

أعراضك فيها ميل أكثر للقلق أكثر مما هي وساوس، وإن كان يوجد مكون بسيط للوساوس، وهو التردد في اتخاذ القرارات، والإفكسر دواء ممتاز وفاعل جدًّا لعلاج الاكتئاب وكذلك المخاوف الاجتماعية والقلق، وهذا - أي هذه الفاعلية في خصوص الرهاب الاجتماعي - لا يتأتى إلا من خلال جرعات عالية.

الإفكسر بجرعات عالية أيضًا قد يفيد ولكن بدرجة بسيطة في علاج الوساوس، لكن قطعًا ليس هو من أدوية الخط الأول في علاج الوساوس القهرية.

من أعراض الإفكسر أنه ربما يُضعف الرغبة الجنسية لدى بعض الناس، لكن هذا أمر مؤقت ووقتي، والانشغال النفسي بهذا العرض يزيد منه وتجاوزه وعدم التفكير فيه يقلل منه كثيرًا.

استعمال حشيشة القلب مع الإفكسر لا ينصح به إذا كانت جرعة الإفكسر أكثر من مائة وخمسين مليجرامًا في اليوم، وذلك لسبب واحد: هنالك علة تعرف بمتلازمة السيروتونين، وهذه العلة قد تكون خطيرة في بعض الأحيان، حيث إن الإنسان يشعر بقلق وتوتر وتعرق وربما تشنجات، والسبب في هذا أن الإفكسر بجرعة مائة وخمسين مليجراما وما فوق إذا خُلط مع الأدوية الأخرى التي تعمل من خلال منع استرجاع السيروتونين انتقائيًا، ومنها عشبة القلب هذا يؤدي إلى تكون السيروتونين، وإلى نوع من الإفراز الزائد والإطماء، وهذا أمر غير محمود.

إذن السلامة مهمة والكلام الذي أقوله لك قائم على مسانيد علمية، فإذن أنا لا أقول لك أنه أمر ممنوع، ولكن هنالك محاذير وهنالك ضوابط وهي مرتبطة بالجرعة ولا شك في ذلك.

ضعف الرغبة الجنسية كما ذكرت لك قد يكون الإفكسر لعب فيه دورًا، ولكن أيضًا الانشغال النفسي أعتقد أنه أثر فيك، وخروج المذي بدون شهوة ليس من الآثار الجانبية للإفكسر، ولكنه يعرف أنه أثر جانبي للقلق النفسي والانشغال حول الأداء الجنسي، وإن شاء الله تعالى سوف تعود قدرتك الجنسية بصورة كاملة جدًّا، وأرجو أن لا تنشغل بهذا الموضوع، وعليك أن تكثر من ممارسة الرياضة، فسوف تساعدك كثيرًا.

استخدامك للإفكسر بالصورة التي ذكرتها أمر جيد، لكن حقيقة لا أنصح أبدًا بتناول عشبة القلب مع الجرعة الكبيرة.

الدوجماتيل دواء مساعد ودواء طيب، ويتميز بأنه ليس له أي آثار انسحابية، ويمكنك تناوله حتى عند اللزوم إذا رأيت ذلك مهمًا.

بالنسبة للسؤال حول وقت تناول الإفكسر: الإفكسر دواء يمكن تناوله في أثناء النهار، هذا أمر معروف، لكن بعض الناس يشتكون من شعور بالاسترخاء الزائد والنعاس؛ ولذا ننصح بنناوله في المساء.

في حالتك أخي الكريم: ما دام يزيد الإفكسر من درجة اليقظة وتعكر المزاج بالنسبة لك فلا مانع من أن تتناوله في أثناء النهار، هنالك مرونة كبيرة جدًّا في وقت تناول هذه الأدوية، وهذه أحد المميزات، وهذا الذي أقوله ينطبق أيضًا على السبرالكس.

السبرالكس الشركة المصنعة تقول أن تناوله أفضل في أثناء النهار، ولكن كثيرا من الناس يشتكون من زيادة النوم والاسترخاء؛ ولذا نقول لهم لا مانع أن يتم تناوله مساءً، المهم أن تكون الجرعة كل أربعة وعشرين ساعة، وذلك لنضمن أن مستوى الدواء في الدم سيظل في وضع جيد ومنتظم.

إن شاء الله تعكر المزاج الليلي هذا سوف ينتهي، وكما ذكرت لك حاول أن تتناول الحبة في أثناء النهار.

نصيحة مهمة لك وهي: بجانب العلاج الدوائي لابد أن تركز على العلاجات الأخرى: من حيث التفكير الإيجابي، وممارسة الرياضة، والتواصل الاجتماعي، وممارسة تمارين الاسترخاء، إدارة الوقت بصورة جيدة، التطوير المهني، الأنشطة الثقافية والاجتماعية... هنالك أمور مأهولة ومفيدة جدًّا، وكلها علاجات ناجحة، وأثبتت جدارتها.

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد، ونشكرك على التواصل مع إسلام ويب.

www.islamweb.net