تقدمت لخطبة فتاة ثلاث مرات ورفضني أهلها، فما الحل؟

2011-09-06 10:39:41 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بسم الله .. والحمد لله رب العالمين.

أنا عمري 32 سنة، أعمل بدولة خليجية بوظيفة جيدة، ودخلي ميسور ولله الحمد، متدين ويشهد الناس لي بحسن الخلق.

تقدمت لخطبة فتاة جامعية ثلاث مرات، وعمرها 22 سنة، وأبوها رفضني بحجة أني أكبر منها، ومن غير جنسيتها، ومتزوج ..، مع العلم أنها تريديني وموافقة علي، ولا تريد غيري.

ماذا أفعل لكي أقنع أباها بأني الرجل المناسب لابنته؟ وماذا تفعل هي لتقنع أباها بي؟

أفيدوني أفادكم الله وجعله في ميزان حسناتكم.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلاً وسهلاً ومرحبًا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله جل جلاله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن ييسر أمرك، وأن يوفقك لكل خير، وأن يمنّ عليك بالزوجة الصالحة الطيبة المباركة التي تكون عونًا لك على طاعته ورضاه، كما نسأله تبارك وتعالى أن يشرح صدر أهل هذه الأخت لقبولك زوجًا لابنتهم، إنه جواد كريم.

وبخصوص ما ورد برسالتك أخي الكريم الفاضل أقول لك: إنه ومما لا شك فيه أنه لا يخفى عليك أن الله تبارك وتعالى قد قدر المقادير، وقسم الأرزاق قبل خلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة، وهذا ما ورد في السنة، ومن هذه الأرزاق قضية الزواج، فالأزواج أرزاق، والزوجات أرزاق، والأولاد أرزاق، والأموال أرزاق، والعلم، وغير ذلك، كل هذه من الأرزاق، وكلها من خزائن الله تبارك وتعالى، فإذا كان الله تبارك وتعالى قد قدر شيئًا وكُتب في اللوح المحفوظ فإنه لن يستطيع أهل الأرض جميعًا تغييره مهما أوتوا من قوة إلا بالرجوع إلى الله تبارك وتعالى جل جلاله.

وأريد أن أطمئنك بداية بأنها إذا كانت لك فعلاً في علم الله تعالى فسوف تكون لك ولا يمكن لغيرك أن يتزوجها، أما إذا كانت لم يقدر الله تبارك وتعالى أن تكون زوجة لك فلا يمكن لك بحال أن تتزوجها، ونحن إذا أردنا أن نتزوج فماذا نفعل؟ إذا أردنا الزواج عادة وُفق ضوابط الشرع نتقدم إلى أهل المرأة، فإن قبلونا كأزواج لبناتهم فإن الأمر يكون بذلك قد تم وتحقق، وتحقق ذلك مراد الله على الوجه الذي أراده الله، أما إذا تقدم الإنسان مرة ورُفض، ثم تقدم مرة ثانية ورُفض، ثم تقدم مرة ثالثة ورُفض؛ فمن يُدريك أنها ستكون لك؟ لعل هذا الرفض مما لا شك فيه هو سبب أيضًا من الأسباب الكونية الشرعية، لأننا لا نستطيع أن نغفل موافقة ولي الأمر في الزواج، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا نكاح إلا بولي وشاهدي عدل) وأنت قد أخذت بالأسباب أخي الفاضل المرة الأولى والثانية والثالثة، ولم يقبلك أهلها زوجًا لها نظرًا للأمور التي أشرت إليها.

فأنا أقول: في هذه الحال لو سألتني رأيي – أن تصرف النظر عن هذه الأخت، لأن توجهك إلى أهلها وسؤالك تزوجيك إياها ثم رفضهم المتكرر أيضًا، معنى ذلك أنهم غير مقتنعين بك أصلاً، حتى وإن كانت فيك مواصفات رائعة، إلا أنهم يرون أن فارق السن عشر سنوات ليس هيِّنًا، ويرون أنك لست من جنسيتها، ولعل هذه مسائل مهمة، وكذلك أيضًا لا يريدون أن يزوجوا ابنتهم من رجل متزوج.

فأنا أرى بذلك لو أخذت برأيي، وعملت بنصيحتي أن لا تفكر لا في إقناعهم، ولا في غيره، وأن تصرف النظر عنها لأنها ليست لك؛ لأن الإنسان المسلم له كرامة، وأنت إن تقدمت مرة بعد مرة بعد مرة اسمح لي قد تجاوزت حدود الأمر المألوف، فإن الإنسان جرت العادة بأنه إن تقدم مرة، ورُفض يصرف النظر عن الموقف تمامًا، ولا يفكر فيها، ويقول لعلها ليست من نصيبي.

أما أنت أخي الفاضل أحمد – جزاك الله خيرًا وزادك توفيقًا وتواضعًا – تقدمت المرة الأولى والثانية والثالثة ورفضك أهلها، حتى وإن كانت هي تريدك، فأنت تعلم أن الزواج ليس ارتباط شخص بشخص، وإنما الزواج ارتباط كيان بكيان، أسرة بأسرة، مجتمع بمجتمع، وأهلها لا يريدون ذلك، وهي ليس لها من الأمر شيء.

فأنا أرى بارك الله فيك أن تترك الأمر لها هي، وأن تجتهد هي في محاولة إقناع أهلها بالطريقة التي جرت بها العادة، لأنني لن أستطيع أن أقول لك بأنها تعمل سحرًا حتى يقتنع أو حتى يُحبك أهلها، فهذا ليس ممكنًا، وقطعًا هو مستحيل، ولكن المسلك الطبيعي أنها تعرض وجهة نظرها على أهلها، فإن قبلوا قبلوا، وإن لم يقبلوا فانتهى الأمر، لأنها امرأة بكر كما تعلم والبكر طبعًا تُستأذن، ولا يجوز لها أن تتزوج بحال بغير إذن وليِّها، وهذا الأمر حتى لو أنها أقدمت عليه، وحاولت أن تفعله فأعتقد أن مثلك مع صلاحك وتقواك وحُسن خلقك لن تقبلها، لأنك لن تقبل أبدًا بحال أن تخرج ابنتك عنك لتتزوج رجلاً بغير رضاك أو من غير ما تريد.

فأنا أقول: قل لها هذا شأنك، وأن تحاولي إقناع أهلك بالطريقة التي ترينها مناسبة، وأنا أخذت بالأسباب مرة بعد مرة بعد مرة، وبذلك أرى أنه من كرامة المسلم أن أتوقف، لأنني لا ينبغي لي أن أريق ماء وجهي أكثر من ذلك، وحتى ولو كنت أنت لا ترى امرأة أجمل منها، ولا أفضل منها، ولا أصلح منها، فإن رفضك ثلاث مرات يكفي بأن تتوقف فعلاً عن محاولة الارتباط بها، أو إقناع أهلها، لأن النساء لم يتوقفن عليها، وأنت رجل متزوج.

يعني أقول: أنت لست محرومًا، وإنما أنت رجل منّ الله عليك بالزوجة وبالأولاد، نعم قد تكون هناك ظروف أو دواعٍ للتعدد، وقد تكون هنالك رغبة شرعية لتحقيق السنة، وقد تكون هناك رغبة نفسية، هذا كله لا حرج فيه، ولا أمنعك من أن تُعدد، لأن هذا هو شرع الله تعالى، ولكن أقول: ما دمتُ قد ترددتُ ثلاث مرات على البيت وطرقتُ الباب ثلاث مرات، ولم يفتح لك فأنا أرى صيانة لماء وجهك أن تتوقف عن ذلك.

وبالنسبة لهذه الأخت قل لها: أنا فعلت الذي عليَّ، الرجل عادة يتقدم مرة واحدة، فإن رفض صرف النظر تمامًا، أما أنا تقدمتُ مرة ومرة ومرة، وأهلك رفضوني، ولو قدر الله لي فيك من نصيب فلعلك تُقنعيهم وأكون لك بقدر الله تعالى، أما خلاف ذلك لا أستطيع.

هذا ما أنصح به بارك الله فيك، وأسأل الله أن يشرح صدرك للذي هو خير، وأن يوفقك إلى كل خير، وأن يمنّ عليك بمزيد من الصلاح والديانة والاستقامة، ورغد العيش وتيسير الحال، وأن يكرمك بالزوجة الصالحة التي تُحيي معها سنة التعدد بلا مشاكل ولا إراقة وجهٍ ولا إهانة ولا غير ذلك.

هذا وبالله التوفيق.

www.islamweb.net