أكره الناس بشكل مفاجئ ولا أتحكم بردود أفعالي!!
2011-08-08 12:28:05 | إسلام ويب
السؤال:
أنا أعاني من عدم القدرة على الكلام بشكل صحيح، فمثلا وأنا أتكلم يضيع كل الكلام الذي في ذهني، مع أني كنت في السابق عكس ذلك تماماً.
في السابق كنت مرحة نشيطة واجتماعية وناجحة في حياتي وكلامي موزون، والآن تركت دراستي وأصبحت انطوائية وكسولة، وحياتي بلا هدف، حاولت العام الماضي أن أكمل دراستي، ولكن يصيبني خوف من الأماكن العامة، أكره الأماكن المزدحمة؛ لأني أشعر كأن الناس كلها تنظر إلي فلا أستطيع المشي ولا الكلام!
وكذلك كلامي يخرج مني دون أن أفكر فيه، وكأن أحدا يتكلم عني، فأندم بعدها لأني أجرح الناس بكلامي، وأميل إلى تعذيب نفسي فأجرح نفسي أحيانا، وأتلذذ بتعذيب نفسي، وكذلك لما أحزن على شيء أفقد القدرة على البكاء، أو تأتيني نوبة بكاء مفاجئة، وأعاني من عدم التحكم بردود أفعالي، فمثــلاٍ:
لو اشتكى لي أحد من ألم منطقة في جسده فبدلاً من أن أحزن أضحك، مع أني أحس بحزن عليه بداخلي ولكن لا أعلم سبب حاجتي للضحك!
أحس بأن هناك أحداً يراقبني في أي مكان أذهب إليه، وأحيانا لا أستطيع الجلوس مع أهلي لأني أشم رائحة كريهة بجسدي، وعندما أسأل أي أحد يقولون لا توجد رائحة ولا شيء.
وكذلك أكره أشخاصا بحياتي بشكل مفاجئ، مع أنهم لم يؤذوني، أحس بـكره تجاه أختي وأحيانا أمي، وهذا يحزنني كثيرا.
وأحيانا أكره إحدى صديقاتي فجأة ودون أدنى سبب، ولما أتركها عدة أيام يزول هذا الكره وكأن شيئا لم يكن.
أشعر أحيانا بأني ملبوسة أو مسكونة أو عمل لي سحر، ودائما أكلم نفسي، وينتقدني أهلي كثيرا على هذا الأمر.
وعندي قلق وخوف وعدم الشعور بالأمان، وخصوصا الخوف من الموت وقيام الساعة عندما أتذكرها أحس بحرارة بجسدي وغثيان وارتعاش شديد بكامل جسدي، والآن علامات الساعة تخرج بطريقة سريعة، وأهلي يذكرون هذا باستمرار وهذا يرهقني كثيرا، وقد أتتني فترة خوف شديدة، فلم أنم يومين كاملين.
وأصبحت قليله الأكل، وأفضل أن أنام أياما عديدة على أن أجلس مع أهلي لذكرهم الساعة باستمرار.
وغيرت طريقة نومي، فأنا أفضل أن أجلس في الصباح وحدي لأجد الهدوء والراحة، أحب الاختلاء بنفسي دائما، فأجلس في الصباح بمفردي، ولأني تركت دراستي لأسباب نفسية أيضا، فكنت ما إن أدخل للمدرسة تنتابني ضيقة شديدة، ونوبات بكاء مستمرة، وتخليت عن دراستي، وأنام عندما يصحو أهلي من النوم.
ودائماٍ أشعر بأني وحيدة مع أن لي صديقات، ولكنهن لسن مقربات لي.
ونظرتي للمستقبل متشائمة، فعندما أقبل على عمل أتذكر أن قيام الساعة قريب، وعملي يحتاج لوقت فأتراجع عن العمل.
وغياب هدفي بالحياة من أسباب تعاستي، والروتين الممل لحياتي يرهقني كثيرا.
ومع هذا أكتم كل شيء بداخلي، أحس أني سأنفجر من الضغط الذي أنا فيه، حتى أهلي ينتقدونني لأني جالسة في البيت بدون عمل!
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ منى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فنشكر لك التواصل مع إسلام ويب، وأسأل الله لك العافية والشفاء.
أيتها الابنة الكريمة: هنالك عدة محاور في رسالتك توقفت عندها لأنها تستحق الاهتمام، أهم هذه المحاور هو شعورك أن أحداً يراقبك، وموضوع الشعور بأن هنالك مس أو سحر قد عُمل لك، وشعورك العام بكراهية الآخرين، وكذلك لجوئك لتشويه جسدك.
أعتقد أن هذه كلها أعراض مهمة من المنظور النفسي، والأعراض الأخرى هي أعراض مصاحبة فيها جوانب قلقية وسواسية، لكن ما ذكر حول حالة الظنان وسوء التأويل وعدم الثقة بالآخرين أعتقد أنها شكوى جوهرية تتطلب منك الذهاب لمقابلة الطبيب النفسي، وهنالك أسئلة كثيرة سوف يقوم الطبيب النفسي بالاستفسار منك حولها، وذلك لتكتمل الصورة التشخيصية لدى الطبيب.
حالتك إن شاء الله سوف تعالج وتعالج بصورة جيدة جدًّا، لكن تأكيد التشخيص مهم: هل هي وساوس فقط؟ هل هي وساوس ظنانية؟ هل توجد مشكلة في الشخصية؟
هذه كلها لا بد أن يُجاب عليها وربما يقوم الطبيب بطلب إلى الأخصائي النفسي لأن يجري لك اختبارات واستبيانات معينة حول الشخصية، والوساوس والظنان الذي تعانين من درجة بسيطة منه.
المهم في الأمر هو أن لا تهملي نفسك؛ لأن الحالة يمكن أن تعالج وبصورة فعالة جدًّا، وهنالك أدوية ممتازة، لكن لا بد أن يكون الأمر تحت التوجيه الطبي والمتابعة الطبية، ففكري مع أسرتك حول هذا الأمر، وأننا قد نصحناك بمقابلة الطبيب، والحمد لله تعالى المملكة العربية السعودية بها الكثير من الأطباء المتميزين، وأنا على ثقة تامة أن أسرتك سوف تتفهم هذا الموضوع وتذهب معك إلى الطبيب.
الجوانب الأخرى كنصائح عامة هي: أن تكون دائمًا إيجابية في تفكيرك، وأن تكوني فعالة، أن تديري وقتك بصورة صحيحة، أنت في بدايات سن الشباب، أمامك إن شاء الله تعالى الكثير مما هو جميل يمكن تطبيقه وإنجازه، ونحن الآن في رمضان، في موسم الخيرات، فرصة عظيمة للإنسان أن يجدد إيمانه وأن يؤكد ذاته وأن يكون إيجابيًا في تفكيره.
أنا أشكرك على هذه الرسالة، وأرجو أن تكون إجابتي مقنعة بالنسبة لك، وأعتقد أن النصيحة بمقابلة المختص في حد ذاتها تعني الكثير جدًّا بالنسبة لنا، لأنها مهمة، وندرك تمامًا إن شاء الله تعالى أنك سوف تجنين فوائد كثيرة جدًّا من المقابلة والفحص والإرشاد النفسي والسلوكي ومن ثم توضع لك آليات العلاج التي تناسبك.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونشكر لك التواصل مع إسلام ويب، وكل عام وأنتم بخير.